غياث عبد الحميد
صنع الازمات واحدة من استراتيجيات القوى الكبرى ، التي بفضلها تتحدد الجغرافية السياسية وما يستنسل منها من تحديدات لملامح جيوسياسية اخرى . ازعم ان المكوّن الشيعي نأى بنفسه عن كل اشكال المؤامرة ، وحرص منذ البدء على التعامل مع الواقع العراقي من البوابة الطبيعية المتمثلة بالتعدد الديني والعرقي والطائفي ، لذلك نسمح لانفسنا ان نقول ان اغلب الشيعة يتواءمون مع المثُل ( ديننا عين سياستنا وسياستنا عين ديننا) ، اما من يسعى للانفلات من مدارات هذه الثوابت فقد اختار لنفسه شأناً اخر ، بعيدا عن عقيدته ، وعليه ان يقي نفسه من شواظ الاخرين الذين آمنوا بنظرية المؤامرة والخلاف ايمانا مطلقا ، بل انهم لم يأنفوا من التشدق بها والتأسي باسيادها من العربان والاعاجم . المكونات السياسية العراقية .. صنفان... صنف .. يتحكم بالناصية وفي ذات الوقت يعارضها ويتآمر عليها ، والصنف الاخر يراقب ويحدد مواقفه بناء على ما تؤول اليه الامور اما حكما او خصما وحكما واما مطلقا نسبيا ترجع اليه امور المتخاصمين فيما لو غلّقت عليهم ابواب الحل . هذه الجدلية تتمحور حول الديالكتيك العراقي الذي لاينتهي وربما حين نطلق عليه هذه التسمية الاصطلاحية فقدنا العلمية في التناولات الفكرية ، والاجدر ان نصفه بمماحكة الميكافليين التي قد تنطبق على الغالبية من الفرقاء السياسيين الذين اسسوا اقطاعيات سياسية وليست احزابا كما يدعون يثرون ماليا منها ليتحكموا بمصائر الناس طبقا لفلسفة ابي سفيان حين اشار الى قوافله التجارية التي سلمت من هجوم المسلمين في معركة بدر وقال قوتنا في تلك القوافل ، هذه النظرة البدائية لاتتسق مع المفاهيم الحديثة في الحكم فهناك قوة عظمى اسمها الله وتليها اخرى اسمها الشعب فويل من تلك القوتين العظيمتين
https://telegram.me/buratha