المقالات

ساطع الحصري والتعليم وهموم ابناء العراق

868 14:06:00 2012-05-08

سعيد البدري

لعلّ واحدة من اهم الانتكاسات التي تعرض لها التعليم الاولي والابتدائي في العراق منذ تأسيس الدولة العراقية وحتى الآن هو تسلط البعض وعملهم على اعتماد آراءهم الشخصية بدفع متبنياتهم الخاصة الى الواجهة والعمل على تكريسها لتكون أساساً في نظام تعليم من المفترض ان يكون علمياً يدفع بأتجاه تطورهم لا ان يسهم في بقاءهم اسارى منظومة بعينها يراد لها الرواج وللمثال لابد ان نستطلع ونقرأ عن الدور الذي لعبه ساطع الحصري منذ الدفع به من قبل الملك فيصل الأول لوضع سياسة تعليمية في المدارس العراقية الابتدائية تحديداً لازالت قائمة حتى الآن رغم تجاهر الحصري برفض الدين ونشره مفاهيم القومية والعنصرية ولانعلم السبب في بقاء هذه السياسة وتطبيقاتها الخاطئة الهدامة حتى يومنا هذا رغم مرور ما يقارب التسعين عاماً على انطلاقتها، وللاسف فالمشكلة في بلادنا أعمق من خلدونية الحصري وبعض ما تبقى من تراثه الذي عفى عليه الزمن، لأن المسألة برمتها في خانة عدم وجود سياسة واضحة ليس في ترتيب ووضع المناهج بل تعدتها الى عدم رصانة التعليم الابتدائي وما قبله والدليل إننا نجد الكثيرين اليوم من التلاميذ والطلبة وفي صفوف الرابع والخامس والسادس وحتى بعض مراحل الدراسة المتوسطة لايقرءون ولايكتبون ولانعلم لماذا يصلون حتى هذه المراحل دون ان تستوقفهم ادارات المدارس وأسرهم وتسألهم عن سبب تأخرهم وعدم وصولهم الى المستويات المطلوبة أسوة بأقرانهم. لقد درج النظام التعليمي الابتدائي في العراق في العقدين الاخيرين على تمرير أعداد كثيرة من الطلبة والتلاميذ وإيصالهم الى مراحل تعليمية ليس من المفترض أنّ يصلوا اليها إلاّ باستحقاق لأنهم سيعانون ويفشلون لاحقاً لذا لابُدّ من التشديد وتفعيل نظم الرقابة ومحاسبة التدريسيين وإدارات المدارس بشكل مستمر لنضمن نجاح أجيالنا القادمة، كما لابُدّ من استثمار الدعوات التي تنطلق هنا وهناك ومنها الاهتمام بالتعليم المبكر وهو التعليم دون الابتدائية الذي يمثل أساساً مهما يبنى عليه الدراسة الابتدائية والإعدادية والجامعية وإذا كان الأساس رصيناً فستكون الدراسة في المراحل اللاحقة قوية ومتينة وإذا كان الأساس ضعيفا فستكون النتائج ضعيفة ومتلكئة حتماً حيث ان هناك 41 % في المعدلات العالمية من الاطفال دون الابتدائية بحسب الاحصاءات المعتمدة ممن يدخلون الى الروضات ويتعلمون في سن مبكر وفي المنطقة النسبة لمن يتعلم 18 % ولكننا في العراق تنخفض نسبة التعليم المبكر الى 7% فقط و 10 % من هذا الرقم المتواضع يشمل المناطق الريفية و90% داخل المدن مما يعني ان هناك نقص كبير في مسألة التعليم المبكر تحتاج الى معالجات حقيقة كل ذلك حسب إحصائيات اليونسكو واليونسيف هاتين المنظمتين الدولتين اللتان تتعاملان مع وزارة التربية بتطوير هذا الواقع، من هنا لابد من الاحاطة باهمية هذا الامر لاننا بحاجة الى وعي وثقافة جماهيرية واسعة لدفع أطفالنا الى التعليم المبكر كذلك لابد ان تسهم المؤسسة التربوية عبر برامج التثقيف والتعريف وتطوير خططها لتحسين الواقع التربوي و الاهتمام بهذه الشريحة الواسعة والكبيرة وهذا يتطلب استحداث مديرية في وزارة التربية تختص بشؤون التعليم المبكر تأخذ على عاتقها وضع الخطط والتفاصيل للنهوض بهذه المهمة التي يعتبرها الكثيرون مهمة وطنية ينبغي التعامل معها بمسؤولية كبيرة لنضمن نجاح وتفوق أجيالنا القادمة, إنّها دعوة للعمل أطلقها السيّد الحكيم حرصاً منه على مستقبل شعب وحياة أمة جديرة بالحياة عبر بوابة العلم والتعليم فهل من مجيب؟.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
العراقي الاصيل
2012-05-11
هو شخلف المتعوس لهذا البلد تدرون بان الحصري هو الي ابتدع تجنيد الناس وركضهم وره وظيفة الحكومة بينما العراقيين كانوا اهل تجارة ومهن حرة وهاي النتيجة كلهه عايفه صناعتها وزراعتها واعمالها وتركض تريد تطوع بالشرطة والجيش والالاف الخريجيين خطية كاعدين لو اكو عقلية انتاج ما فكرنه بطريقة الحصري تحياتي للسيد الكاتب على طرحه هذا الموضوع
ام حسنين
2012-05-09
ساطع الحصري ..دبل شخصية كان يدعي العروبة او متستر بغطاء العروبة وهو ليس منهم!! تنصب وزراة المعارف او كان مسؤل عن المناهج الدراسية ..؟؟وهو الذي حارب شاعر العرب الجواهري.. الذي قرائة عن الحصري ليس بالانسان النزيه..وله دسائس ..قومية..
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك