الولاء للوطن لا للسلطة المستبدة !!
بقلم : علي آل غراش * كاتب وناشط بحريني
من الطبيعي ان يكون ولاء المواطنين للوطن الذي هو بمثابة الام الرؤم والمكان الذي يشعر فيه المواطن بالكرامة والعزة والامن والامان والانسانية، فيه يتقلب جميع المواطنين في بحار خيراته تحت ظل العدالة والحق والحقيقة والمساواة..، فالوطن ملك لكل المواطنين من كافة ارجاء المناطق والمدن والقرى مهما اختلفت الاعراق والاديان والالوان والمذاهب والمناصب والتوجهات الفكرية والحالة المادية..، وليس من حق اي فرد أو عائلة أو جماعة او فئة ان تعطي لنفسها الحق في مصادرة البلد وكأنه مؤوسسة خاصة؛
وفي منطق الدولة الحديثة حيث القانون هو سيد الجميع فالحاكم هو مواطن مكلف وظيفته خدمة الشعب حسب دستور وثيقة شراكة تحدد صلاحية وعلاقة كل فرد، وبين الحاكم والمحكوم؛ والحكومة أو الحاكم ليس هو الوطن، ولا ينبغي ان يجعل نفسه في مقام ومكانة أعظم او مساوية لمكانة الوطن أو بمكانة الاله فوق النقد..، فالوطن هو الاعظم والأهم وهو الاساس، اما الحكومة والحاكم فهو تكليف وحدث طارئ ومتغير لا يدوم مهما طال الزمن ومهما مارس الحاكم - النظام - الاقصاء والاستبداد والترهيب للمواطنين.. فالتغيير سنة الله في الكون.
وبذلك فالولاء للوطن وللدستور - القانون - المنبثق من الشعب مباشرة القائم على العدالة والمساواة...، الدستور الذي هو المرجع لكافة الشعب؛ والحكومة او الحاكم لا يمكن ان يصبح ممثلا شرعيا للشعب إلا بعد الحصول على تأييد المواطنين بشكل مباشر وعبر صناديق الانتخاب، والنظام الحاكم "الحكومة" هي جهة منفذة وتكليف - حسب قوانين الدستور - لصيانة حقوق المواطنين والعدالة والمساواة والحرية والامان والسلام والتعددية والحياة الكريمة لكافة المواطنين، وان تدافع عن مواطنيها في كل مكان وغير ذلك..؛ وعندما ترتكب الحكومة اخطاء وتتجاوز الصلاحيات وتستغل السلطة لتحقيق مارب خاصة ويقع منها الظلم والحرمان والاعتداء على حقوق المواطنين، فهذه الحكومة تعتبر فاسدة وظالمة غير شرعية يجب محاكمتها لانها قامت بما يتنافى مع وظيفتها حسب الدستور خدمة الشعب.
وبناء على ذلك ينبغي عدم الخلط بين الولاء المطلق للسلطة ومؤسساتها وللمسؤولين والاشخاص وللتيارات امام مصلحة الوطن والمواطنين. بل ان حقوق المواطن حسب الدستور مقدمة على الولاء للسلطة والحاكم..، اذ لا ولاء ولا قيمة ولا مكانة للسلطة الحاكمة المستبدة والظالمة والفاسدة... التي تعتدي وتنتهك حقوق مواطنيها والتي تقصر في عملها، وتستغل سلطتها في نهب خيرات الوطن، وتساهم في نشر الفرقة بين المواطنين.
فمن مفاهيم الولاء للوطن الاخلاص والتأييد، وان يشعر المواطن بالكرامة والعزة في وطنه وان يدافع المواطن عن تراب الوطن وحمايته واعماره..، والمواطن الذي يطالب بالاصلاح وتطبيق العدالة ومحاربة الفساد والمفسدين وينقد المسؤولين والحكومة المستبدة الفاسدة هو مواطن مخلص غيور ولاءه لوطنه ويسعى لمصلحة وخدمة اخوانه المواطنين،.. وبذلك على افراد المجتمع دعم هولاء المواطنين المخلصين للوطن، ورفض التخوين والتشكيك في ولائهم بتهمة ونتيجة المطالبة بالاصلاح والعدالة والمساواة والاعمار في الوطن.
ولا يمكن التصدي للحكومة المستبدة ومحاربة الفساد والمفسدين، وبناء دولة القانون القوية الا بوجود دستور منبثق عن اردة الشعب، ومن خلال مؤسسات المجتع المدني والحراك الاجتماعي في ظل العدالة والحرية واحترام التعددية والوعي بالحقوق الوطنية، لا بالعنف والترهيب والقبلية والطائفية، وحالة الانا الانانية والروح الفردية والمصلحة الشخصية لدى البعض. وأخيرا.. الولاء للوطن لا للسلطة المستبدة ولا للمسؤولين الفاسدين. حفظ الله الاوطان والناس والنشطاء والقادة المخلصين من كل شر.
10/5/
https://telegram.me/buratha