المقالات

المسؤولون والعلاقات الخارجية

853 08:19:00 2012-05-03

خضير العواد

العلاقات الخارجية لأي بلد يجب أن تنصب في مصلحة الشعب العامة ، أي أن جميع المسؤولين الموجودين في العملية السياسية يجب أن ينصب عملهم وأجتهادهم في هذه المصلحة ، وهذه فائدة العلاقات الخارجية لجميع بلدان العالم وإذا تطلب سفر مسؤول ما رسمياً لأي بلد فأنه يناقش ويدافع عن مصالح شعبه وحكومته التي تمثل الشعب ، ومن الصعب أن تجد مسؤول يستغل منصبه وعلاقاته الخارجية من أجل مصلحته الشخصية أو مصلحة مكونه وكذلك مصلحة الدولة التي يسافر إليها على حساب دولته ، وفي كثير من الأحيان تستغل علاقة المسؤولين مع الدول في مصلحة شعوبهم من الناحية الأقتصادية والسياسية وحتى العسكرية وقد تطفئ نيران حروب بسبب هذه العلاقات التي تحتاجها وتستغلها أكثر البلدان في العالم، ولكن الذي يحدث في العراق العكس تماماً فألمسؤول لايعنيه بلده أو شعبه بل يعنيه نفسه ومن ثم تنظيمه ومكونه وتخصص سفراته لهذا الغرض ، بل في كثير من الأحيان ينظر المسؤول العراقي لمصلحة البلد الذي يسافر إليه حتى يحصل على رضاه ودعمه من أجل مكاسبه الشخصية أو محاولة منع أي تحرك يعود بالفائدة على العراق وشعبه تحت عذر إضعاف الحكومة كما ظهر ذلك من تحركات أعضاء القائمة العراقية في منع عقد إجتماع القمة العربية في بغداد، وقد ظهر هذا جلياً من خلال سفرات المسؤولين وما ينتج عنها ، فأكثر البلدان التي يسافر إليها أغلب مسؤولينا تكون حكوماتها على غير وفاق مع حكومة بغداد بل في كثير من الأحيان تصل العلاقة الى العداء كما هو الحال مع السعودية وقطر وتركيا ، علماً إن الحكومة المركزية ليس عندها أي علم بسفر المسؤولين بل تعرف بخبر سفرهم كما يعرف المراقبون والناس العاديون من مصادر الإعلام المختلفة وفي كثير من الأحيان عندما يتسرب خبر السفر يحاول مكتب المسؤول تكذيبه ولكن إعلام الدولة المسافر لها يفضحهم ومن ثم يتم ترقيع الخبر بعذر أقبح من الفعل ، وعندما يعود المسؤول وتسأله الصحافة عن نتائج سفرته فيكون الجواب جاهزاً لمناقشة القضايا التي تهم البلدين وهو الذي قد صرح في ذلك البلد تصريحات أكثر عداوة لحكومته من تصريحات ذلك البلد كما هو الحال مع تصريحات الهاشمي في قطر والسعودية وتركيا وأيضاً النجيفي في تركيا والبرزاني في أمريكا وعلاوي في السعودية وقطر و المطلك في قطر، وبعض المسؤولين يلتقون بالحكومات المجاورة أكثر من لقاأتهم مع أعضاء حكومتهم كما هو الحال مع علاوي وكذلك النجيفي مع أعضاء الحكومة التركية ، وفي كثير من الأحيان يعقد مسؤولينا إجتماعات خارج العراق بالإضافة الى مسؤولي تلك الدول ويكون محور النقاش في كيفية إضعاف أو تغير الحكومة المركزية كما هو الحال في الإجتماع الأخير للبرزاني والهاشمي ولحق بهم النجيفي في تركيا، كل هذه التحركات لمسؤولينا في الخارج في مصلحة من تصب ؟؟ ومن هو المستفيد منها؟؟؟ وأين مصلحة شعبنا فيها ؟؟؟ ولماذا لا تحاول الحكومة في تقنينها والسيطرة عليها ومنع كل ما يضر بمصالح العراق وشعبه ، أما ترك الأمور على ما هو عليه فهذا أكبر تهديد للأمن القومي للبلاد ومن المخاطر الكبيرة التي تهدد العملية السياسية برمتها ، ومن أهم أولويات الحكومة المحافظة على مصالح الشعب والدفاع عنها ومعاقبة كل من يهددها ويتأمر عليها .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك