المقالات

إن لم تستحي... فافعل ما تشاء

996 19:12:00 2012-04-28

حمودي جمال الدين

هي قطرة حياء تتلألأ على جبينك إن سقطت تعريت وفقدت إنسانيتك ومثلك وأخلاقك.فلكل مجتمع بشري قيم وموازين معرفيه وأخلاقيه ,وضوابط وسلوكيات وممارسات تتحكم في تنظيم علاقاته الاجتماعية والتخادميه والنفعية فان احتفت أو اضمحلت تلك الضوابط والقيم تحول المجتمع إلى شريعة الغاب, القوي فيها يأكل الضعيف والرديء الفاسد فاقد المروءة والحياء يتسيد وينهش بعروق الآخرين من بني جلدته فلا يجد أي غضاضة وتجبجب من الاعتداء والتجاوز على حقوقهم وممتلكاتهم وحتى حرياتهم , حيث يستأنس بما تنسجه وتوحي إليه نفسه المريضة, المفعمة بأنانيتها وذاتيتها , والأمارة بارتكاب السوء والمعاصي,وأخس الإعمال والأفعال رذالة وقبحا , فتكّون سليقته وديدنه في التعاطي والتعامل مع بني جنسه ممن تخجلهم تصرفاته ونزواته وشخصيته المنحطة لهذا ينفر منه الجميع ويتواروا بعيدا عنه ليعيش معزولا منبوذا خائبا إلا من الذين على اشكاله يقعون .هذه الظاهرة ترى نتوآتها فاقعة بارزه ومشخصه ,على السطح الذي يحيط بنا بفعل تلاوين واشكال شخصياتها التي تأخذ طابع الوسط أو الحيز الذي يحشروا أنفسهم فيه , أو بفعل الحركات البهلوانية والتقلبات التي تمليها عليهم مآربهم وشخوصهم الهزيلة المنغمسة بنتانتها وخستها فيتقافزوا ' بين الامكنه والازمنه التي تجد ضالتهم ألمصلحيه فيها, في منظر مقزز مقرف مريب تشمئز منه النفس السوية .ويزداد بروز وسطوع هذه الظواهر الشاذة والخارجة عن ملل وأخلاقيات ومثل المجتمع, في حالة تغيرات الانظمه السياسية أو الحركات الثورية أو الدينية أو في عنفوان الانشطه ألاقتصاديه والاجتماعية, فيجد هؤلاء مرتعا خصبا فسيحا يؤهلهم ويتيح المجال لهم في السرعة والحركة بغية المروق والاختراق لتمرير كل غاياتهم ونواياهم الخبيثة , تحت غمامة تغشي ابصارهم ومسامعهم وكل حواسهم, فتحجب عنهم المحيط الذي يكتنفهم, فلا يروا فيه إلا ذواتهم والطريق المؤدي والموصل للهدف أو الفريسة التي سيقتنصونها ,فتصور لهم نفوسهم المريضة أنهم أسوياء ومنسجمين ومتفاعلين مع أخلاقيات وسلوكيات مجتمعهم, ولانعدام وضمور حيائهم وعزت نفوسهم, يندفعون بتمثيل دور يظهر للناس انهم مصلحين و حريصين ومخلصين ومحاربين لكل السلبيات والنواقص التي تعتري المجتمع ,وبكل وقاحة وصلافه يتطفلوا بالتدخل في بعضها للوصول إلى حيثياتها وجذورها محاولين تشخيصها وإبراز مواطن الخلل والضعف فيها, والانكى من ذلك يعطوا اللمسات والحلول لإصلاحها وتطبيبها, متناسين أنهم مشخصين ومعروفين من لدن أبناء وطنهم, في كونهم وراء كل نائبة وداء وفعل خسيس, وهم من يقف على تأجيجه وافتعاله , وان هذا المجتمع الذي يحاولون بكل ما أتوا من دهاء وذهنية تآمرية , في محاولة استغفاله يؤشر لهم بالبنان, إن يلوذوا بالصمت والابتعاد وترك عما لايعنيهم فهم خلف كل فعل وعمل رزء وقبيح , ولكن تأبى نفوسهم الشريرة المنقوعة بالحقد والكراهية لكل ماهو إنسانيي, التخلي عن ممارسة دورهم الممتلئ بالقيح والنتانة.فمن ألسهوله واليسر وبدون عناء وتعب, ان يدرك العراقي ويضع يده وحواسه وجوارحه على هؤلاء, فقد أينعت رؤوسهم وبدءوا بالتكاثر والتوالد , وامتدت عروقهم وتشعبت في ثنايا واقعنا الاجتماعي والسياسي والاقتصادي, الذي نعيشه اليوم في عراقنا المثخن بالجراح, الذي للآن لم يفق من كبواته وانكساراته وأوجاعه ,التي عاشها في سنوات القهر والظلم, سنوات التشتت والضياع والتهجير بين الفيافي والبلدان, حيث كانت هذه الطفيليات تبني أعشاشها وتقتات من رمق وفتات عيش المتشردين والباحثين عن مأوى يقيهم من عذابات وجور الظلم والهوان الذي عاشوه تحت سقف يقال له وطن, ومادروا ان هذه الطحالب كانت تتربص لهم وتترقبهم وتنتظرهم على أبواب دول التيه واللجوء, فتغويهم وتستهويهم وتؤملهم بفضاء أرحب وأكثر أمانا واطمئنانا ,معده لهم ومهيأة لاحتضانهم, وسرعان مايقعوا فريسة سهلة تحت معسول الكلام وعزف وأنغام هؤلاء العتاة, فيستلبون منهم ما ادخروه وحفظوه من نقود في أيامهم الخوالي التي أعدوها للخلاص من براثن الألم والفاقة,.هؤلاء الشراذم كانوا يعيشون تحت مسميات ويافطات عديدة تجذب لها الناظرين والباحثين عن الاستقرار والهدوء والامكنه الامنه .فكانوا إما على شكل تنظيمات وأحزاب سياسيه تدعي زورا وبهتانا أنها مناهضه ومقارعه للنظام ألصدامي وهي تصطف مع كل عراقي مشرد لزه الظلم والطغيان للهرب من بلاده هائما يبحث عن مأوى آمنا يقيه من جور وغلاظة نظامه .او ان تكون على شكل عصابات منظمه همها وديدنها النصب والاحتيال والإيقاع بالمغفلين من أبناء جنسها وملتها, فتبتز أموالهم وما ملكت إيمانهم على أمل تجسير عبورهم إلى الشاطئ, الذي يؤمن لهم حياة مستقره هانئة بعيدا عن عذابات السنين وبؤسها.أو هم على شكل شخصيات مهترئه متهالكة فاغرة فاهها لابتلاع وامتصاص رحيق كل مغدور خاوي يدور في فلك التشرد والضياع, فيغويه هؤلاء بحسن المعاشرة وبالكلام المنمق التي تطغي عليه لغة السكينة والصفاء ,والذي يدفع ثمنه المغدور سلفا مما كان يكتنزه هو وعياله قبل ان يقع فريسة النصب والاحتيال لمن باعوا ضمائرهم وانتفت المروءة والنخوة في قلوبهم ,فاعمي الدولار بصيرتهم, مما تسبب بموت الكثير من العراقيين بفعل جشع وضحالة هؤلاء الفاسدين حيث ابتلعت بعضهم البحار والمحيطات غرقا, أو منهم من مات في الطرق والفيافي الموحشة ليكونوا لقمة سائغة وشهيه للحيوانات المتوحشة والسائبه, أو من مات جوعا بين الشوارع والازقه في الدول الاقليميه ألتي تفضلت عليهم بالمكوث بين حواضنها ريثما تسنح لهم فرصة العبور, لكن ابتزاز أموالهم وما اكتنزوه من قبل شذاذ الأفاق والمرتزقة, لم يتح لهم العبور السلس فيفيقوا من هول الصدمة التي مناهم بها إخوتهم في الوطن والدين ,فيجدوا أنفسهم خاوي الوفاض بما يسدوا به رمقهم ورمق عيالهم.