اكرم السعدي
لا زالت عالقة في أذهان العراقيين تلك الأيام التي كافحوا فيها الإرهاب وقدموا الضحايا للوصول الى صناديق الاقتراع ولا زالت صرخات وكلاء المرجعية الدينية ( انتخبوا الأصلح) تصدع في أذهان وأذان الناخبين من أتباع المرجعية وهبوا الى صناديق الاقتراع وانتخبوا الأصلح الذي حددت مفهومة المرجعية دون الإشارة ولو بالأحياء الى من هو الأصلح وتمخضت نتائج الانتخابات عن فوز السيد المالكي الساحق حيث حصل لوحده على (600,000) صوت وهو رقم قياسي بالنسبة لمرشح انتخابي ولم يحصل المالكي على هذه الأصوات الكبيرة لولا الإبهام الذي اوقع وكلاء المرجعية الدينية الناخبين فيه مما جعلهم يفسرون مفردة الأصلح كلا حسب مبتغاة لدرجه ان الناخب لم يفرق في اختيار الأصلح بين مرشح وآخر فاضطر ان يعتبر الأصلح من يعرفه هو لا من تُعرّفه أفعاله, وبعد ان فاز الأصلح واستوت سفينته على شاطئ كرسي الحكم انقلب على عقبى وبدأت دوامة الأزمات والخلافات وعدم الالتزام بالعهود والوعود, ان الأصلح الذي دعت له المرجعية هو من يحاربها اليوم وهو من يدفع المأجورين لا استهداف وكلائها ومكاتبها كورقة ضغط من اجل ترويضها وجعلها إما ان تسكت او تؤيد سياسته في قيادة البلد..الأصلح أصبح الأصلح في ,, خلق الأزمات ونقض المواثيق ودعم الأرهابين وإطلاق سراح المجرمين والدفاع عن المفسدين وضياع أموال الشعب على مشاريع إما وهمية او غير مجدية ,, الأصلح شق صف الوحدة الوطنية واستخدم سياسة فرق تسد مع شركائه الذي أوصلوه الى دفة الحكم وتجاوز كل الخطوط الحمر ومنها خط المرجعية الدينية الذي لم يجرا حتى صدام على تجاوزه, ان على إتباع المرجعية الدينية الحذر في قادم الأيام والبحث على تفسير لمعاني الكلمات التي تصدر عن المرجعية فعندما كانت تدعوا الى انتخاب الأصلح كانت تعني ما تقول إلا ان الوعي السياسي الضعيف لدى أبناء الشعب بسبب الظروف الموضوعية التى مر بها العراق هو الذي أدى الى عدم فهم القاعدة الجماهيرية لمصطلح الأصلح وعليه يجب على الوكلاء والمعتمدين ان يكونوا بمستوى المسؤولية في تفسير ما تطرحه المرجعية من مفاهيم قد يفسرها عوام الناس تفسيرا خاطئا يؤدي بالنتيجة الى ما لمسناها من نتائج الانتخابات الأخيرة, وقد انقلب السحر على الساحر فوكلاء المرجعية الذين لم يكونوا أمناء في نقل الحقيقة هم على رأس قائمة من يستهدفهم الأصلح وهناك قصة حصلت مع السيد احمد الصافي حينما قيل له لماذا انتخبت قائمة دولة القانون قال ( لان فيها أخي وهو الأصلح) فماذا يقول الصافي بعد ان ضرب الأصلح بيته بقنبلة صوتية ليسكت صوته عن نقد الحكومة من خلال منبر الجمعة , فمن هو الأصلح الذي يجب على الناس انتخابه ؟ وماذا ستكون كلمة المرجعية الدينية في الانتخابات القادمة بعد ان جربت الأصلح وماذا سينتخب العراقيين في المستقبل ( الأجلح او الأملح أم الأصلع أم الأصلح) ؟؟
https://telegram.me/buratha