المقالات

لا امن ولا استقرار إلا بشنق الحمار!!

663 07:02:00 2012-05-28

 

من الأدب الشعبي اللبناني هذه الحكاية :وقعت فتنة دامية في لبنان في العام 1860 , مع اشتداد الفتنة عين داوود باشا متصرفا على منطقة جبل عامل . كان البلد بحاجة إلى حاكم صارم, يوم وصوله جلس في ديوانه يستقبل المهنئين , رأى حمارا يأكل من ورق أشجار حديقة القصر , سأل بغضب عن صاحب الحمار , أنكر الجميع امتلاكهم للحمار خوفا من القصاص , وقع القصاص حين أمر بشنق الحمار بعد شنق الحمار ساد الأمن وعم الاستقرار . بعد سماع الصحفي اللبناني الراحل ميشيل أبو جودة بهذه الحكاية وعد راويها الأديب الشعبي سلام الراسي بكتابة مقال تحت عنوان: "لا امن ولا استقرار إلا بشنق الحمار" , لكنه لم يفعل خشية العواقب ها أنا اكتب , إنني متيقن ان مساحة الحرية وحدود احترام الرأي متوفران في العراق حاليا, و"الأمثال تضرب ولا تقاس " . اعرف ان الأنظمة الديمقراطية مقيدة بضوابط وقوانين صارمة تراعي حقوق الإنسان والحيوان , واعرف أيضا ان الأنظمة الديمقراطية تختلف عن الأنظمة القمعية التسلطية , لو كان من يحكم العراق مثل داود باشا لما ظل من يتجاوز صلاحياته وموقعه , ولا حصل ما حصل ويحصل في العراق الآن : من تجاوز على المال العام , وتمرد واختلافات سياسية , وضعت مستقبل العراق على كف عفريت . خلافات وصلت حد الشتيمة والقطيعة..عندما سمع صديقي خلف بحكاية شنق الحمار قال معلقا عليها وعلى الأحداث الأخيرة: "أنعل أبو الديمقراطية إلي تسبب الفوضى" ,"واستدرك قائلا:"لماذا ألعن الديمقراطية ولا ألعن المتسببين في الفوضى"؟. سألني خلف عن رأيي في مؤتمر نصرة الشعب الكردي الذي عقد في اربيل فقلت: انا ضد كل المؤتمرات التي تسهم بشق الصف الوطني وتسهم بزيادة حالة الاستقطاب والتازيم . المؤتمر لم يوفق في اختيار عنوانه ولا بزمان ومكان انعقاده !.

رسائل واضحة

*** السيد رئيس الجمهورية الأستاذ جلال الطلباني: اقدر وأثمن موقفك الأخير الشجاع الداعي إلى الحوار والتهدئة وهو موقف وطني مميز.

 السيد صالح المطلك بتقلباتك وتصريحاتك المتلونة التي تنتقل فيها من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال , تعيد رسم صورة السياسي اللبناني وليد جنبلاط بتصريحاته النارية وسرعة تقلباته حسب نشرة الأنواء الجوية, لا احد يراهن على مواقف جنبلاط في لبنان , ولا احد يراهن على مواقفك لأنك متلون .

 السيد حيدر الملا أصبحت ظاهرة صدامية , إطلالتك اليومية عبر وسائل الإعلام تذكرنا بإطلالة صدام , حينما كان لا يفارق الشاشة ليوم واحد .تصريحاتك ومؤتمراتك الصحفية تسهم في تازيم الوضع المتأزم أصلا . أنصحك بان تكف عن التصريحات المتشنجة . تصريحك الأخير عن"بعض الأحزاب السياسية الشيعية استطاعت أن تثبت بأن شيعة العراق هم عرابو المشروع الوطني الحقيقي" شيعة العراق ليسوا بحاجة إلى صكوك وطنية تمنح منك أو من غيرك , هم أصحاب مشروع وطني قبل ان تخلق , تاريخهم كتاريخ كل الوطنيين العراقيين من كل الطوائف والأعراق والأديان يشهد بتصديهم للاستعمار والهيمنة ومعارضتهم للتسلط والدكتاتورية , فلا تلعب لعبة المديح الذي يشق الصف .بالأمس قلت"الساعدي قد جمع هذه التواقيع من البرلمان الإيراني وهي لا تعمل في البرلمان والدستور العراقي" هذا تصريح معيب , ان تتهم مجموعة برلمانيين عراقيين انتخبهم الشعب العراقي بالتبعية لإيران , لان في تصريحك إساءة إلى من انتخبهم من العراقيين قبل الإساءة لمن تقصدهم من البرلمانيين .لغة الحوار والتخاطب السياسي , والترفع عن الصغائر , وثقافة الاختلاف بحاجة إلى ان تدرس ليس لك وحدك , بل لنخب كبيرة من الساسة والبرلمانيين الذين يقودون العراق نحو الهاوية . العراقيون يعرفون إنهم يخرجون من كل مولد بلا حمص , سواء كان صاحب المولد الملا أو غيره ممن على شاكلته , فلا تلفوا عملية الانقضاض على السلطة والظفر بها , برداء الشعب ..والوطن ..!. لقد صدق غاندي حينما قال: "كثيرون حول السلطة وقليلون حول الوطن”

8/5/528

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك