حسين جميل الركابي
اذا كانت (( السياسية صناعة وفن)) و((الإدارة لِعبة فكرية)), فان(( القيادة فن إبداعي)) يتطلب طاقة إنسانية هائلة,تضاف الى السمات المعرفية والاجتماعية والانفعالية والشكلية التي تلعب دورا أساسيا في عملية الإبداع القيادي,وهذا الإبداع لايكون بمنأى عن التخطيط والتفكير المبرمج بعمق وفق آليات المنهج العلمي ,لتطوير وتنمية الاتباع حسب التنوع والتفاوت في القدرات الفردية, مما يساهم في دفع عجلة الروح المعنوية(morale )التي ترتفع وتنخفض تبعا لنوع القيادة وأساليبها الإبداعية,في التنويع,والتجديد,والمرونة في الوسائل ورسم الأهداف,وهذا مافعله السيد عمار الحكيم عندما تسلم قيادة المجلس الأعلى الإسلامي العراقي, والذي بذل جهدا كبيرا ومميزا لإعادة الروح المعنوية لتيار شهيد المحراب,ولهذا كانت معنويات الجماعة متوقفة الى حد كبير على القائد, والمتتبع يلاحظ بسهولة في إصرار السيد عمار الحكيم على تسليط الضوء على محددات الروح المعنوية والتي يمكن اجمالها 1-الدافع (عقائدي)2-المعرفة3-العاطفة4-ايجابية الأهدافوقد أضاف للمجلس الأعلى الإسلامي قوة ونشاط وحيوية القائد الشاب الواعي الذي يمتلك ثقافة إسلامية عالية الفهم والإدراك والاستيعاب والاحترام لجميع الخصوصيات, ولجميع المعتقداتوالأفكار والتقاليد التي تكون المجتمع سياسيا.والسبب يعود إلى ان السيد عمار الحكيم هو (حكيم التفكير) لانه يعمل بوحي القيم الإسلامية التي تؤمن بقيمة الفرد وإنسانيته,والقائد حينما يؤمن بقضية عادلة,ويكدح جاهدا لاجل انتصارها فلابد له من ممارسة حقيقية في الاداء والسلوك يعبر بهما عن محتوى وماهية الثقافة التي يحملها, ومدى التصاقه بتلك الثقافة, ولا يخفى على الملاحظ الخبير ان السيد عمار الحكيم هو من خاصة تلاميذ شهيد المحراب وأقربهم إليه بروحه وعقليته,وظل وفيا لروح أستاذه حريصا على تطبيق مبادئه وتعاليمه,فلم تفته فرصة إلا وانتهزها للحديث عن سيرة وفكر شهيد المحراب,أضف إلى ذلك فقد تمرس واستلهم من عزيز العراق حنكته السياسية,واخصه في العطاء, موظفا إمكانياته في فن الخطابة لإشاعة معالم الإسلام العظيم,مع قدرة تامة في كسب وثقة وولاء وحب أولئك الذين أصبحوا أتباعه, والسيد عمار الحكيم لايركز ولا يهتم في خلق ولاء اتباعه لشخصه,وإنما يصب كل همه ان ينتصر للقيم التي يؤمن بها كمنهاج حياة,وهذا ماكان يفعله شهيد المحراب بالضبط!! فتراه يصغي ويستمع لكل نقد بناء,او اعتراض وجيه, ويؤمن باحترام وجهة غيره وخبرة ذوي الخبرة.هذا على العكس تماما من (القائد الاوتقراطي) الذي يبني أمجادا شخصية, والذي لايقيم وزنا لأتباعه,ويبني حول نفسه حالة من القدسية والعظمة,وتوحي له تخيلاته ان إرادته فوق كل ارادة,ولا يدخل ضمن دائرة النقد والاعتراض..ولهذ فان السيد عمار الحكيم لم يحسن القيادة فحسب بل زاد عليها صعودا نحو سلم الإبداع القيادي, وبما ان الناس يرغبون في ممارسة القيادة في الأوضاع التي تكون فيها المعنويات مرتفعة,واما السيد عمار الحكيم فدفع بعجلة المعنويات من الإحباط والتشاؤم نتيجة نتائج الانتخابات في مجالس المحافظات ومجلس النواب,الى مستوى القدرة لفعالية الجماعة ووحدتها وتماسكها وتضامنها من اجل تحقيق الهدف الأروع والأسمى وهو ((بناء دولة الوطن والمواطن)),وواصل السيد عمار الحكيم السير بخطى ثابتة رغم كل التحديات والصعوبات التي ينهار أمامها رجال ورجال,فنراه يتحرك شمالا وجنوبا ,شرقا وغربا,يرسم الأهداف,ويشرك الآخرين في الرأي,مقرونا بالتشجيع والاحترام,والاهم من كل هذا فان السيد عمار الحكيم كان بارعا في إشعار كل فرد في التيار انه ذو أهمية,وان رأيه يعتد به,وانه ليس كمية مهملة!,لأننا جزء من كل,وان واجب الجزء ان يعمل لاجل الكل,والكل الذي ننتمي اليه هو الإنسانية,هو العراق..
https://telegram.me/buratha