المقالات

أفضحك… ولكني أحترمك!

646 08:54:00 2012-05-07

أفضحك… ولكني أحترمك!

محمد واني * كاتب عراقي

اعتاد أمراء الطوائف وزعماء الكتل والأحزاب السياسية العراقية في خضم انشغالهم بالصراع على السلطة أن يوجهوا انتقادات لاذعة بعضهم بعضا- سواء عن طريقهم المباشر أو بواسطة وكلائهم المعتمدين- تصل في كثير من الأحيان إلى حد القذف والتشهير مثل؛ العميل، الطائفي، الإرهابي، الفاسد، الانفصالي، الانقلابي وغيرها من الشتائم والإهانات التي يعاقب عليها القانون.

فقد دأبوا على نشر غسيلهم القذر على صفحات الصحف والمواقع الاجتماعية والقنوات الفضائية منذ أن شغلوا مناصب متقدمة في الدولة الجديدة، حتى باتت أخبارهم تتناقلها الألسن بتفاصيلها المملة كنجوم السينما، ومن هذه الأخبار أن فلانا السياسي كان متسكعاً في شوارع بعض العواصم العربية يبيع السجائر والمسابيح قبل أن يصبح متمكناً في الدولة! وأن المسؤول العلاني أيضاً “طلع” أمه غير عراقية ولا يجوز له أن يترشح لمنصب سيادي كبير، والآخر تبين أن أصله شركسياً أو مهابادياً أو يهودياً، أو غيرها من الإساءات الشخصية السخيفة والتشهير المعيب التي تستهدف الحط من مكانة الخصم وإبعاده عن المنافسة السياسية.

وإذا سألت أي واحد من هؤلاء لم توجه إلى غريمك كل هذه الانتقادات الجارحة، فقد فضحت الرجل، يجيبك بكل برود:

“على المستوى الشخصي ليس لدي أي مشكلة معه، فهو صديقي الصدوق ورفيق درب واحد ضد النظام الدكتاتوري السابق ومازلت أكن له كل حب واحترام!… فانتقاداتي لا توجه لشخصه الذي احترمه بل لنهجه المخرب وأفكاره العنصرية وطريقته البائسة في إدارة الدولة”!

العراق الجديد ابتلي بهكذا نوعية من السياسيين “الانتهازيين” الذين لا يتورعون عن تبادل أخطر التهم وأشنع الشتائم من أجل مصلحتهم الخاصة، والوصول إلى أهدافهم بأي طريقة مهما كانت منحطة وغير شريفة، والعجيب أن كل واحد منهم يرى أنه على الحق المبين، وأن خصمه على باطل، بالضبط كما كان يفعل الساسة البعثيون، لم يزيدوا عنهم شبراً ولم يتقدموا عنهم خطوةً… مسكين العراق يظل يدفع ثمن حماقة بعض أبنائه الضالين من أمنه وراحته.

15/5/507

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك