المقالات

ساسة يهزمون أحلام الشعب.. ! ......بقلم قاسم العجرش * كاتب وإعلامي

823 07:45:00 2012-05-23

كنتيجة منطقية للإحتراب الدائر على ساحتنا السياسية المحلية، ربما سنشهد ما شهدته قبلنا بعض المستعمرات البريطانية السابقة، حينما دعا بعض سكانها بعد تحريرها الى "عودة الاستعمار" إلى بلادهم.. وكانت تلك الدعوات حقيقية، فمثلا في روديسيا المستعمرة البريطانية السابقة في أفريقيا التي كان يحكمها البيض، قامت جماعة سياسية مخلصة لبلدها لا يمكن أن توصم بالعمالة، فشكلت حزبا، أحدأهم بنود برنامجه السياسي هو عودة الاستعمار إلى بلادها! وكان وراء هذه النزعة السياسية الغريبة، ضيق شديد بالعبث السياسي والإداري والإنمائي الذي تمارسه السلطات الحاكمة في ذلك البلد..اي أن الدعاة الى عودة الأستعمار يقدمون مسوغا بمنطق ميداني يفيد أن بلادهم كانت أكثر أمنا واستقرارا، وأفضل تعليما، وأجود إدارة، وأعدل قضاءا في عهد الاستعمار منها في عهد "الحكم الوطني". في حالتنا ربما سيوصلنا ساستنا لى حال نفعل ما فعله غيرنا ونرى اليوم الذي يظهر بيننا واحد أو جماعة تدعو الى عودة الإحتلال الأمريكي، أو عودة البعث الصدامي إلى السلطة من جديد !..الاحتمال غير مستبعد نظريا...ومع أن كلتا الدعوتين ضرب من الجنون، يدفع إليه الإحباط المحطم أكثر مما دفع إليه العقل والمصلحة، لكن يتعين ملاحظة أن من طبيعة الآراء التي تظهر في حالات الإحباط والقنوط، أن تكون فيها العقلانية والحكمة قد تدنت الى أدنى حد. لكننا ونحن نؤشر الى هذين التصورين، نشير الى أن العودة الى الوراء بالهروب إلى الدفاتر القديمة التالفة هي نزعة هوس وفراغ عقيدي. فالاستعمار إذ قدم تفاصيل حسنة لبعض البلدان في بعض المجالات، فإن هذه التفاصيل تمت في إطار الإذلال العام للشعوب، وإلغاء سيادة الأوطان، ومصادرة أستقلالية القرار الوطني بكل تفصيلاته، الإدارية والسياسية والاقتصادية والتشريعية أيضا.. ومثل تلك التفاصيل الحسنة في هذا الإطار المذل كمثل من يتلقى طعاما جيدا ولباسا فاخرا مقابل استعباده واستلاب حريته وكرامته.. ومثلما الأستعمار والأحتلال لا يعطي إلا سمنا مذلا، فإن سوء الممارسة السياسية، وشدة الصراعات وتفاقمها، تشكل نكوصا عن الأهداف والأحلام وخيبة مؤكدة: "وخاب كل جبار عنيد".. وأذا كان الساسة أو بعضهم فاقدي الذاكرة، إلا أن شعبنا يمتلك ذاكرة حية وقادة، هذه الذاكرة خرجت بنتيجحة مهمة هي أننا على وشك أنفجار براكين جديدة غير تلك التي تفجرت بعد رحيل الاستبداد والطغيان الصدامي، إلا من تراكمات الفساد والقهر والفشل عبر العقود التي حكم فيها عهد القمع والقهر والإذلال الصدامي. فشدة ضغط التراكمات ولّدت الانفجارات المتتابعة.

 كلام قبل السلام: الذين يهزمون الهدف وهم في الطريق إليه قوم لا يعقلون، وساعاتهم تدور عقاربها عكس ساعات بقية البشر..

 سلام..

16/5/523

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك