احمد عبد الرحمن
يوما بعد اخر تثبت الاحداث والوقائع ان الحلول الترقيعية والصفقات والمساومات هي التي تجلب الكوارث والماسي، وتغلق الابواب امام الحلول الواقعية. وحتى نتحدث بوضوح اكبر نقول كثيرة هي المشاكل والازمات التي يعانيها العراقيون، وكثيرة هي الحلول والمعالجات التي طرحت طيلة الاعوام التسعة المنصرمة للتغلب على تلك المشاكل والازمات، ولكن متغيرات حقيقية يعتد بها ويلمس المواطن ابعادها وانعكاساتها على الواقع لم تحصل حتى الان، ومازال المعنيون بزمام الامور يطرحون حلولا ومعالجات تبدو ترقيعية وشكلية ووقتية تغيب عنها الرؤية الاستراتيجية العملية والعملية، وهو ما ادى في كثير من الاحيان الى المزيد من التعقيد في الامور.غياب الرؤية الاستراتيجية يعد خللا فاضحا وثغرة كبيرة، لايمكن معها السير في طريق الاصلاح والبناء والاعمار، وتصحيح المسارات الخاطئة والاتجاهات المنحرفة، وهذا لاينطبق على العراق فحسب بل انه يمثل قاعدة عامة تعمل بها كل الدولة والامم والمجتمعات التي تتطلع الى التقدم والتطور في شتى الجوانب والمجالات.وقبل عدة اشهر طرح رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم رؤية استراتيجية متعددة الابعاد عدت في وقتها خارطة طريق صحيحة وواقعية ومنطقية لاصلاح الواقع بكل سلبياته ونواقصه وضعفه وخلله.لخص السيد الحكيم تلك الرؤية الاستراتيجية بسبعة نقاط او محاور هي:-أهمية احترام الدستور والالتزام بكافة مواده دون تبعيض او تجزئة.-بناء دولة المؤسسات وأحترام الصلاحيات ومساحات الاختصاص بين مؤسسات الدولة.-الشراكة الحقيقية بين المكونات الاجتماعية والقوى السياسية الممثلة لهذه المكونات.-التخطيط الاستراتيجي ووضع الخطط الوطنية الشاملة لكل مرافق الدولة والأعمار المطلوب فيها. -محاربة الارهاب وتحديد الخطط والوسائل والاليات المستخدمة في مواجهة الارهاب.-محاربة الفساد الاداري في مؤسسات الدولة.-العمل على استعادة السيادة الكاملة بخروج العراق من البند السابع من ميثاق الامم المتحدة.ولاشك ان هذه المحاور السبعة تشخص مكامن الضعف والخلل في الواقع العام للبلاد، وتشخص المسارات الصائبة لحلها ومعالجتها وتلافيها، دون الخوض في التفاصيل والجزئيات، لان الخوض فيها من صلب المؤسسات والاجهزة التنفيذية للدولة، التي يقع على عاتقها ترجمة الاطروحات والخطط والبرامج والمشاريع الى واقع عملي على الارض، وبما يلبي مطاليب وطموحات الناس، ووفق الاولويات المقررة. بعبارة اخرى تمثل تلك الرؤية الاستراتيجية خارطة الطريق الصحيحة التي ينبغي الاخذ بها اذا اريد بالفعل انتشال البلاد من الكم الهائل من المشاكل والازمات السياسية والامنية والحياتية والاقتصادية التي تعاني منها منذ سنين، وبعد شهور من التقاطعات والخلافات المتصاعدة ، نعتقد انه من المفيد جدا العودة الى تلك المبادرة والاخذ بها.
https://telegram.me/buratha