المقالات

بين محراب علي واطلالة رجب

1270 10:56:00 2012-05-24

 

ضريح جدك الذي فارقته مرغما ..باكيا ، وعدت اليه فاتحا منصورا ابى بعد هذا العود الأحمد الاّ ان يضمك والى الأبد خشية ان تفارقه من جديد . بين ولوجك خضم الدراسات الحوزوية يافعا وتحملك اعباء مرجعية والدك الوقور ،المترامية الاطراف والمتشعبة المرامي – غضا .وبين التصاقك بمثلك الأعلى وقرين رؤاك الصدر الاول روحا وقالبا،وبين اختيارك نصرة المظلومين والمستضعفين وركوبك موجة مقارعة الطغاة ،استجابة لأمر الله تعالى الذي اخذ على العلماء ان لايقاروا على كظة ظالم ولاسغب مظلوم بين تلك البدايات الفيوضات الأسطورية ونهايتك الملحمية المدوية حين فاضت روحك الطاهرة محتضنة انفاس جدك المرتضى راضية مرضية لتقر عيناك الدامعتان أبدا ،من خشية الله تعالى..وخوفا من معاده تارة .. ورحمة بالمستضعفين وإشفاقا  على المحرومين وتوجعا  من حالة امة واضطراب المقاييس تارة اخرى . وليستريح قلبك الموجع الوجل على مصير اتباع مذهب أهل بيت النبوة (ع) الدامي ومستقبل اجيالهم الموحش ،ولتحلق روحك الطاهرة مع اسلافك الذين أنفت نفوسهم ان تسكن اللحم والعظما ! بين فيوضات هذا البحر الزاخر من إسرار مسيرتك الظافرة وطريقها الشائك الملغوم ،وبين هالة رحيلك القدسي توزعت سني عمرك الشريف ،فتضمخت بشمم الجهاد واصطبغت بقدسية المحاريب وتخضبت بكبرياء الشهادة.ترى كيف اختارتك المقادير وصاغتك سرا  مدهشاً لتتلقفك الظروف فتضعك في اتون مسؤولية شاقة تجشمت شؤونها وشجونها ...ذابت بك وذبت بها راضيا  مختارا  انطلاقا من صميم موجبات شرعية ،والتزامات أخلاقية فزادتك إصرارا وصلابة وتمسكا بالثواب حد التقديس .سيدي الجليل :- اية تأليفه فريدة شكلت هيكلك العجب استعصى تحليلها حتى على اقرب المقربين منك فضلا عن المتحفظين البعيدين عنك والمتربصين بك .كم راعهم كيانك الضخم ،وفاجأهم فكرك الوقاد بعدما اكتشفوا انهم كانوا واهمين حين تصوروا إن مقارعة هذا الرجل البسيط المتواضع ذي العمة والجلباب امر سهل ،بل عادي حتى استفاقوا على دوي بركانك الهادر ،ومدك الجارف فهالهم مايرون من صنيع أفكارك وخالوا انك تحدرت من عوالم أخر .لقد ذهلوا لما رأوك ببزتك العسكرية تتقدم الصفوف البدرية كأي مقاتل متمرس على الرغم من المسافة الشاسعة بينك وبين الأكاديميات العسكرية وفنون القتال كونك عالما ربانيا لك اهتماماتك الخاصة ،ويميزك باعك الطويل في علوم اللغة والفقه والأصول والعقائد وكل مايمت للأديان واللاهوت بصلة ومكانتك البارزة ومقعدك الشاخص في حلقات دروس تلك العلوم وفي رحاب المساجد وصوامع الحسينيات وأضرحة الأئمة الأطهار ...ربما نسوا او تناسوا اوغاب عن أذهانهم انك سليل علي ابن ابي طالب امير السيف والقلم وقطب الحكمة والبيان بلا منازع وسيد سوح الوغى بلا ند ... اجزم انهم كانوا يحترقون غيضا وهم يرونك وإخوانك اقرب شبها ..واجلى صورة واجدر وادق تطبيقا لمسيرة جدك المصطفى (ص) ووالديك الحسن و الحسين وحوارييهما الرواد الذين كانوا رهبان الليل وفرسان النهار .