ولكن يالبؤسه من زمن ان ترى بعض من هؤلاء اليوم وهم يعتلون صهوة المجد ويقودوا ركب الونى واللغوب الذي عاشه كثير من العراقيين تحت نير نظامهم البائد وتحت سقم وابتزاز من أذاقوهم في غربتهم مر الذل والهوان فبعض هؤلاء يتصدر مشهدنا السياسي بغير وجه حق لكونهم اعتلوا موجته زورا وبهتانا بنفوسهم الضعيفة وانتهازيتهم وتسلقهم على أكتاف غيرهم من القادة والأحزاب العاملة أو من قفزاتهم وخفة شخصياتهم المهترئه والمهزوزة التي تبيح لهم التنقل بين المراكز الأكثر ثقلا ومركزا ومالا, فتجدهم اليوم يبنون أوكارهم ويتمطون بين هذا الحزب وهذه الشخصيه المتنفذه وحسب المكمن والمأوى السمين وهذا ليس جديدا عليهم هؤلاء الذي كانوا يوما يقتاتون من الحيل والتلاعب من اجل إن يؤمنوا لهم حياة مرفه في الخارج اليوم مقدرات وثروات بلد بأكمله تحت تصرفهم وطيع اناملهم فانظروا ما ذا يفعلون وتحت سمع وبصر من خبرهم وعجن طين معدنهم وعرف عن كثب سموم دمائهم وسوداوية عقولهم ونواياهم.ولا يقتصر واقعنا المنهك والمريض سريريا للتماثل بالشفاء على يد هؤلاء العتاة من عاش خارج العراق بحجة المعارض والمناهض للنظام .بل يتعداه لمن كان في داخله ومن كان من حاشية النظام وأركان حكمه ومن تلطخت أياديهم بدماء العراقيين ولازالت طرية تصبغ باحمرارها الزكي تلك الأيادي القذرة وهي تحركها يمينا وشمالا في مجالسنا التشريعية أو في خطبها وندواتها أو من على كراسيها المهزوزة تحت بصر وعلم الضحايا والمكلومين والثكالى والأيتام التي مزقتهم ونهمتهم تلك الايادي يوم كانت في مركز القرار لنظامها المقبور .فكيف نأتمنهم على أرواحنا ومقدراتنا ونعتبرهم حماتنا وحامي ثرواتنا أو نثق بحرصهم ومراقبتهم لأموالنا وممتلكاتنا وهم من يعطونا النصح والإرشاد وتقديم الحلول للخروج من المعضلات والمصائب والهنات التي ما برحت تفتك وتنشب اظفارها في دواخلنا وعروقنا.والكل على علم وثقة انه لولا صعود هؤلاء الشراذم المتقيحة دفة الحكم والسلطة لما وصل العراق إلى ماهو عليه ألان من تفتت وهدر مالي وفساد إداري وسرقة وتبذير للمال العام وانعدام لأبسط الخدمات وتخلف في جميع مناحي الحياة والمصيبة العظمى انهم يكذبون ويضحكون على ذقون العراقيين عندما يطرحوا بميزانياتهم الانفجارية والتي تفوق الخيال بحجمها وفي كيفية التخطيط والبرمجة بمفاصل الصرف في البناء والاعماروتقديم ارقى الخدمات ,من ماء وكهرباء وصحة ومنافع اجتماعيه, ولكن لم يحصد منها العراقي غير أرقام حسابيه مركونة على جداول الواردات والمصروفات السنوية ,لكن حصيلتها ولكل السنوات التسع المنصرمة من عمر النظام الجديد , تهتدي وتندل طريقها في الذهاب إلى جيوب هؤلاء المرتزقة, والى المافيا والمتنفذين, وأحزابهم وشخوصها, ومن الاذناب والحواشي والتابعين, ومن الانتهازيين والوصوليين. اما العراقي صاحب الأرض والثروة والمال, والمعني بكل شيء, فله القشيب الرخيص الاجرد.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك