المقالات

تعويض الدافن وتأبين المدفون .......

741 17:13:00 2012-05-17

بقلم حافظ آل بشارة

كلما مر يوم 16/5 اشترك خطباء السياسة وخطباء الاعلام والشعراء وهواة التصريحات في احياء ما يسمى باليوم الوطني للمقابر الجماعية ، اساليب باردة وتقليدية ومملة في احياء هذا اليوم الحزين ، هناك 400 الف دفين من رجال ونساء واطفال العراق ، بعضهم دفن حيا ، امرأة تحتضن طفلها ، طفلة تحتضن دميتها ، الطفلة تآكلت والدمية سالمة ، احصائية الامم المتحدة تقول ان المقابر الجماعية في العراق فاقت في حجمها جرائم الابادة (هولوكوست) النازية قبل نهاية الحرب العالمية الثانية 1945 ، تم اكتشاف اول مقبرة جماعية في محافظة بابل في هذا اليوم بعد 37 يوما من سقوط نظام صدام سنة 2003 ، المؤسسات الثقافية كوزارة الثقافة وشبكة الاعلام ووزارة حقوق الانسان كلها معنية بالمقابر الجماعية ، لم يتم حتى الآن تخليد هذه الجريمة الكبرى بشكل ينسجم مع عظمتها ، اذا كان العراق قد انتقل فعلا الى عهد جديد فيجب وضع ضمانات لعدم عودة الدكتاتورية وجرائمها ، احد تلك الضمانات تأسيس تيار ثقافي يحارب نهج النظام السابق وثقافته واساليبه في التعامل مع الشعب والمعارضين بكل هذه الوحشية ، وتوضيح طريقته الخطيرة في فهم السلطة على انها امتياز وكل الوسائل متاحة للاحتفاظ بها ، الهمجية ليست ثقافة صدام وحده بل كانت ثقافة السلطة بدوائرها السياسية والعسكرية والحزبية ، لذا لا يمكن ان تنتهي هذه الثقافة باعدام الطاغية كفرد او عدد من أزلامه ، لا بد من تفكيك المؤسسات التي كانت ادوات لتنفيذ الابادة ، يوم المقابر الجماعية مناسبة للتذكير بمحاكمة المجرمين ، ومحاكمة كل من يسعى لانقاذهم من السجون بالتهريب او المطالبات الرسمية ، ومطاردة الهاربين منهم في خارج العراق باستخدام القوانين الدولية ، وتقوية سلطة القضاء وتركها تعمل بدون تدخل . ثم تعويض ذوي الضحايا الذين مازال اغلبهم بلا تعويض لأن الدولة منشغلة بتشريعات لمنح رموز النظام السابق رواتب تقاعدية ! بعض كبار المجرمين اطلق سراحهم وسط صمت جميع الاطراف ، مطلوبون آخرون تم زجهم في الحكومة الحالية في مواقع خطيرة ، في ممرات بعض وزارات حكومة الوحدة الوطنية يحتفلون علنا بذكرى تأسيس حزب البعث او ميلاد الطاغية ، ملفات عجيبة عن سرقة تخصيصات تعويض لذوي المقابر الجماعية ، السارقون والسارقات هم فلول عائدون الى السلطة وبعضهم مطلوب بالاسم ومشمول بالمسائلة ! صناع المقابر الجماعية يتربعون على كراسي السلطة في اكثر من وزارة وهيئة ، يضحكون سرا او علنا من احياء يوم للمقابر الجماعية ، ربما هم انفسهم يشجعون الاحتفال بمثل هذا اليوم ويشاركون في التباكي للتغطية وتخدير الضحايا بالوعود ليكتفوا بالخطابات الحكومية واللوحات التقديرية وشلالات الدموع الرسمية ، تحول شعار (تعويض الضحايا) الى نشيد ممل يردده الجميع ، الا ان خطأ بسيطا جدا جعل التعويضات تذهب الى الدافن بدل ان تذهب الى المدفون ، المهم ان تستمر الاحتفالات التأبينية وتخصيصاتها المالية .

19/5/517

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ام حسنين
2012-05-17
ذكر اكثر من مرة عن المال والجاه والبنون في كتابنا العزيز القرآن الكريم..تبين ان المال يلعب بالعقول خصوصا الذين لا ضمير لهم ٩سنوات مرت على سقوط الصنم واهالي الشهداء ينتظرون من يحي يوم ابنائهم من يكرمهم ويعوضهم عن فقد احبتهم بالكلمة الحلوة او رد الاعتبار ..قتلة شهداء المقابر الجماعية اليوم عادوا بمناصب كبيرة بدل ان يعلقوا بالمشانق تراهم بعربدتهم في البرلمان والحكومة...اتمنى من كل قلبي ان تحسوا بحرقة قلوبنا بفقد الاحبة انه السميع المجيب دعاء المظلوم قريب للّه سبحانه وتعالى
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك