كاظم الموسوي
ومن متبنيات المجلس الأعلى التوازن الأجتماعي في بناء الدولة وهو موضوع يرتبط ارتباط وثيق في المباني الأربعة التي شرحناها سلفا فعندما نريد ان نخلق توازن في بناء الدولة العراقية نحتاج الى مبدأ الشراكة الحقيقية وتعميق سياسة الانفتاح والتواصل مع الامة وتجذير الوحدة الوطنية لان التوازن في بناء الدولة يحتاج الى النظر بعين الأعتبار الى كون العراق بلد تعددي فيه قوميات واديان ومذاهب مختلفة ولو رجعنا الى الوراء لوجدنا ان النظام البائد اعتمد على فئة ومذهب معين في بناء الدولة وهمش وأقصى الآخرين وطاردهم وأذلهم وجعلهم أعداء له ولحكومته مما اخل بالتوازن الاجتماعي وبدل من ان يجعل من العراق ميدان للبناء والأعمار جعله جبهتين جبهة مترفة ومعززة لأنها تنقاد لرغباته وسياسته الرعناء وأخرى مظلومة ومضطهدة وتشعر بالتهميش والإقصاء مما دفعها الى المعارضة ومحاولة الخلاص من كابوس الحكم الشمولي الدكتاتوري .. أذن التوازن الأجتماعي في بناء الدولة اساسي في معالجة ما أفسده النظام السابق ويعيد للعراقيين ثقتهم بأنفسهم وارتباطهم بأرضهم وشعورهم بالمواطنة مما يجعلهم جميعا أجزاء متجانسة يتكون منها هذا الوطن الواحد.
ان احترام عادات وتقاليد وقوميات واديان ومذاهب العراقيين كلا حسب لونه وتوجهاته هو الكفيل ببناء دولة متكاملة متوازنة همها الوحيد تقديم الخدمات للمواطنين , وان الحفاظ على خصوصيات الشعب العراقي واعتماد مبدأ تبادل الأدوار وتوزيع الاستحقاقات حسب الأولوية دون النظر الى التقسيم الجغرافي او المذهبي او القومي كفيل في استقرار الأوضاع الأمنية وتقوية الأواصر الاجتماعية مما يجعل من فرصة نمو الخلايا الإرهابية ضعيف جدا وبالتالي ينمي الاقتصاد ويتيح فرص كبيرة للبناء والأعمار لأن التوازن الاجتماعي يقابله تقوية أواصر الوحدة الوطنية والشعور بالمسؤولية تجاه الوطن مما يساهم في بناء الدولة .ان من أهم خصائص التوازن في بناء الدولة انه يجعل العراقيون يركزون على حماية بلدهم وأعماره والحفاظ على أمنه واستقراره والعكس يجعلهم يركزون على حماية أنفسهم والدفاع عن إثبات وجودهم القومي او المذهبي مما يحول دائرة الصراع الى داخل البلد وهذا الأمر يجعل عملية بناءه وأعماره وإعادته الى الصف الإقليمي والدولي عملية صعبة جدا ويجعله ضعيفا وغير قادر الى التصدي للأطماع والأجندة الخارجية .ان المجلس الأعلى الإسلامي العراقي جعل من مبدأ التوازن الاجتماعي في بناء الدولة ركن أساس من أركان مشروع بناء دولة المواطن ويسعى الى الوصول للسلطة لتحقيق ذلك الهدف الذي قدم من اجله قرابين وضحايا وشهداء أبرار عانقوا الحور العين وعيونهم تنظر الى العراق بحسرة وألم حيث لم يستطع السياسيين فهم هذا المبدأ او العمل به وتاهوا في غياهب الصراع السياسي من اجل السلطة لا من اجل بناء الدولة.
https://telegram.me/buratha