المقالات

الشيعة في فكر الرفيق عزة الدوري؟

931 18:44:00 2012-04-28

الشيعة في فكر الرفيق عزة الدوري؟

هادي جلو مرعي

 

في خطابه التاريخي بمناسبة تأسيس حزب البعث العربي الإشتراكي في السابع من نيسان, والذي وجهه الى أبناء الأمة العربية والشرفاء في العالم تحدث الرفيق عزة الدوري القائد العام للقوات المسلحة العراقية بصوته المرتجف الى الشعب العراقي العظيم المحكوم من قبل عملاء إيران كما يصفهم , والذين يعملون على مساعدة الصفويين ليبتلعوا العراق محذرا من سياساتهم التي تعمل على نشر التشيع الصفوي ! . وفي العراق غالبية من السكان الذين يخاطبهم رفيق عزت يعتنقون المذهب الشيعي الذي درسناه منذ الصغر ولم نفهم على الإطلاق هكذا توصيف تسقيطي,فالتشيع واحد في كل بلدان العالم تشوبه إعتقادات جانبية ,وهو ما يجعله شريكا في ذلك مع بقية المذاهب السنية ,والديانات المتشظية في العالم.

الرفيق عزت ينصب نفسه قائدا عاما للقوات المسلحة العراقية (إين هذه القوات)؟ ويعد نفسه الوريث الشرعي لنظام صدام حسين, وتركته المأساوية ، ويوجه الخطاب الى  شعب كان ينتظر الفرصة للخلاص ، والى قوات يشتكي الساسة السنة إن غالبيتها من الشيعة ،فهل يريد الرفيق عزت من الشيعة أن ينقلبوا على أنفسهم ، ويعيدوا الفرق الحزبية في بغداد والكوت والعمارة والناصرية والبصرة والسماوة والديوانية والنجف وكربلاء وأقسام من ديالى وكركوك والموصل وصلاح الدين,وينقلبوا على نظام لهم ليعيدوا نظامه الذي طواه الزمن؟ الرفيق عزت يمجد ثورة الشعب السوري ضد نظامه, لكنه يرفض إسقاط حكم البعث, ويشتم الذين يدعون الى الحل العسكري ، ودعاة الحل هم (دول الخليج), وخاصة ملك السعودية وأمير قطر ! لكنه يعود ويمتدح أخاه الملك عبد الله لموقفه من اليمن . وهذا تناقض واضح في التعبير عن المشاعر تجاه الرجل الذي أسقط البعث في العراق, ويريد إسقاطه في سوريا ! لكن الواضح إن موقفاً يتعلق بالذات هو الذي يدفعه للشكر بهذه الطريقة ، فالرفيق عزت يقيم على ما يبدو في اليمن, وكان ممكناً أن (يروح في الرجلين) لو إن نظام علي عبد الله صالح سقط على طريقه ثوار صنعاء ، لكنه بقي سالماً معافى بإعتبار إن الخطة السعودية حفظت ماء وجه الرفيق علي وأبقت الرفيق عزت ومن معه من المناضلين على حالهم في اليمن السعيد .

الرفيق عزت حكم العراق ورفاقه الأشاوس لأكثر من ثلاثة عقود من الزمن وأدخله في صراعات مع الحركة الوطنية ، والحركات الإسلامية ، وأعدم عشرات العلماء والآلاف من المعارضين ، وخاض حرباً عبثية مع إيران لثماني سنين, ذهب ضحيتها الملايين من البشر ، وخسر فيها العراق مئات  المليارات من الدولارات نيابة عن الغرب ودول الخليج التي إنقلبت عليه بعد نهاية الحرب بأشهر ، ثم إنقلب عليها ليحتل الكويت ، ثم ليدخل البلاد في حصار إستمر لثلاثة عشر عاماً من الذل والجوع والحرمان والقهر.

