عون الربيعي
شكلت فكرة سحب الثقة عن الحكومة أو إجراء انتخابات مبكرة رغم عدم قناعة البعض بها نقطة تحول في المشهد السياسي العراقي الحالي ,بعد ان تبخرت كل الحلول بفعل تقاطع الإرادات وتفرق المصالح لكل طرف من الإطراف موضع النزاع ,كما باتت فرص نجاح الملتقى الوطني الذي يراد له أن يكون حلاً بحكم المنتهية لعدم الاتفاق أو فشل اللجان التحضيرية لجمع التأييد والاتفاق على جدول أو ورقة عمل موحدة يجتمع حولها الجميع .أن فكرة سحب الثقة كفكرة غير صحيحة في هذه المرحلة وهي انتكاسة للمشروع الوطني بحد ذاتها ،لأنها لن تأتي ببدائل أو فرص أفضل للشعب والدولة العراقية ، كما أنها لن تكون حلاً للازمة السياسيّة القائمة مع وجود نوايا مبيتة لدى بعض القوى باتجاه توسيع هوة الخلاف ودفع المالكي لارتكاب حماقة تجعله في حكم رئيس الوزراء السابق ,وها نحن نسمع تصريحات من لون آخر وبشكل آخر تؤكد هذا المعنى من قبل الطرف الصدري الأكثر تشددا اليوم والذي يخوض حملة نيابة عن قوى أخرى كانت موضع نزاع ,ففي الوقت الذي يمهد فيه لعودة صالح المطلك يطالعنا تيار الاحرار بتصريح جديد يؤكد من خلاله أن لدى المالكي نية مبيتة للسيطرة على الحكم بقوة السلاح والقيام بانقلاب عسكري في حال سحبت الثقة عنه من خلال بعض الجماعات في وزارة الدفاع التي تميل له بالاضافة الى قيامه في الفترة الاخيرة بجمع عدة افواج حوله بحجة حمايته وإجرائه تغييرات في قادة الفرق العسكرية وإبدالهم بضباط ولائهم له", وهذا منطق غريب لابد من الوقوف عنده ولست أدافع عن المالكي لكن أن تدفع الامور بهذا الاتجاه فهذا أمر غير مقبول , فيما تستمر حملات التصعيد الكردية يقابلها إصرار اطراف في دولة القانون على أن المالكي هو المدافع الحقيقي عن الكرد ومسعود هو عدوهم وسط تهديدات بكشف ملفات ووثائق من قبل الجانبين متناسين هموم البلاد والعباد , فالعراق الذي يتردد اسمه على ألسنة السياسيين توقف ترديد اسمه وصار لغة الخطاب (أنا خير منه ) وكأننا نستمع لخطاب إبليسي ينظر للأمور بعين واحدة . ان العراق يستحق منا أن نبدي المرونه لحل المشاكل حتى نستطيع تخطي المحنة بسلام , فإبداء المرونة المتبادلة في القضايا التي تثير المخاوف لدى الإطراف المتنازعة واحدة من اهم الصفات الواجب توافرها في المرحلة الحالية , كما إننا بحاجة الى تنازلات يقدمها الجميع , وألا فان بقاء الإطراف على هذه الحال من الشد لا يمكن أن يمثل حلاً للمشاكل التي نجدها اليوم , وسوف لن نحصد من هذا التشدد ألا المزيد من التفكك وتعطل البلد ومصالح المواطنين بشكل عام .وفي ظل حالة التصعيد يبرز الحل وتبرز الحاجة أليه وليس خافيا أن ما شخصه السيد الحكيم وعمل عليه طوال فترة الأزمة حتى ألان لا يحتاج من الجميع الا النية الصادقة والانطلاق لتطبيق برنامج أصلاح وطني ينهي حالة القطيعة , وألا فمع وجود المؤاخذات والمشاكل التي يراها كل طرف في الطرف الأخر ,فلماذا لا نجلس جميعاً ونناقش هذه المشاكل ونضع الحلول والمعالجات لها والتي تعود بالبلاد الى الاستقرار .أن من أهم أسباب عدم وجود الحلول هو عدم الواقعية في معالجة المشاكل وبقائها معلقة دون الذهاب الى معالجاتها مما سيعمق حالة الفرقة والتشرذم التي نعيش انعكاساتها اليوم بكل أسف ولسان حال المواطن العراقي البسيط يقول متى تنصتون للغة العقل وتختارون الطريق الصحيح
https://telegram.me/buratha