اوعاد الدسوقي كاتبة و إ علامية
نيران تشتعل , و وطن يحتضر تحت وطأة احذية المتصارعين , تخبط في القرارات , صدام بين الشعب من أجل تأيد أشخاص , دراويش يتحدثون بما لا يفهمون , نواب يكذبون , شخصيات تنافق ! هوس إعلامي, لا احد يتحدث الا بدافع الشهرة ولا احد يعمل الا بدافع الرغبة في السلطة . مأساة حقيقية تعيشها مصر , بدأت فصولها بكلمة ((نعم)) للتعديلات الدستورية , تلك التعديلات التي رأت فيها بعض التيارات فرصة للسطو علي السلطة التشريعية والتنفيذية قبل ان تنتبه الأحزاب الأخري وتقوي شوكة شباب الثورة علي المنافسة .
بحت أصواتنا في الندوات والمؤتمرات واللقاءات ونحن نناشد المواطنين ان (لا ) او ( نعم ) للتعديلات الدستورية ليس لها علاقة بالدين ولا بالهوية الإسلامية للدولة , ولكن كلمة (لا ) فقط ستمكننا من بناء مصر علي اسس سليمة وضربنا لهم مثال (( هدم بيت فما هو الأفضل ان يتم ازالة كل الأنقاض و بنائه من جديد علي اسس متينة وقوية ام يتم البناء علي نفس الأنقاض والأساس القديم )) ولكن للأسف لم يسمعنا احد , وظنت تلك التيارات انها إنتصرت و استمتعت بغنائم غزوة الصناديق المتمثلة في السيطرة علي المجالس التشريعية. ولكن الحقيقة انهم اردوا حفر حفرة للشعب بتلك التعديلات فسقطوا هم فيها بفضل المادة 28 و 60 من هذا الإعلان والأن يملأون الدنيا صخب وضجيج يرغبون في تغيرها!!
وبعد مرور عام علي تلك الغزوة نسأل شيوخ الفضائيات ماذا فعلتم سوي تشتيت وتغيب عقول اتباعكم وتضليلهم ؟ ماذا فعلت ( نعم ) للتعديلات الدستورية؟ سوي مزيداً من افساد المشهد السياسي وزيادة مدة المرحلة الإنتقالية و انتهاك حرمة الوطن . هل حققت التعديلات الدستورية الاستقرار كم زعمتم ا؟ هل ساهمت التعديلات في حل الازمات وتوضيح الرؤي وتحديد المسؤوليات والأدوار و الصلاحيات ؟
لسنا بصدد البكاء علي اللبن المسكون ولكن لنذكر المصريين _فالذكري تنفع المؤمنين _ انه قد تم التغرير بهم في غزوة الصناديق تحت ستار الدين وجنة (( نعم )) و نار ((لا )) , ولنذكرهم كيف عندما غيبت العقول وتحكمت العواطف في الإختيار وصلنا الي مرحلة صعبة وشديدة الخطورة وعدنا الي ما كنا علية ايام مبارك بل أسوأ . الأطماع والمصالح و الأجندات الخاصة هي التي تتحكم في كل القوي الموجودة علي الساحة ولا فرق في ذلك بين إسلاميين و ليبراليين فقد اصيبوا جميعا! بمرض الغرور و الركض خلف البرامج والظهور علي الشاشات ,الليبراليين يحذرون من دولة الإرهاب في حال استيلاء الإسلامين علي المؤسسات التنفيذية والتشريعية ورئاسة الدولة , والإسلاميين يكفرون المجتمع ويتهمون الكل في إسلامهم وكأن هم فقط المسلمين ,انشغل اعضاء البرلمان في تفصيل قوانين تصب في مصلحة جماعتهم عندما استشعروا الخطر علي كراسيهم وبرلمانهم. ولم ينشغل اي منهم بهموم رجل الشارع البسيط الذي انتخبهم ظناً انهم يحملون الخير لمصر!
مصر بحاجة الي من يحفظها لا الي من يتصارع عليها , والشعب لا يريد من يهتف باسمة ولكن يريد من يعمل لأجله وينتشله من الازمات التي يغرق فيها , والثورة لا تحتاج الي شعارات ولا افاقين ولا من يستغلها الثورة تحتاج من يحميها لوجه الله تعالي وحباً في الوطن .
https://telegram.me/buratha