المقالات

الملف النووي.. واجواء الخلافات العراقية

6350 16:47:00 2012-05-10

عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية السابق

مهم جداً اختيار العراق لمفاوضات الملف النووي الايراني.. فلقد عرضت دول كثيرة استضافة اللقاء لاهميته العالمية.. والتغطية الواسعة التي سيحضى بها.. والاثار الكبيرة التي سيسفر عنها. ورغم غياب العراق عن الاجتماعات، لكنه سيكون اول الحاضرين في النتائج.

فنجاح اللقاء -شكلاً- سيجعل من بغداد مكاناً للقاءات لاحقة ستساهم -مع عوامل اخرى- في احداث نقلة نوعية لرؤية الاخرين للعراق ولدوره.. ولرؤية العراقيين لاوضاعهم وخارجهم. ويبقى الجانب الاهم ما يمثله اللقاء -موضوعاً- من تطورات اقليمية ودولية.. كانت مسؤولة مباشرة لوصول العراق لحالته الكارثية اليوم. فالحرب العراقية الايرانية، لم تكن اطلاقاً حرباً وطنية، بل حرباً بابعاد عالمية، دفع البلدان كلفها المادية والبشرية. فخسر العراق حوالي ترليون دولار باسعار الصرف وقتذاك، ناهيك عن ديون وكلف بشرية وبيئية لا تقدر بثمن. ومن رحم الحرب الاولى ولدت حرب الكويت بكلفها وتضحياتها، ناهيك عن الحصار والعقوبات واجتياح العراق في 2003 بالاثار المضاعفة المدمرة الماثلة امامنا. فحل المشكلات وطابع العلاقات بين ايران واطراف المجتمع الدولي، اضافة للعلاقات بين العراق وايران، من شأنها صياغة ظرفنا التاريخي، سلباً او ايجاباً. فكما كانت للعلاقات العدائية والحربية منذ اوائل الثمانينات اثاراً مدمرة اعادت البلاد عقوداً للوراء، كذلك يمكن لنجاح اللقاء وعودة العلاقات الايجابية بين كل تلك الاطراف ما يصحح اساساً من الظرف لتقلب مسارات العنف والتدهور والتراجع الى التقدم والاعمار والسلام.

هذه مصلحة تاريخية واساسية للعراق.. ونرى ان من واجب الحكومة والقوى السياسية والاعلام توفير افضل الاجواء سواء عبر الاتصال بمختلف الاطراف، او عبر الخطاب واستخدام الكلمة الطيبة والفكرة الايجابية للمساهمة وبكل الوسائل لانجاح هذا اللقاء. ويبقى الشرط الاهم هو وضعنا الداخلي.. وتوفير الاجواء المناسبة للتهدئة، عبر تقديم الحلول الجذرية.. وليس تكرار الازمات.. او المجاملات والاتفاقات الهشة. وهنا تقع مسؤولية كبيرة على اطراف في "التحالف" للمبادرة ايجاباً، ليكون للشركاء في "التحالف" وبقية الكيانات المقابلة بالمثل. فقبل قمة بغداد بذلت الجهود للتطمين وارسال الرسائل الايجابية.. بل والقيام بزيارات سريعة كزيارة رئيس الوزراء للكويت.. والتي ساعدت بنجاح المؤتمر. والمطلوب، لمن يهمه مصلحة العراق القيام بعمل مماثل لنموضع قضايا الخلاف الداخلي ونعالجها بالطرق الدستورية المتفق عليها، تحت سقف المصالح العليا وليس خارجها. فالاثار الايجابية للملف النووي اهم بكثير من قمة بغداد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك