حسن البحريني
كانت الدبابات الامريكية تقتحم اسوار بغداد وكانت جحافل وفلول صدام المهزوم يرفعون ايديهم والاعلام البيضاء ترفع من على اسطح المباني والمؤسسات الرسمية وفيما كان الامريكيون يعدون انفسهم لبسط سيطرتهم كاملة على بغداد كان الصحاف وزير الاعلام البعثي يقول بملآه فاه "لا يوجد امريكيون كفرة في بغداد"! و"تقديراتنا الاولية تؤكد مقتل جميع الامريكيين"!..وقد اشتهر الصحاف بمقولاته ومصطلحاته الرنانة التي كانت تصدح الافاق من قبيل "العلوج" و"الطراطير" وغيرها وكان الكذب واضحا في خطابه منذ بداية الدخول العسكري الامريكي الى العراق وحتى نهاية حياته كاعلامي عسكري و"سياسي" وكان حسب المراقبين يتمنى دخول التاريخ من ابواب اخرى لكون انه كان قد اشتهر بتقارير ملفقة حول الانتصارات الوهمية ولكن ليس "كل ما يتمناه المرأ يدركه" وهكذا كان ..
هذا الحديث يجرنا تلقائيا الى "صحاف البحرين" او لنقل "صحّافة ال خليفة" البعثية "سميرة بنت رجب" والتي قلدها حمد ال خليفة قبل ايام منصب "وزيرة الاعلام" وقد اجرت فضائية "بي بي سي" العربية لقاءا معها في الاسبوع الماضي وقبل ان تعين في المنصب الجديد وكانت المذيعة تسألها عن رأيها حول المسيرات والاحتجاجات التي كانت تجري في البحرين ايام مسابقات "فورمالا واحد" فكانت تقول "لقد قمت بالجولة في مناطق مختلفة من البحرين ولم اشاهد شيء الامور هادئة "! وبينما كانت المذيعة تؤكد لها بوجود احتجاجات واسعة في البحرين وعبر مراسليها على الارض و من خلال تقارير الاعلاميين كانت "صحّافة" ال خليفة تنفي وتقول "الامور هادئة" لا يوجد ان شيء من الاحتجاجات .
وجاءت خطوة حمد الديكتاتور وسفاح البحرين لتفاجأ المراقبين والسياسيين واصحاب العقول النيرة والحرة وتصدمهم بمثل هذا التعيين الذي يعتبر بمثابة صك بطلان لكل مزاعم ال خليفة حول "الاصلاح" وان "البحرين ماضية في نهج الديمقراطية" ليس الا كذب وتثبت حقا ان البحرين دخلت مرحلة "الصحاف" من حيث ترويج الاكاذيب ونشر التقارير الملفقة بعد تسلم "سميرة بنت رجب" منصب وزيرة الاعلام فهي خريجة كلية الاقتصاد والادارة في اعظمية بغداد دخلتها عام 1971 لتجند في عام 1981 لتكون احدى اهم عناصر البعث في البحرين وابواقه ولتتحول بعد ذلك من المدافعين عن ال خليفة ومشاريعهم التخريبية وقد كتبت عن صدام المجرم بعد ان نال عقابه على يد العدالة في العراق كلمات لن يكتبها الا من ساءت سريرته او "ابن فراش "! فهي تقول عن المقبور مايلي :
(( رحم الله سيد شهداء العصر(...) وعهد على الشرفاء ان يبقى رمزا للنضال ابى الا ان يموت شهيدا.. رافضا الاعتراف بالكيان الصهيوني )).. وتضيف هذه البعثية الصحافية.(( يااباعدي انها ليست كلمات نعي بل مقولة عهد واستذكار من شرفاء واحرار الامة العربية الذين عاشوا عصر هذا القائد العربي وراوا في حكمه مشروع نهضة عربية جديدة))!!هنا تصفه بانه ((من رعى اقوى برنامج نووي عربي "كان قاب قوسين او ادنى من القنبلة النووية" حتى جاءت ايادي الغدر الاجنبي المفتشين الدوليين لتدمير كل ما بناه العراق))!! واختتمت رسالة نعيها لزعميها المقبور بالكلمات التالية : (( وما زال رجاله وابطال العراق المقاومين يقاتلون لحماية عروبتنا المهددة تحت نيران الغزو والاحتلال والتعاون الانغلوـامريكي ـ الصهيوـ صفوي في كل المنطقة العربية))!!هذه هي وزيرة الاعلام البحريني الجديدة وهذا هو تفكيرها وعقيدتها فهي من مدرسة البعث ومن تلك الايدلوجية العنصرية الفاشية وقد جندها البعث لخدمة مشروعهم واليوم تجند رسميا من قبل ال خليفة رسميا لمنصب تستحق ان يطلق عليها بـ" صحّاف" البحرين لتكمل مشوار المعركة ضد الحقيقة ومن جانب واحد اي من خندق الدفاع عن اكاذيب وهلوسات ال خليفة وملكهم الدجال الذي عين هذه المرأة الشمطاء لمثل هذا المنصب وهو استهتار واضح ليس فقط لشعب البحرين بل لكل الاحرار واصحاب الضمائر ولكل من يرفع راية الدفاع عن مظلومية شعب البحرين ويشكل نوع من التحدي للعالم الحر الذي يطالبه بالانصاف لشعبه والكف عن الاستمرار في انتهاك حقوق الانسان وقتل الابرياء ..
ان تعيين هذه البعثية لمثل هذا المنصب يمثل قمة السقوط الاخلاقي ووصمة عار على جبين العائلة الحاكمة وعلى جبين "فيلتمان" الذي كان يروج لمشروع حمد ويمارس الضغوط على الجمعيات السياسية للدخول في حوار مع النظام والقبول بمشروعه التخريبي ‘ هذا الفيلتمان هو اليوم شاهد زور على الجرائم والانتهاكات التي تحدث في البحرين هو وادارة رئيسه المسؤول الاول عن كل ما يجري في البحرين خاصة وان تعيين احدى ميليشيات البعث وال خليفة الاعلامية لمنصب وزارة الكذب لدليل واضح على ان هذا النظام لا يريد سماع الحقيقة ولا يرغب في تحقيق العدالة لشعبه فهو مستمر في قلب الحقائق وتلفيق التقارير وليس تعيين هذه البعثية الا مؤشر على التوجه الجديد للنظام و رغبته في عدم التراجع امام احتجاجات الجماهير وثورة شعب البحرين والاستمرار في اساليب القمع والقتل ولي عنق الحقيقة وتزوير المشهد السياسي بما يتناسب وهشاشة النظام القائمة دعاماته على رزمة اكاذيب وزمرة الكذابين..وهنيئأ لفيلتمان لمثل هذا التعيين وهنيئا لادارة اوباما على قدوم من كان يصفحهم بالعلوج والطراطير واليوم تأتي المجندة الوفية لمدرسة البعث الفاشية لتكمل المشوار من خلال احد اهم حلفاء واشنطن في المنطقة وهم ال خليفة الذين يعرفون كيف يخدعون الامريكان ويمررون الاكاذيب عليهم بل ويتحالفون حتى مع البعث في سبيل كسر ارادة شعبهم واستمرار بطشهم ويأتون بصحّافة شمطاء تفتخر وتتجاهر بل وتزعم ان قائدها المقبور صدام كان على قوب قوسين او ادنى لصناعة القنبلة النووية لولا تامر "الانغلو ـ امريكي ـ الصهيوـ صفوي!! فيما هم ال خليفة اليوم من جهة يسعون لكسب "الصهيونية" واقامة العلاقات معهم وتجييرها لصالح الاجندة الداخلية ومن جهة يتحالفون مع ارذل القوم والبعثيين القذرين لطمس الحقيقة ولتغييب مظلومية شعب البحرين والاظهار للعالم بان الامور "هادئة" وان البلاد تسير في طريق الاصلاح !!لعل تعيين هذه البعثية "صحّاف البحرين" لمنصب الوزير الاعلام هو المسمار الاخير في نعش هذا الملك الدجال كما كان "سعيد الصحاف" اخر مسمار في نعش البعث في العراق !.. وانا لناظره لقريب !
https://telegram.me/buratha
