المقالات

الشرف ونتف الذين لا يوفون..!

772 18:11:00 2012-05-27

 

 

في جنوبنا حكايات ذات مغزى يتداولها رواد مضايفنا هناك، ومغزى كل حكاية يسمونه رباط الكلام، أو "مربط الفرس".... تعالوا نحكي واحدة منها:  يحكى أن رجلا من الأخيار من سكان إحدى قرى الجنوب قصد (الولاية) للتبضع وشراء ما تحتاجه أسرته من (زهاب)، والزهاب كلمة تطلق على التجهيزات المنزلية والملابس والبضائع الضرورية التي يحتاجها البيت الجنوبي العراقي لموسم، وعادة ما يتم (التزهيب) بعد إنتهاء الموسم الزراعي حيث يكون الفلاحون قد باعوا محاصيلهم الزراعية وملئت جيوبهم نقودا، ومثل الباقين ذهب لتزهيب أسرته، فاشترى من دكان لرجل لا يعرفه مؤونة كبيرة وحُمِّلت في السيارة، وطلب من البائع أن يعلمه بالتكلفة النهائية، فأعلمه البائع بالتكلفة، ومد الرجل يده الى جيبه متلمسا (هميانه) حيث يضع نقوده، فلم يجد الهميان، عندها تذكر أنه استبدل سترته بالسترة التي يرتدي الآن ، ولم ينقل كيس النقود من تلك السترة الى هذه السترة، وبقي واجما يتصبب عرقا من حرج شديد ألم به ، فلحظ صاحب المتجر حرجه، فقال له ما بك أيها (الخيّر)؟ فقال له أنا قد نسيت نقودي، ولا يمكنني أن أعطيك الثمن، كما لا يمكنني أن أرجع بلا زهاب، فقال له البائع: (سهلة، ولا زغراً بك، هات كفيلاً وخذ البضاعة وسدد ثمنها لاحقا، صاحبنا ليس له معارف في (الولاية) فازداد تعرقا، ومسح وجه فانزلقت شعرة من شاربه في يده، نظر إليها، وقال للبائع: هذه كفالتي شعرة من شاربي، فقبلها البائع فورا ووضعها بكل تبجيل في علبة معدنية صغيرة كانت موضوعة على رف من رفوف متجره، أخذ صاحبنا البضاعة وهو يلهج بالشكر من صاحب المتجر وفخور بالذي حصل...عاد الى قريته وفي المساء جلس في المضيف وحكى الحكاية..ألتقطها أحدهم فما كان منه إلا أن ذهب في الصباح التالي الى (الولاية) وتبضع بضاعة مثل تلك التي تبضعها صاحبنا وأكثر، ومثل على صاحب المتجر ذاته أنه نسي كيس نقوده، فطلب منه صاحب المتجر كفيلا ليسلمه البضاعة التي تسوقها منه، فقال: أبشر ومد يده الى شاربه ونتف منه بضع شعرات قدمها الى البائع الذي لم تنطل عليه الخدعة فرفض قبوله قائلا : هذا نتف لا يوفي... رباط الكلام معروف...على ساسة ونواب وحكومة ووزراءٍ قد وعدونا قبل إستيزارهم، بالنور عميماً، وبالتعليم فهيماً، وبالتموين رخياً، وبالماء نقياً، وبشوارع ومستشفيات، ورواتب ونفط وبنزين وكاز وغاز....لكنه نتف الذين لا يفون...

كلام قبل السلام: قال حكيم لولده: الشرف – يا ولدي – ليس في الجسد فقط، كما يظن بعض أهل الشرق الشرف في الكلمات والوعد والعمل والحب...لا تكن شريفاً في أمر ما، وأقل شرفاً في أمر آخر!

سلام...

 

 16/5/527

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك