سليمان الخفاجي
بغض النظر عن التحالف الاصيل والمتجذر بين الاكراد والشيعة وتشابههما في كثير من الامال والحقوق والظلم من الحكومات والانظمة المختلفة على مدى تاريخ العراق الحديث وبعيدا عن لغة الدبلوماسية والحوارات والخطابات الاعلامية وحرب التراشق بين اقليم كردستان والحكومة المركزية والخلاف بين رئيس الاقليم مسعود البارزاني ورئيس الحكومة نوري المالكي نجد هنالك لغة اعتدال ومسؤولية لقطبين من اهم اقطاب السياسة العراقية وتجربتها الوليدة ان لم يكونا محوريها وضمانتها الحقيقية او حجر الزاوية ان صح التعبير الا وهما رئيس الجمهورية مام جلال طالباني ورئيس المجلس الاعلى الاسلامي السيد عمار الحكيم وعلى الرغم من الايحاءات بتراجع دورهما والتخلي عن مراكزهما الاولى في القرار السياسي سواء القرار الشيعي او القرار الكردي بتنامي دور البارزاني وقوى كردية جديدة في كردستان وتضخم دور حزب الدعوة ودولة القانون والتيار الصدري وقوى شيعية اخرى مما انعكس على سياسة العراق وعمليته السياسية ومستقبل العلاقة بين الحليفين الاساسيين فيها، الا ان بقاء الحكيم ومام جلال وما لهما من دور كبير ومحوري وأستثنائي في محاربة الدكتاتورية، والتضحيات التي قدمها تياريهما السياسيين في مواجهة البعث المقبور وتحرير العراق من سطوته وفترته المظلمة ومن ثم تصديهما لعملية البناء وتثبيت الحقوق وارساء دعائم الديمقراطية والتعددية وصياغة الدستور ونظام الدولة ومعالمها ومؤسساتها جعل منهما ضمانة حقيقية لا للتحالف العتيد فحسب بل لبقاء العملية السياسية واستمرارها ونجاحها لما يمثلانه من خطاب اعتدال ورؤية واضحة وواقعية في الطرح والحكمة في التعامل مع الازمات ومواجهة التحديات على طول الخط ، والتصريحات الاخيرة لمام جلال ازاء تحركات رئيس الاقليم اظهرت كم هو كبير هذا الطالباني وما رافقه من تحركات وحوارات وتوجهات ولقاءات لعمار الحكيم اتثبت ثقل ومحورية هذا الحكيم الجديد وعدم الخوف من الفقاعات الطارئة والاجواء المتشنجة الطافية على السطح والاتهامات المتبادلة بين دولة القانون من جهة والعراقية والبارزاني من جهة اخرى، وسياسة التهويل والتخوين والشتائم والقذف، فأثبت مام جلال والحكيم ان هذه الساسة لاتبني بلد ولا تعمر دولة ولا تديم علاقات او تحالفات وان العراق اكبر من الجميع والحرص عليه وعلى ما تحقق لحد الان هو المطلوب والاستمرار يجب ان يكون بالحوار الصادق والتعالي عن الصغائر والتسامي عن التفاهات والامور الجانبية والثانوية ويجب الالتفات الى الامور الاساسية وثوابت ومصالح الشعب العراقي وما يأمله من حياة سعيدة ومستقبل زاهر ولا ياتي ذلك الا من خلال تعاون الجميع وتنازل الحميع وجلوس الجميع على طاولة واحدة والحوار وجها لوجه دون اللجوء الى اساليب اخرى بعيدة عن ارادة الشعب وتطلعاته وامانيه بحيث تبعد القريب وتزيد البعيد بعدا وهذا ما تبناه كل من مام جلال والحكيم لينفردا عن الجميع واكاد اجزم بان الجميع سيلتقي عندهما اخيرا بعد ان يعجزوا من ايجاد البديل او ايجاد حل فالحل عند هؤلاء القوم يا من تختلفون عودوا الى مام جلال والى الحكيم فلقد اثبتا كم هما كبيران وكم تصاغرتم بابتعادكم عنهما وتركهما وليثبتوا بانهما ضمانة حقيقية وصمان امان مهما كبرت المشاكل وتعقدت الحلول وتشابكت الاراء فعندهم الخبر اليقين والترياق المجرب والعلاج الناجع فلا تكابروا .. .
https://telegram.me/buratha