الحاج هادي العكيلي
وانا طفل صغير كم تعذبت وتمرمرت من وراء ضياع مفاتيح البيت .فكلما ضاعت عليَ ان اجد البديل عنها .حيث اذهب الى السوق وتسمى عندنا الصفاة القديمة في المدينة التي اسكنها لرجل يسمى ((عويد ابو خلاله )) عنده مجموعة كبيرة من المفاتيح فالذي يفقد مفاتيحه يذهب الى هذا الرجل ليجد البديل عنها بعد ان يأخذ وقتاً من االعمل والترهيم والتعب لغرض ايجاد مفاتيح لاقفاله لتبدا معركة ثانية هي سعر الشراء لتلك المفاتيح فتبدا الصفقات والتنازلات والاتفاقات الا ان تتم عملية الشراء واذهب الى البيت وانا حاملاً تلك المفاتيح الجديدة فرحا ً يباركني الاهل والاصدقاء على الحصول على المفاتيح وفي حالة لم اعثر عليها فاني سوف اتعرض الى ..........!!!فقد ضاعت مفاتيح الحكومة الحالية التي تشكلت ضمن توافقات وصفقات سياسية بين التحالف الكردي والقائمة العراقية ودولة القانون بعد ان تم توزيع المفاتيح على المشتركين في هذه الصفقة .وبعد مرور مدة من الزمن تبين ان المفاتيح التي اعطيت الى التحالف الكردي لاتفتح بشكل جيد فاليوم تفتح واكثر الايام لاتفتح فبدا الاعتراض على ذلك بالتصريحات والتهديدات والوعيد ونحن نخاف ان تصل الامور الى (( مكامش من الروؤس)).وبدا صراخ القائمة العراقية مع الجلسة الاولى للبرلمان العراقي بان قسم من المفاتيح التي اعطيت اليها في صفقة اربيل لاتفتح قائلين لها عليك ان تضعي الاقفال في النفط فترة من الزمن وبعدها ان تزيتي القفل والمفتاح سوف يفتح فعملت بالوصية ولم يتم فتح قفل وزارة الدفاع ولا قفل مجلس السياسيات لانه غير مطابق للمواصفات الدستورية فزداد صراخ القائمة العراقية وباتت تهدد بسحب جميع المفاتيح مستعينتاً بالتدخلات الاقليمية واحيانا الداخلية لترفع شعار (( سد باب كلبي بيده وضيع المفتاح ...ضاع مجلس السياسات ضاع )). بينما دولة القانون استولت على النسخ الاصلية لجميع مفاتيحها وحتى طبعة نسخة ثانية للمفاتيح التي اعطيت الى العراقية محاولة تعطيل تلك الاقفال بدعوى انها غير دستورية .ولكي تفتحت جميع الاقفال لايمكننا ان ذهب اليوم الى ((عويد ابو خلاله ))لايجاد مفاتيح جديدة لتلك الاقفال بل نجد بعض الكتل السياسية تصرخ هنا او هناك باننا مفتاح حل الازمة السياسية التي يمر بها البلد وباستطاعتنا ان نجد مفاتيح لجميع الاقفال التي فقدت بعد تشكيل الحكومة الحالية بعيدا عن سحب المفاتيح عن جميع الاقفال الحكومية لكي لانجعل البلد ان يتجه نحو الهاوية ولكن الاخرين لايردون ان يضعوا الحل لتلك الازمة المتصاعدة بين الخصماء السياسيين على مشكلة توزيع المفاتيح وان يجعل الدستورالمعيار الاساسي في فتح الاقفال حتى لاتعرقل عملية البناء في المرحلة المقبلة والاعتماد على روح التفاهم والحوار الجاد والبناء وتقديم التنازلات من الخروج من الازمة الحالية وليس اللجوء الى فتح الاقفال بطريقة الكسر مما يؤدي الى تدهور العملية السياسية وتقسيم العراق وافشال تجربته الديمقراطية الرائدة .فالذي عنده مفاتيح الاقفال المغلقة عليه ان يسلمها الى اهلها ان استطاع وان لم يستطع فعليه تسليمها الى الخيرين من السياسيين لايصالها الى اهلها لكي تحل الازمة العاصفة في البلد وابعاد البلد عن شبح الحرب التي ينادي بها الصهيود في حالة تسليمهم المفاتيح وكما قال البهلول ما نطيها شردون خلي سَون .
https://telegram.me/buratha