المقالات

تحسين البطاقة التموينية أمنيات قد تأجل إلى ما بعد العاصفة السياسية

564 13:27:00 2012-05-08

عباس المرياني

كثر الحديث عن البطاقة التموينية وعن أهميتها وعن دورها في خلق التوازن المعيشي اليومي للعائلة العراقية كما كثر الحديث عن رداءة مفرداتها وقلتها وحجم الفساد المالي والإداري الكبير الذي استوطن فيها وأصبح متلازما لذكرها الطيب ومع كل محاولات الإنعاش الاصطناعي التي تمارسها الحكومة و وزارة التجارة لتحسين صورتها الا أنها بقيت تعاني من الكساح وسوء التغذية ونقص في الكالسيوم".ومتلازمة العفونة في نوعية المواد الغذائية وكميتها ومناشئ استيرادها وحجم الفساد المالي والإداري الذي رافق مسيرة البطاقة التموينية لم يكن وليد المرحلة الحالية بل هو نتاج سياسات النظام المقبور عندما اضطر صاغراً للقبول بقرارات الأمم المتحدة في تنفيذ برنامج النفط مقابل الغذاء والدواء سيء الصيت والذي استغله نظام الطاغية أسوء استغلال عندما تجرأ على أباحة كرامة شعب ما غابت الشمس عن قرص تنور كرمه وجوده يوما من الأيام ، في وقت استغل هو وعائلته أموال العراق لبناء القصور والفلل والضياع وشراء ذمم المتاجرين بالآلام الشعب العراقي من أمثال عبد الباري عطوان والبريطاني كلوي وعدد كبير من الكتاب والإعلاميين والفضائيات والفنانين والفنانات".وعندما تحطم جبروت البعث وأشرقت شمس حرية العراق بعد عام 2003 اعتقد الكثير ان سنين الوفرة قد أينعت وحان أوان قطافها وبات الشعب العراقي على موعد مع سلة غذائية ليسلها مثيل في كل بقاع الأرض لا يمكن للمرء حتى تخيلها لأنها مزيج من المن والسلوى مع ما أضافه لها المتحدث الإعلامي لوزارة التجارة محمد حنون من الحور العين الإنسية. لكن هذا الاعتقاد وهذه الأمنيات لم يتحقق منها أي شيء ولم يتمكن المواطن بعد عام التغيير من المحافظة على ما كان يحصل عليه من مواد غذائية بائسة أساسها الذرة ونواة التمر ورائحة الحنطة بل استمر الضمور والتقزم في مفردات الحصة التموينية وسجلت وزارة التجارة رقما قياسيا في حجم الفساد المالي والإداري وبات التخبط والعشوائية ورداءة الحصة التموينية العلامة المميزة دون منافس وليس هذا فقط بل هذا الإصرار الغير مبرر من قبل المؤسسات الحكومية باعتبار البطاقة التموينية وثيقة رسمية رغم ان الكثير من أبناء الشعب العراقي قد حجبت عنه البطاقة التموينية.ان توفير مستلزمات البطاقة التموينية ليس بالأمر الصعب او المستحيل خاصة مع توفر السيولة النقدية المعدة لهذا الغرض أنما الخلل يكمن في سياسة وزارة التجارة التعاقدية والإستراتيجية بالإضافة الى عدم وجود الكوادر الكفوءة القادرة على أدارة هذا الملف بمهنية والاسوء من كل هذا هو الفساد المالي والإداري المستشري في كل مفاصل الوزارة الغنية".

ان الحكومة العراقية أمام مسؤولية أخلاقية وشرعية في التزامها بتعهداتها لمواطنيها وتوفير لقمة العيش الكريمة وهذا ليس جوداً ومنة منها أو من أي احد أنما الفضل كل الفضل للمواطنين الذين جاءوا بالحكومة ومنحوها رخصة العمل والإخلاص،ولست ادري ان كان في الوقت بقية.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك