المقالات

ثقافة الحوار الخاطئة

626 06:29:00 2012-04-08

ماري محمد

لم يألف مجتمعنا العراقي الحوار كطريقة من طرق التعاطي مع مشكلات الحياة، سواء كانت مشكلات سياسيّة أو اجتماعيّة أو اقتصاديّة ولعلّ السبب واضح ويكمن حصراً في التعايش الطويل مع النمط الديكتاتوري الذي لا يسمح بأي لون من ألوان الحوار لأنه وببساطة يمنع أيّ تعبير عن الرأي والمعتقد وبالتالي الاختلاف من وجهات النظر والفرو قات بين القوى الاجتماعيّة والسياسيّة والمكونات الدينية. فلما بزغت شمس الحرية وظهرت التناقضات والاختلافات والذي كان السبيل الوحيد لحلها هو أعمال القوة وإقصاء الآخر وصار لابُدّ من البحث عن بدائل لما كان قائم وموجود كسلوك اعتاده الناس وألفه لفترة طويلة حتّى صار البعض لا يأنس بالواقع الجديد ويراه غير موفق بينما يصر البعض الآخر على ضرورة العودة إلى الوراء وإلغاء الوضع الجديد بما فيه من تعددية، إذ انه لم يألف سوء سماع صوت القائد الضرورة الذي إذا نطق نطق العراق، بل لعلّه ينطق نيابة عن الأمة العربية ويتصرف كذلك نيابة عنها ويشن الحروب ويلغي الاتفاقات حتّى دون أن يكلف نفسه عناء حساب النتائج. الأمر الذي ركز من الوعي والوجدان عن كثير من العراقيين هذا النمط السلوكي الذي يميل نحو العنف كسبيل وحيد لحل المشاكل وتجاوز العقبات وعليه عدم القدرة على تبني حياد الحوار للوصول إلى قواسم مشتركة بين الفر قاء السياسيين شركاء الوطن الواحد والمصالح المشتركة، وعليه فأن أول ما يقفز إلى الذهن هو حاجة العراق إلى نشر الثقافة واعتبارها بديلاً وحيداً للثقافة الموروثة والسائدة وهذا بدوره يحتاج إلى زمن طويل وإعادة بناء للوعي وتركيز الإحساس بفائدة الحوار وتوفير ما هو ضروري من دقة ملاحظة من الوعي الشعبي من فوائد الحوار التي تحتاج بدءاً بعين باصرة تلاحظ غير الملاحظ وتكتشف الملامح غير البارزة لظاهرة . ولعلّ المؤتمر الوطني القادم سيكون امتحاناً صعب للقادة السياسيين والذين يمسكون بزمام الأمور حين يثبتون كيف أنّ الحوار هو السبيل الأمثل لعبور العراق للمنعطفات التاريخية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك