ابو ذر السماوي
ليس من السهل ان تتغير عقلية مجتمع وطرق تفكيره وانشاء مبادئ جديدة خاصة في بلد مثل العراق واستبدال قيم الدكتاتورية والفردية والحكم الشمولي بمبادئ الديمقراطية والتعددية و حرية الفكر وسيادة الرأي والرأي الاخر وجعل الفرد وحرية التعبير قيمة كبرى واذا كان العراق قد قطع شوطا لاباس به بهجر تلك الفترة السوداء وثقافة البعث وتمجيد القائد الاوحد والحزب القائد والجميع بعثيين وان لم ينتموا
الا انه بين الفترة والاخرى تطفو بعض رواسب تلك الفترة على السطح مما يشكل ارق لدى ابناء الشعب العراقي وقلق لسماع تلك الاصوات النشاز والعمل بنفس المنهجية والطريقة البعثية في ادارة الوزارات ومؤسسات الدولة وان اختلفت الاساليب وتغيرت العناوين والشخوص فوزارة مثل وزارة التعليم العالي من المفروض ان تكون بعيدة عن هذه الاوصاف وهذا الحديث لعدة اسباب اهمها طبيعة الوزارة كونها تتعامل مع العلم والفكر والبحث العلمي وهي بعيدة عن التجاذبات السياسية وهذا ما ترفعه الوزارة دائما وتكرارا
كما رفعت الوزارة بشخصية وزيرها انها خالية من البعث وفكر البعث ويجب تنظيف البحوث والاطاريح من مخلفات البعث واجتثاثه وبصورة نهائية وشنت علية حملة وحورب جراء هذا التوجه لكن الغريب ان الوزارة لم تكن كذلك واخر ما حدث اعادة البعثيين في كربلاء ناهيك عن تواجدهم اصلا في جامعات المحافظات وجامعات بغداد وبكثرة في اروقة الوزارة وتسلطهم على رقاب الطلبة والتعليم وعدم تغيير المناهج او البقاء على نفس اساليب التدريس والاهم من ذلك ان طبيعة الجامعات هي الاستقلال وتوفير مساحة واسعة من الحرية والابداع والابتكار وعدم التدخل في اتخاذ القرارات او الفرض في اتباع هذا المنهج او ذاك او تلك الشخصية دون غيرها اضافة الى بعدها عن الادلجة والكسب السياسي للطلبة
فماذا حدث في جامعة المثنى وما الذي تغير فيها وكيف تسير الامور مع رئيسها عز الدين ابو التمن المقرب من وزير التعليم العالي علي الاديب فبعد مارافق زيارة الوزير الاخيرة لجامعة المثنى وما ابداه رئيس جامعتها من ابتذال وانزال قيمة العلم والجامعة الى الحضيض تأتي هذه المرة قضية استجواب الوزير في البرلمان واعتقد بانه امر طبيعي في بلد ديمقراطي وخاصة في وزارة التعليم العالي لنفس الاسباب التي ذكرناها لكن ابو التمن له راي اخر فهو لايعترف بهذا الاستجواب وهذا امر يعود له ودفاعه عن ولي نعمته لكن ان يتحول الامر الى جمع تواقيع واجبار طلبة وتدريسي جامعة المثنى على الذهاب الى بغداد والتظاهر رفضا لاستجواب الوزير وحسب تعبيره (لازم انسجل موقف )وبطريقة واساليب ما هي الا تكرار لتظاهرات ومسيرات التمجيد بالطاغية المقبور فما الذي حصل يا استاذنا الفاضل ووزيرنا المجاهد هذا والامر يتعلق بوزارة واستجواب فماذا سيحصل في مسالة رئاسة وزراء واقالة طبعا حشود الطلبة والتدريسيين من جامعة المثنى و التي تتوجه نحو بغداد على حساب رئيس الجامعة لكن بسيارات الجامعة واكيد باموال الجامعة منذ ايام لم يهدأ ابو التمن جاب الاقسام الداخلية للطلبة وكل الكليات والاقسام بغية حشد اكبر عدد ليبين مدى ولاءه للوزير المظلوم وعندما سؤل رئيس الجامعة من المسؤول عن حياة الجميع لان الامر لايتعلق بتعليم او درس سكت ولم يعقب لكنه اكد ثانية بان الجميع يجب ان يذهب الى بغداد يوم الخميس الوزير راح يستجوبوه ضحكت كثيرا وتساءلت عن طبيعة الشعارات التي سيرفعها الطلبة في تلك التظاهرات العفوية والتي تتغنى بحب الوزير وقيادة رئيس الجامعة الحكيمة فاجاب احد الطلبة الهاربين من التظاهرة نعم نعم للوزير ماكو استجواب يصير واردف متخلف اخر يا برلمان طير طير كل احنه نحب الوزير اما ابو التمن فجهز هذا الشعار يا اديب سير سير احنه جنودك للتحرير .
https://telegram.me/buratha