المقالات

لماذا أربيل؟؟؟

639 04:30:00 2012-04-17

خضير العواد

كل المحافظات العراقية من زاخو الى الفاو في القلب وتمتلك منزلة واحدة من المعزة والأحترام لأنها تحت إطار إسمه العراق وهذا يكفي , ولكن منذ التغير عام 2003 وحتى هذا اليوم نلاحظ بعض الكتل السياسية تريد فرض مدينة معينة على بقيت مدن العراق وتريد من هذه المدينة أن تكون واجهة للعراق داخلياً وخارجياً, فإذا رغب العراق أن يحتوي مؤتمراً ما تعالت الأصوات من هذه المجاميع ليعقد في أربيل كما حدث مع مؤتمرالقمة العربية , وإذا رغب العراقيون الإجتماع لحل مشاكلهم تعالت الأصوات لا نحضر المؤتمر إلا إذا كان في أربيل , لماذا أربيل ؟؟ فقط وليس دهوك أو السليمانية أو الأنبار أو كربلاء أو البصرة فجميعها محافظات العراق, في بداية التغير كانت الأحوال الأمنية سيئة وان العذر بسبب الحالة الأمنية ولكن ما العذر اليوم ومحافظات العراق جميعها متساوية من ناحية الأمان , ولكن هناك دوافع وغايات وأهداف وراء هذا الإصرار , تبعاً للحديث الشريف الذي يقول إحمل أخاك على سبعين محمل لهذا فإننا لا نتطرق لهذه الأسباب في هذا المقال , ولكن نذكر فقط النتائج السلبية لهذا الإصرار على إختيار أربيل لكل مهم يدور بأسم العراق إن كان محلياً أو دولياً , يعيش العراق مرحلة خطرة للغاية وقد تؤدي به الى فقدان كل المكتسبات التي حصل عليه بعد تغير النظام البائد , لهذا يجب أن يحتاط السياسيون من أي تحرك له إفرازات سلبية على الساحة العراقية وأن تكون همتهم تتركز في المصلحة العليا للعراق كبلد يحتوي الجميع بكل طوائفه وقومياته , فالتركيز على محافظة واحد يجعل هناك الكثير من التساءلات؟ إن كانت من قبل بقيت المحافظات , فجميع المحافظات من حقها أن تطرح نفسها لتحتوي هذه الأحداث وهي أهلٌ لذلك , بالإضافة الى الجانب القومي فأن العرب يحق لهم أن يقولوا لما لا تكون في المحافظات العربية ونحن الأغلبية والعراق تعصف به الدوافع المختلفة بسبب خلفية أعداءه الذين يتربصون به من كل جانب لكي يفشلوا كل نجاحاته , بالإضافة للتساءلات المذهبية والذين يلعبون على أوتار الطائفية ما أكثرهم , ولكن لتفادي كل هذه التساءلات ولغلق الأبواب لكل من يريد التربص بالعراق وأهله الشر , هناك محافظة واحدة لها مؤهلات وأحقية قانونية وعرفية لأحتواء كل الأحداث المهمة والخطرة التي تحدق بالعراق إن كانت خارجية أو داخلية , وهذه المحافظة تحتوي على جميع طوائف العراق وقومياته ومؤسساته ولايحق لأي مجموعة أن تقول هذه المحافظة لي أو تابعة لمجموعتي , فهي الحظن الوحيد الذي يحتوي جميع العراقيين بحنان متساوي والجميع يشعر بأن هذه المحافظة تعود إليه وملكه ولا يحس بغربة فيها إنها العاصمة بغداد, بغداد التاريخ والعلم والسلام هذه المدينة التي قادت العالم لأكثر من 500 سنة وهي عاصمة العراق منذ أن كان القوة العظمى الوحيدة في العالم الى اليوم , فلماذا نجافيها ونهملها ونستصغر إسمها ولا نحاول أن نرجع هيبتها وقوتها وكبريائها , وهل للعراق مكانة في العالم بدون بغداد وهل لأي دولة في العالم إحترام أو تقدير وعاصمتها هزيلة ضعيفة أبناءها لا يقدرونها ولا يحترمونها , ألم يحن الوقت الأن لكي نعيد العراق الى الساحة الدولية والعربية من خلال إرجاع أهمية بغداد ومكانتها , فهذه المرحلة الحرجة التي يمر بها العراق والعراقيون يتطلب لها مركز وقاعدة تنطلق منها جميع المشاريع كما هو القلب للإنسان فهو مصدر الحياة لكل عضو فيه فهكذا بغداد للعراق , لهذا يجب على كل العراقيين أن يتجهوا ألى بغداد من جديد ويجعلوها محل الثقة والأمان والسلام للجميع لكي يعود العراق لسابق عهده , وهذا المطلب هدف الجميع إلا الذي في قلبه أهداف وغايات يراد منها إضعاف العراق وجعله يسبح في الدماء والتخلف , وإذا تعدى العراق المرحلة وعبر الى بر الأمان وتلاشت جميع المؤامرات التي تريد تدميره وتحطيمه وأصبح البلد مستقر من جميع النواحي السياسية والإقتصادية عندها يمكن لنا أن نختار ما نشاء من مدن العراق لأن الجميع قد وعى وعرف ما له وما عليه ولا نخشى من مؤمرات الأعداء الذين يختبئون تحت مختلف الأقنعة والأساليب والأعذار , أما اليوم فالجميع يجب أن يدعم قلب العراق أمنياً وسياسياً وأقتصادياً والشعب العراقي وفي المقدمة سياسيه مطالبون بإرجاع هيبة وعظمة بغداد من جديد قبل أن نطالب الأخرين من عرب أو أجانب أليس البلد بلدنا والأرض أرضنا فحريٌ بنا أن نقوم بالمهمة ونوقف بغداد من جديد على رجليها , لا نحاول إهمالها أو إضعافها لأن هذه الوسائل أشد من الأرهاب , فألإرهاب يريد تحطيم بغداد بالقتل والتدمير والذي يهمل بغداد يريد تدميرها إعلامياً وهذه من أسوء الوسائل اليوم لفاعليتها وتأثيرها في حياة الناس , وبغداد لاتعود لحكومة معينة أو شخصية ما بل بغداد رمز العراق وشموخه فقوة هذا الرمز يعني قوة العراق .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك