المقالات

عذرا ..شهدؤانا الكورد الفيليين

598 08:27:00 2012-04-11

الكاتب /صلاح شمشير البدري

جرت التقاليد لدينا كمسلمين ان نقوم باجراءات اكرام الموتى وهو دفنهم في مقبرة وادي السلام في النجف الاشرف وتسبقه مراسيم خاصة في تشييع الموتى وسط تجمع الاهل والاقرباء ،ثم بعد ذلك اقامة مأتم للرجال والنساء يستمر ثلاثة ايام وتستمر زيارات الاقرباء للتخفيف عن اهل الفقيد ومواساتهم ثم اقامة اربعينية ،ثم اقامة سنوية تجدد فيه الحزن على من فقدناهم،وهذا هو المتعارف عليه،كل ماذكرناه هو امر طبيعي توراثنه من ديننا الحنيف ولاغرابة في الامر ،ولكن الغريب بل الذي لم يحدث ولااتمنى ان يحدث لبني البشر، هو ماجرى للكورد الفيليين على يد اعتى نظام دكتاتوري عرفته البشرية،في ليلة وضحاها وبدون سابق انذار ،ولالجريمة تذكر،سوى انهم عراقييون كورد مسلمين وشيعة ،وساهمو بشكل فعال في اقتصاد العراق هذه جريمتهم،التي نالو فيها عقابهم ان يهجرو وتصادر اموالهم ويرمون بهم على الحدود العراقية الايرانية رجالا ونساء واطفال ومسنين دون شفقة او رحمة وبعض كبار السن والاطفال لاقو حتفهم في تلك الظروف الصعبة ،ولم يكفي الجلادون ذلك فقام بعزل الابناء ممن لم يتجاوزو الخمسة عشر ربيعا مع بقية الشباب ،ليزج بهم في دهاليزه المظلمة ،اكثر من ستة عشر الف من شباب الكورد الفيليين العراقيين،اختفوا بين سجون ابو غريب ونقرة السلمان ،تم اعدامهم بوحشية بتجربة الاسلحة الكيماوية عليهم التي استخدمت فيمابعد بحق اهلنا الكورد في حلبجة ،اختفى شبابنا كأنهم لم يكونو واختفت اجسادهم ،وبقيت حسرة الفراق ترافق عوائلهم الذين حرمو من شاهد على قبور ابناءهم يستذكرو فيه لحظات الفراق التي حرمو منها رغم مرور تسع سنوات على سقوط الصنم ،ووجود مؤسسة للشهداء ومنظمات وهيئات اكتشفت الكثير من المقابر الجماعية خلفها ذلك النظام المقبور ،ولكن للاسف لم يعثر على رفاة شباب الكورد الفيليين ،احدى الامهات التي وافها الاجل بعد طول الانتظار قالت قبل رحيلها عن الدنيا ..لقد كنا نسمع ان الموتى اخبارنا وقد طردونا من منازلنا وسكنها ارباب الجلادون ،وهل سيكون له قبر فاشم ترابه ،ولكن عزاءوها انها لحقت به بعدفراق ثلاثون عاما،فعذرا شهداؤنا قد رحلتم وسط عذاباتكم وانينكم وفرقو الاهل عنكم وسلبو دياركم مع وجود مجلس الامن والامم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمات حقوق الانسان التي يبدو انها كانت في سبات مدفوع الثمن،وعذرا شهداؤنا فالحكومة الحالية واحزاب السلطة لديها امور اهم منكم انتم في عليين عند رب كريم ،وهم بتقسيم الكعكة منهمكون ،فعذرا شهداؤنا انتم ذقتم المرار لكي يذوقو اليوم حلاوة الكعكة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك