المقالات

أسرار يحتاجها المصلحون /

550 10:39:00 2012-05-02

حافظ آل بشارة

الأزمة السياسية دائما وقودها الناس ، رغم ان ابطال الأزمة يتباكون على الناس ! عندما تظهر كتلة شريفة تفكر بانقاذ البلد فعليها ان تقود الجمهور أولا لانه غاية الاصلاح ووسيلته ، ولا يجري الانقاذ الا بتيار شعبي يستخدم فرصة الانتخابات بوعي لاستبعاد الجماعة الفاشلة وايصال الجماعة المؤهلة الى مواقع الخدمة ، في النظام الديمقراطي يختفي الصراع ويظهر التنافس حول : من يستطيع اقناع الجمهور بأنه الاصلح ؟ سباق في فن الاقناع ، ربما هناك جماعة هي الاصلح ، لكنها غير قادرة على اقناع الناخب بذلك ، لقصور في اعلامها وخطابها ، سوق السياسة تشبه سوق السلع والناخب هو مستهلك سياسي ، قد لا يعرف القيمة الحقيقية للبضاعة لكنه ينجذب ببراعة التسويق والعرض المقنع ، الجمهور العراقي الحالي هيمن عليه الطواغيت مدة طويلة ، والحقوا به اضرارا ثقافية ونفسية هائلة ، حتى اصبح العقل الباطن للمواطن يخشى السياسة والخوض فيها ، او يشعر بالتسليم القدري تجاهها ، هناك سطحية في الادراك الجمعي لذا تستهوي الناس جاذبية الشخصية القيادية او المرشحة بحركاتها الاستعراضية اكثر مما يستهويهم محتواها الاخلاقي او الفكري ، وعندما يشاركون في انتخابات للمرة الاولى يستجيبون للشعارات والخطابات ويفضلونها على البرنامج الانتخابي الرصين ، وتتفاقم هذه الحالات في المجتمع الذي ترتفع فيه نسبة الامية ، والرأي العام في هذه الحالة لا يميل كثيرا الى التدقيق والاستنتاج والاكتشاف بل يندفع بقوة وراء الاشاعات والانفعالات ، في هذا الجو يستغل الساسة البارعون مشاكل المواطن المادية والمعنوية وتطلعاته لكسب ثقته ، الانسان بحاجة الى انتماء لكي يحقق مايسمى (تاكيد الذات) أو رغبة العيش ضمن جماعة كرغبة طبيعية لدى كل انسان ، اذا وجد المواطن زعيما او حركة ترفع شعار الانتماء الى الاتجاه نفسه يشعر بالانجذاب اليها ، وفي أي بلد يعمه الفساد وتضعف فيه سلطة القانون ويتدهور الأمن يشعر المواطن بالحاجة الى الحماية فتصبح الاحزاب ذات الماضي القتالي او الشخصيات ذات التأريخ الكفاحي والتضحوي اكثر جماهيرية ويلتف حولها الناس لانهم يشعرون الى جوارها بالحماية ، خاصة عندما يستعين البعض بقصص مفبركة تشرح كيف ان احد مؤيديهم تعرض الى اعتداء في منزله وما هي الا لحظات حتى امتلأ الشارع بانصاره المسلحين الذين طوقوا المعتدين واجبروهم على الاعتذار ودفع دية ، الناس جميعا يتمنون الانتماء الى هذه الحركة التي تحمي افرادها و(تاخذ بوش) كل من يعتدي عليهم ، يقابل ذلك الحركة التي يعتدى على افرادها ويهانون ولا يدافع عنهم أحد فهم (حايط نصيص) فيتضائل جمهورها الانتخابي لأن الشارع يقرأ بدقة هذه المعاني . الجماعة الاصلاحية عليها ان تفهم هذه المعادلات ، ثم تدرس محيطها الاجتماعي وتعرف توجهاته وعواطفه وحاجاته المادية والنفسية ، الجماعة المصلحة يجب ان تستخدم تستخدم ثلاثي الهيمنة الاعلامية : (الاستبيان الميداني ومعطياته ، البلاغ النوعي وليس الكمي ، اصول الحرب النفسية ) تعمل باخلاص لله وما كان لله ينمو .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك