المقالات

إستراتيجية العلاقة بين الأكراد والمجلس الأعلى....

553 14:02:00 2012-05-02

كاظم الموسوي

لا تزال العلاقة بين المجلس الأعلى والأكراد موضع جدل المحللين السياسيين في الشأن العراقي ومن يريد معرفة عمق هذه العلاقة يقرؤها من خلال قراءة السيد شهيد المحراب (قدس) لها حيث يقول شهيد المحراب (قدس) (( إنّ المجلس الأعلى الإسلامي العراقي ينظر إلى علاقته مع الأكراد من عدة زوايا أهمها ان وجود تحالف استراتيجي معهم يجعل الأغلبية الشيعية أغلبية كبيرة وعدم وجود هذا التحالف يجعل الأغلبية الشيعية بسيطة لأن نسبة (15%) من سكان العراق هم أكراد سنة يقابلها نسبة (55% ) عرب شيعة والجمع بين هاتين النسبتين يصبح الأغلبية الشيعية أغلبية كبيرة مقابل نسبة السنة العرب (25% ) ونسبة الأقليات ( 5% ) التي عادة تذهب أصواتها الى الأقوى.وإستراتيجية علاقة المجلس الأعلى بالكرد عامل مساعد على حاكمية الشيعة في العراق وهذا أثبتته نتائج تشكيل الحكومة في الانتخابات التي أجريت بعد سقوط النظام حيث كانت الأغلبية المريحة التي تحققت في الجمعية الوطنية ومجلس النواب هي التي منحت الشيعة فرصة بقاء منصب رئيس الوزراء بيدها مقابل المنافس السني المدعوم دولياً وإقليمياً.ولعلّ من أهم مميزات هذه العلاقة أنّ المجلس الأعلى استطاع أنّ يجذب الأكراد إلى الصف الوطني بما يخدم مصلحة الوطن أوّلاً ومن ثم مصلحة الطائفة ثانياً رغم الدعم الذي تقدمه الدول الكبرى وعلى رأسها أمريكا ورغم تأثير هذه الدول وتدخلها في قرار القيادات الكردية إلاّ ان المجلس الأعلى حافظ على ضبط إيقاع القرارات الكردية بما يخدم مصلحة العراق ومصلحتة ومستثمراً تأثيره على الأكراد لتمرير المشاريع التي كانت تحتاج إلى الأغلبية البرلمانية.إنّ المجلس الأعلى ينظر الى القضية الكردية على أنها قضية وطنية ومواطن الخلاف فيها يمكن حلها بالرجوع الى القانون والدستور وهذا كان جواب السيد عبد العزيز الحكيم(رض) عندما زارَ كردستان في 2006، والتقى شرائح مختلفة من المجتمع الكردي حيث استقبله الشعب الكردي استقبال الفاتحين وفي كلّ محطة توقف عندها السيّد الحكيم كان يوجه له سؤال ( ماهو موقفكم من القضايا الكردية العالقة مع حكومة المركز وعلى رأسها المادة 58 في وقتها والتي تسمى اليوم المادة 140 ؟؟)، وقد استوعب السيد الحكيم مشاعر ومخاوف الشعب الكردي من خلال جوابه الواضح والذي لا يترك لأحد سبيل النقد او الاعتراض وهو (( ان حل كل القضايا العالقة بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية من خلال الرجوع الى القانون وتطبيق الدستور). لقد أثبتت الوقائع ان المجلس الأعلى الإسلامي العراقي حفظ وحدة الصف الوطني وساهم في تخفيف حدة التوتر الذي تفرضه ظروف العراق وتكويناته الاجتماعية وتعدد الأديان والطوائف والقوميات لمكوناته الشعبية, ولو كان الأكراد قد ذهبوا باتجاه السنة العرب لأصبحت موازين القوى مختلّة في العراق ولأصبح الموقف الشيعي ضعيفاً ولما استطاع النظام الجديد تغير المعادلة الظالمة التي حكمت العراق أكثر من ثمانين عاماً.إنّ الشعب العراقي وبسبب ما تعرض له من هجمة إعلامية حاولت حرف الحقيقة وتضليل الرأي العام وتصوير علاقة المجلس الأعلى بالكرد على أنها علاقة مصالح تصب في أطار فئوي وحزبي وهذا خلاف الواقع لان هذه العلاقة كانت سبباً في توازن العلاقة بين مكونات الشعب العراقي مما ساهم في أيجاد مناخات ايجابية للتفاهم وإطلاق رسائل اطمئنان الى الفرقاء السياسيين وبالخصوص الى السنة العرب والأكراد.ان احتواء الأكراد وترطيب العلاقة معهم وإحالة كل قضاياهم العالقة الى التوافق الوطني والى الدستور العراقي الذي كفل حقوق الجميع لكي لا يكون لأحد حجة ودليل على أثارة المشاكل التي تعكر صفو الاستقرار الأمني والازدهار الاقتصادي هو السبيل الأمثل للخروج من أزمة الاختلافات التي عصفت بالوضع السياسي العراقي في الآونة الأخيرة.والغريب ان تقف الأحزاب الشيعية لا الأحزاب الأخرى المنافسة موقف الضد من هذه العلاقة رغم ما جنته من فائدة كبيرة وهي وجود الحاكم الشيعي على رأس السلطة وكذلك حيدت الشريك السني رغم ما تربطه بالأكراد من أواصر طائفية كان بإمكانها ان تتجه باتجاه الضد النوعي مع الحالة الشيعية ولأصبح الوضع في العراق مربكا وغير مستقر.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك