احمد عبد الرحمن
بأستمرار يكرر الكثيرون حقيقة باتت تعد بديهية من اوضح البديهيات، التي لايشوبها اللبس ولا الغموض.. الا وهي انه مادامت الازمة السياسية في البلد قائمة ومستفحلة ولايوجد افق لحلها ومعالجتها، بل وفي ادنى التقادير حتى حلحلتها بشكل او باخر، فأن الاوضاع الامنية المتردية لايمكن اصلاحها بصورة حقيقية وجذرية.البعض يحاول ان يفصل بين المسارات السياسية والمسارات الامنية ليثبت عبثا ان ما هو سياسي لا علاقة له بما هو امني، أي بعبارة اخرى ان العمليات الارهابية التي تحصل بأستمرار وتحصد ارواح الناس الابرياء من ابناء الشعب العراقي الصابر المحتسب، ليست انعكاسا لازمات واحتقانات وظروف سياسية سيئة يسودها انعدام الثقة والمزايدات والمهاترات والسجالات العقيمة والتصلب والتشدد والتزمت.مرات ومرات شهدت العاصمة العراقية بغداد ومدن العراق الحبيبة موجات من العمليات الارهابية اودت بحياة مئات الناس الابرياء وتسببت بجرح اضعاف الشهداء اضافة الى الاضرار المادية.وفي السابق قيل ان الجماعات الارهابية التكفيرية والصدامية تقف وراء تلك العمليات، وقيل انه تم تشكيل لجان تحقيقية للوقوف على اسباب حدوث تلك العمليات الارهابية، وقيل انه ستتم محاسبة المقصرين، وصدرت بيانات الادانة والاستنكار. وهكذا في كل مرة حينما نواجه نفس المشهد التراجيدي الدامي نسمع ذات المبررات والحجج والعبارات الاستهلاكية التي لاطائل منها، وكأن دماء وارواح العراقيين رخيصة جدا ولاتثير دمائهم النازفة وارواحهم المزهوقة حمية من بأيديهم زمام الامور والحل والعقد.مخطيء من ينتظر ويتوقع معالجات للاوضاع الامنية المتردية ووضع حد لذلك التداعي الخطير والاستهانة والاستخفاف بأرواح ودماء العراقيين دون ان تخرج الازمة السياسية من الحلقة المفرغة التي تدور فيها، ومن دون ان يضع السياسيون والقوى السياسية المختلفة مصالح البلد قبل وفوق مصالحهم الخاصة، ومن دون تشخيص المقصرين على اعلى المستويات ومحاسبتهم. مصالح البلد تعني مصالح اكثر من ثلاثين مليون مواطن، ومصالح الحزب والفئة والطائفة تعني تهديدا وتفريطا بمصالح الجميع، ودفع العراق والعراقيين الى المجهول.
https://telegram.me/buratha