أجبروك على الهجرة ،وكذا شأن جدك ليذيقوك لوعة الغربة وليحرموك التزود من عبق أجدادك ...وليبعدوك عن غري وادي السلام وطفوف كربلاء وضفاف الفرات ،خبثا ولؤما ،لأنهم خبروا مدى انشدادك وارتباطك بأقداسك وثراهم العطر ..فلم تهن ولم تهتز .. ارتهنوا اهلك واخوانك وأحباءك فلم تهتز ..قايضوك عليهم فلم تنحن  ولم تستسلم ،قتلوهم ...ازددت عنادا  وصمودا ..الجأوك للقتال ..لم تلن ولم تستكن ركبت موجة التحدي لتكسر غطرستهم وجبروتهم في مواجهه غير متكافئة وفق كل الحسابات والمقاييس والمعايير العسكرية والستراتيجية حتى اذا جاء نصر الله والفتح وانهارت سلطة البعث الشوفينية وسقط صنمها المتغطرس وفرت فلول الظالمين وضاقت عليهم الارض بما رحبت وضاقت عليهم انفسهم دخلت ظافرا ،رصيدك القلوب الوالهة لمقدمك وحراسك العيون العطشى لطلعتك البهية ومركبك العواتق والاعناق والأكف ،وشهودك ملايين الحناجر التي تهتف مدوية (وين الحاربك وينه) وهي تزفك من حدود البصرة في كرنفال استقبال مهيب مذهل مدهش هيهات ان يحظى به زعيم ديني اومدني اوعسكري على مر العصور . من الطبيعي ان يرعب المنظر هذا اعداءك ،وان يعظوا اناملهم حسدا وغيضا وحقدا ...وان يعدوا للشر عدته وخطبك المدوية المعطرة بأنفاس التسامح والعفو الداعية الى الوحدة الوطنية ونسيان الماضي والحاثة على بناء العراق الجديد وتحقيق استقلاله والتي ألهبت حماس الجماهير وزرعت في أفئدتهم برامجك المستقبلية وتطلعاتك المتفائلة بتحقيق طموحات العراقيين وسعيك الى تثبيت الاستقلال والسيادة وإرساء قواعد الديمقراطية وإقامة حكومة دستورية دائمة والحرص على كل مَا مِن شأنه توحيد صفوف العراقيين ورفع الغبن والحيف عنهم ،هذه الخطب المفعمة بالمشاريع الطموحة المطرزة بالصدق والإخلاص المسلحة بالجد والعزم نبهت اعداء العراق وتجربته الرائدة الى حجم الخطر الذي يهدد مصالحهم وينسف مشاريعهم ، خطر ولا كل الإخطار تجسدت في شخصية رمزية أصيلة واعدة عنوانها مــــحــــمـــد بــاقــــر  الحـكــيـــــم ...ولذا لم يمهلوك حتى تروي ظمأ شوقك لأجدادك وأحبائك وتربتك سوى ثلاثة شهور، تسعون يوما فقط مقابل خمسة وعشرين عاما من وحشة الغربة وحرقة الفراق .لم يمنحوا العراقيين اكثر من تسعين يوما لاستلهام أفكارك والتبرك بفيوضاتك ، كبر عليهم ان يعطوا العراقيين برهة لاستيعاب طموحك وترجمة رؤاك التي رؤا فيها شموخ العراق وجعله في مصاف أرقى دول العالم المتحضر .

قال المقربون منك بأنك تعرضت لتسع محاولات اغتيال ..وقالوا بل احدى عشرة ونقول انها تسعين ،فمنذ ان وطأت قدماك الشريفتان ارض آبائك وأجدادك منهيا سني الظلم والاضطهاد وعيون الشر تترصد مسارك ،تعد أنفاسك وتقفوا اثر خطاك ونقول انها بعدد سني عمرك الجهادي الحقيقي حين وضعت نفسك مشروعا  للاستشهاد ،وطلبت الشهادة بلهفة أجدادك الذين صار القتل لهم عادة وكرامتهم من الله الشهادة .ولا غرابة فهذا دأبكم وهذا دينكم يرثه الآباء عن الأجداد ليضعوه امانة في أعناق الأحفاد حتى يرث الله الأرض ومن عليها،ما اشقانا وما اتعسنا ،تتنزلون لنا كتبا مقدسة وصحفا  مطهرة ولكننا قوم  لانجيد القراءة .تهطلون علينا ودقا مباركا فنعرض عن فيوضات وسميّكم لتتلقفها محرورة الصحراء او لتخضر منها روابي قوم آخرين ،تملؤن ربوعنا خصبا ورواءاً ،فنملأ  قلوبكم قيحا ونشحن  صدوركم غيضا  ، فهنيئا لكم ومرحى ما اسعدكم وقد باهى بكم الرب ملائكته المقربين. مصابنا بكم جلل ..وفاجعة ما بعدها فاجعة .. وحدث تجاوز حدود الاحداث .حدث تكاملت اركان عظمته :زمان بقدسية رجب ..مكان بطهارة علي ..سيد بدماء الحسن . حدث بهذا التكامل يليق بان يكون كرنفالا سنويا للشهيد العراقي . 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك