كاظم الموسوي
التواصل مع الأمة ومن متبنيات المجلس الأعلى الإسلامي العراقي التواصل مع الأمة وخصوصاً شرائح المجتمع المختلفة التي تشكل النسيج العراقي الملون، ويعتبر مبدأ التواصل مع الأمة واحد من المبادئ التي لاقت اهتمام المرجع الكبير آية الله العظمى السيّد محسن الحكيم (قدس)، فقد كان المرجع الكبير يتميز عن بقيّة المراجع باهتمامه بالناس ومحاولة إيجاد قنوات تواصل معهم من خلال نشر لوكلائه في كلّ بقاع أرض العراق وخصوصاً المناطق الفقيرة وفتح مكتبات في كلّ أنحاء العراق.وورث هذا التوجه والمنهج منه أولاده عائلة آل الحكيم العلمائية فتأثيرهم على الناس وتعلق الناس بهم جعل النظام يشعر بالخطر مما دفعه لارتكاب جريمة نكراء بحق هذه العائلة الكريمة واعدم عدد كبير من رجالاتها وهم ممن يعدون جهابذة العلم المعرفة.وكان شهيد المحراب الخالد السيّد محمد باقر الحكيم في تواصل دائم مع الناس وقريب على همومهم ومشاكلهم وهو الذي ابتلى بتصديه للدفاع عن مظلومية الشعب العراقي، وقد كان ينظم برامج لزيارة العراقيين في المهجر والتواصل معهم وشرح أبعاد مشروعه التغيري لإسقاط النظام ورفع الحيف عن الشعب العراقي المظلوم، وكان له ملتقى ثقافي كلّ أربعاء يلتقي فيه شرائح مختلفة من الناس ويقدم لهم بحوثه القيمة في المجالات المختلفة المذهبية والأخلاقية والاجتماعية وقد ركز السيّد مُحمّد باقر الحكيم في نظريته في بناء الجماعة الصالحة على التواصل مع الجماهير وحدد مهمة تنظيمات المجلس الأعلى الإسلامي العراقي في حيزين، الأول تعبئة الأمة وهذا يعني التواصل معها، والثاني أمن الأمة لأنه كان يتوقع ان يتعرض العراق إلى هجمة مضادة كردة فعل من قبل أعداء التغيير.وقد واصل السيّد عبد العزيز الحكيم طريق الارتباط والتواصل مع الأمة وكان مكتبه ببغداد يعج بالوفود ذهاباً وإياباً على مدار اليوم، وكان في الفترة الأخيرة ينظم برامج لزيارة المحافظات العراقية والاطلاع على واقع الناس عن قرب رغم المخاطر الكبيرة التي كانت تواجه حركته وخصوصاً في فترة الانتخابات وبالأخص عامي (2009-2006)، ولم تثنهِ عن لقاء الجماهير هجمة الإرهاب الشرسة وإعلانها استهدافها له للحدّ من حركته.وبعد رحيل عبد العزيز الحكيم (رض) أحيا سماحة السيّد عمّار الحكيم هذه السنة وأعاد الحياة للملتقى الثقافي في كلّ أربعاء وهو المنبر الذي يعتبر من أفضل أدوات التواصل المباشر وغير المباشر وكذلك زياراته المكررة إلى محافظات العراق واقضيتها ونواحيها.إنّ الصفة الأبرز في شخصيّة السيّد عمّار الحكيم هي المقبولية والمحبّة في قلوب العراقيين على مختلف توجهاتهم وقومياتهم ومذاهبهم، العالي في التعبير عن مشاعر الناس وأحاسيسهم وهمومهم وقد ثبتت قضية الاهتمام بهموم المواطن في أدبيات كوادر المجلس الأعلى وحثهم للعمل على انتشار في المناطق من اجل تقديم الخدمة للناس وكلاً من موقعه وإمكانيته على المشاركة في خدمة المواطن فسمى كتلته النيابية كتلة المواطن، وركز في مشروعه السياسي على الوطن والمواطن فأصبح التواصل قانون ثابت من قوانين متبنيات المجلس الأعلى الإسلامي العراقي.إنّ مبدأ التواصل مع الأمة وتوعيتها على مواجهة التحديات والمشاركة الفعليّة في ميادين السياسة وبالخصوص المشاركة الفاعلة في الانتخابات والحفاظ على منجزات العمليّة السياسيّة وهي من الصفات التي تميزت بها قيادة وتنظيمات المجلس الأعلى الإسلامي العراقي.
https://telegram.me/buratha