الحاج هادي العكيلي
الكلام للامير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام ) قال (( وقد أرعدوا وابرقوا ، ومع هذين الامرين الفشل ،ولسنا نرعد حتى نوقع ،ولانسيل حتى نمطر )) .لقد اصبح رعيد قادة الكتل السياسية المتصارعة فيما بينها على الساحة العراقية يأخذه مداه غير المقبول باتجاه ايجاد الحل المناسب بالخروج من الازمة السياسية .فقسماً يرعد ويتوعد ويرسل رسائل تهديد الى الطرف الاخر بان يحترم الدستور طوعاً والا سوف يحترم الدستور بالقوة متناسياً بانه هو اول من لا احترم الدستور بتوقيعه صفقة اربيل التي اوصلته الى كرسي الرئاسة ليخلف الوعد ويطالب بطبيق الدستور .لذلك كشر عن اسنانه كل من وقع على صفقة اربيل للحصول على مغانمه الشخصية والحزبية متناسين مصلحة الشعب الوطنية .ان استخدام القوة بين المتخاصمين السياسيين قد تؤدي الى تدمير العراق والى افشال التجربة الديمقراطية الوليدة وارجاع العراق الى المربع الاول كما يحلو لبعض السياسيين ان يطلقوا هذه العبارة وكأن تجربة العراق السياسية هي مخزونة في مربعات لعبة ((الطاق ) التي كنا نعلبها ونحن صغار والذي يفشل يرجع الى المربع الاول .لقد استخدم النظام البائد القوة ضد ابناء شعبه لمدة اكثر من ثلاثين عاماً، فمنهم من استشهد ومنهم من هجر الى بقاع الارض الواسعة التي سترة على العراقيين بان ان تحفظهم من التشرد والضياع والمصير المجهول ، فهل نريد ان نعيد استخدام القوة مرة ثانية ليقتل ما يقتل ولينجوا هارباً الى خارج البلد طالباً حق اللجوء ،حيث كانت بلدان العالم سابقاً ترحب بنا وتعطينا اللجوء واليوم دول العالم تهجرنا الى العراق اجبارياً وتسقط عنا ورقة اللجوء ،ونقول باعلى اصواتنا (( وَين نولي ياعلي )).قسم من السياسيين يعلن بان العراق سوف يقسم الى اقاليم ،بعد ان وجد نفسه في ضيق فلتجأ الى هذا الشعار الذي كان بالامس رافضه ويعتبره مشروع لتقسيم العراق عندما اعلنه الشهيد السعيد السيد عبدالعزيز الحكيم (قدس) واخذت نقطة ضعف اتجاه المجلس الاعلى الاسلامي بانه يدعوا الى تقسيم العراق وانهم يدعون الى وحدة العراق ، فكانت دعوة السيد عبدالعزيز الحكيم دعوة صادقة نابعة من الرؤى المستقبلية للعراق وفق التجاذبات على الساحة السياسية العراقية .واليوم يدعون اعداء الفدرالية بالمطالبة بتطبيقها ،وهذا مانبه اليه السيد عمار الحكيم خلال الملتقى الثقافي وحذر من اقحام الثوابت الوطنية والحقوق الدستورية في الازمات السياسية ومنها المطالبة بالفدرالية وتكوين الاقاليم ،حيث يعتقدون بان الطريق سيكون امامهم سهلاً في التشبث في السلطة وتصفية خصومهم السياسيين معتمدين على المال والسلطة والقوة التي يهددون بها الاخرين متناسين بان الطاغية لم يستطع بجبروته ان يطفى نار المقاومة التي اطاحة بعرشه الخاوي ،ولكن الشعب بقى صامداً يقاوم الطغاة بكل السبل .نتمنى على السياسيين الذين يلوحون باستخدام القوة عليهم ان يعرفوا عواقب استخدام تلك القوة لان الشعب لا يستطيع ان يتحمل بعد اكثر ما تحمله من قتل واضطهاد وتشريد وتهجير ولكي لايردد الشعب (( وَين نولي ياعلي )).واستمرت حرب التصريحات النارية بين المتخاصمين سياسياً على مصالحهم الشخصية والحزبية وليس على مصالح الشعب بالتهديد بسحب الثقة عن حكومة المالكي وهذا مطلب القائمة العراقية والتحالف الكردستاني يؤيدهم التيار الصدري من التحالف الوطني وبالمقابل تهدد دولة القانون بحل البرلمان وجعل الحكومة تصريف اعمال واجراء انتخابات مبكرة وهو الحل الاسلم بخروج البلد من الازمة السياسية الحالية .لقد عشنا في صراعات اعلامية مضخمة اعطت انطباعاً سيئاً عن العملية السياسية واربكت المواطن واثرت سلباً على الشارع العراقي من الناحية الاقتصادية والامنية ونقول (( وَين نولي ياعلي )).
https://telegram.me/buratha