وها هو يأتي مجدداً ليخاطب شعبا كاملا ,ويهينه ,ويقول له ,(أنتم شعب شيعي صفوي) ولا ندري كيف له أن يحكم شعبا مخالفا وكافرا كالشعب العراقي ، ويعلن نفسه قائدا عاما لقوات مسلحة 99% من أفرادها وقادتها من الشيعة ؟ هذه التناقضات المريبة في خطاب الرفيق تشير الى إنه مجرد ورقة تم إخراجها هذه الأيام في إطار الحرب الطائفية ليتم اللعب بها في مواجهة خصوم آخرين ,الرابح الاكبر من وراء غخراجها هم الشيعة ورئيس الوزراء نوري المالكي الذي سيجد المبررات الكافية بعد هذا الخطاب الغبي ليمارس سياسة مغايرة أو أكثر حدة يكون ضحيتها من يغني الرفيق عزت بمظلوميتهم وهم السنة الذين لايعترفون بسيادته عليهم ولابتمثيله لهم خاصة أنهم وسواهم من مكونات ملوا التمثيل والتنكيل بإسم الطائفة والقومية، وإنها ليست ورقة عراقية ، بل مضادة ويجب الحذر منها فليس مقبولاً أن يقدم الساسة أنفسهم لدول الجوار العربي والإقليمي ليكونوا أدوات بأيديهم, وسواء كان هؤلاء الساسة من افراد النظام السابق أو الحالي, وسواء كانوا من الشيعة أو السنة فلقد نجح القادة العراقيون السنة لعدة سنوات في الترويج لخطاب إستقبلته أوساط نخبوية إجتماعية وسياسية إتهموا فيه القادة الشيعة بالعمل لصالح المشروع الإيراني ، لكنهم الآن يمضون بسرعة الصاروخ ليكونوا جزءا من المشروع الخليجي الطائفي المصطدم بالمشروع الإيراني ، وهذا الأمر مكن القادة الشيعة ليضحكوا كثيرا بعد أن قدم لهم نظراؤهم السنة خدمة مجانية ، وكأنهم يقولون (كنا نتهمكم بالطائفية والعمالة لإيران ، وبإمكانكم أن تتهمونا بالطائفية والعمالة لتركيا ولدول الخليج ) ملاحظة..

منذ فترة تحدث الداعية الإسلامي  السني الشهير أحمد الكبيسي عن الخلاف بين السنة والشيعة،مخاطبا بعض الغلاة ,قائلا لهم . إذا كنتم تتهمون الشيعة بالرافضة ، فأنتم أسوأ منهم حين تحولتم الى نواصب ، فهم يوالون علياً ويحبونه ، وأنتم توالون معاوية وتحبونه ، وشتان بين علي ومعاوية ، كالفرق بين الثرى والثريا..لم يوفق الشيخ, فالشيعة قالوا له. لا جديد فنحن نعرف ذلك, الفرق إنه خسر مساحته في المنظومة السنية...

نحن نحتاج الى عدة سنوات ، والى تشكيل لجان متخصصة لدراسة فكر الرفيق عزت الدوري الذي لا يمكن فهمه بسهولة ليس لأنه عصي على الفهم ، إنما لأننا لا نمتلك رجالاً أفذاذاً في الفلسفة والمعرفة الفكرية ليحللوا ويفسروا مضامينه العميقة ، ولا حول ولا قوة الا بالله. 

 

19/5/428

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
راصد وطني
2012-04-29
الرفيق اللا عزة لايحل ولايربط لأن رفيق عمره صديم أهداه حذاء بدون قيطان عكس الرفاق ألآخرين الذين حصلو على ألأحذيه بقيطان فقام الرفيق بسؤال رفيق عمره صديم سيدي أنا ليش حذائي بدون قيطان فأجابه المقبور ... أنت لاتحل ولاتربط فيا أخواني هذا الرفيق لايحل ولايربط وكل كلامه فوفوفوف مع أدراج الرياح هذا الكلام أذا كان الرفيق عايش لحد ألآن ونحن نشك بذالك !!!
زيـــد مغير
2012-04-29
الرفيق أبو بريص إذا عنده شجاعة وثقة بنفسه خل يتفضل يجي يخطب بساحة التحرير ويشوف رد فعل الشعب العراقي .
احمد الشمي
2012-04-28
حتى نظريا لذر الرماد في العيون لم يكلف نفسه الرفيق عزت والضاري ماذا يفعلوا بالغالبية الشيعية غير سبهم ووصفهم بالرافضة والصفويين والعملاء والعلقميين ولم يستثنى حتى الشيوعيين الشبعة يارفاق حتى نسند مشروعكم لحكم العراق نريد ان نعرف ماذا اعددتم لنا غير بحور الدم والقتل
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك