صلاح شمشير البدري
العراق الجديد والتغيير الذي حصل فيه كان من اجل انصاف من ظلموا ،وهذا هو المتعارف عليه لاعطاء كل ذي حق حقه ،وحتى هذا الحق ان تم تطبيقه بكافة المعايير القانونية والانسانية تكاد تكون مختلة التوازن في كثير من الامور ،لان القانون اذا انصف باعادة حق مسلوب وبنسب متفاوتة تكون احيانا قد مضى عليها الزمن وبشق الانفس ،ولكن ان كان الظلم قد تجاوز كل الاعراف والشرائع بازهاق ارواح الآلاف من الشباب وسلب الممتلكات ومصادرة كل شيء واسقاط الاوراق الثبوتية للمواطن العراقي ،وكل ذلك حدث ونفذت قرارات مجلس قيادة الثورة في ليلة وضحاها،وبعد اكثرمن ثلاث عقود مازال المواطن العراقي الكوردي الفيلي واقفا امام محاكم منازعات الملكية ليثبت انه صاحب الحق وامام دوائر النفوس ليثبت انه عراقي ويتعرض للاهانات ومراجعات تستمر لاشهر ،بينما كان على الحكومة ان تعيد لاصحاب الاملاك حقوقهم بقرارات سريعة التنفيذ ،ومن تنعمو باملاكهم يقفوا امام هيئة منازعات الملكية ويذوقو بعض ماذاق الفيليين من عذابات السنين القاسية ،ويبدو ان الحكومة الجديدة كانت حريصة على الساكنيين اكثر من حرصها على من سلبت حقوقهم رغما عنهم ،وبالرغم من صدور قرار اجمعت عليه الرئاسات الثلاثة القضائيةوالبرلمان ومجلس الوزراء وصدور عشرات الكتب ،الا انها على ارض الواقع كأن شيئا لم يكن ،فالكورد الفيليين اليوم وبعد عشرات السنيين من المآسي كأنهم اغراب عن وطنهم ،الذي خدموه وقدموله من التضحيات من ارواح شبابهم قرابين ومن حياتهم التي ضاعت خارج اسوار الوطن وذاقوا المر والهوان ،واليوم اصحاب القرار يستكثرون عليهم ان يكون لهم دور في العراق الجديد وان يشركوهم في العملية السياسية ،وكأنما كتب عليهم التضحية ولاشيء غير ذلك ،كل احزاب السلطة كان للكورد الفيليين الدور الساند لهم ،ويبدو انها اليوم تريد ان تنسى او تتناسى فاصبحو خارج حسابات القسمة بين الاحزاب العلمانية والقومية والاسلامية كونهم انقسمو بين هذه الاحزاب وضاعت حقوقهم معهم بين القومية والمذهب وكل حزب بما لديهم فرحون ،والخطأ الذي وقع فيه الفيليون انهم لم يأسسوا كيانا خاصا بهم بل وضعو ثقتهم بتلك الاحزاب فضيعو احلامهم وطموحاتهم فارادوهم تابعين لاغير ،واصوات انتخابية ضائعة بين القوائم ثم ليكيلو لهم الاتهامات بالتشتت وبوضعهم في قوالب يصعب عليهم الخروج منها لمسألة بسيطة ان الكورد الفيليين امناء واصحاب مبدأ ويشعرون بالخيانة وعدم الوفاء اذاغيرو نهجهم ،وهذا النكران الذات والتفاني في الاخلاص غير متوفر في الاشخاص الاخرين ،لكن مع الاسف ترجم بالضعف والخضوع ،وانهم ليس بمقدورهم ان يكون كيانا مستقلا لاختلافهم فيما بينهم ،ويقبلون ان يكونو مرؤسين من الغير ولكن عندما تتعلق المسألة ان يكون احدهم صاحب فكرة الاستقلال وتكوين كيان تتعالى الاصوات والتناحرات والانقلابات وتتوالد الاحزاب والمنظمات لكن دون اي جدوى،وهذا مايريده اصحاب القرار البقاء في دوامة ،بينما نلاحظ الكثيرين ينادون بحقوق الكورد الفيليين وبالمظلومية لكن عندما يجد الجد ،فانهم خارج قوس وعليهم ان ينصتوا فامامهم واجبات كثيرة ولاشيء غير ذلك، وعليهم ان يعوا مايجري والا سيكونون خارج قوس الى ان يقضي الله امرا كان مفعولا
https://telegram.me/buratha