خميس البدر
لا يختلف اثنان على مقام ودور وريادة مفجر الثورة الإسلامية في العراق وشهيده الخالد آية الله العظمى السيّد محمّد باقر الصدر (قدس سره الشريف)، وما يمثله من رصيد ونبع صافي ينهل منه ويلتقي عنده الجميع وبدون مبالغة إذا ما قلنا بأن الإمام الصدر مثل الثقل الأكبر أثناء حياته وبعد استشهاده في مواجهة الدكتاتور المقبور ونظام البعث الكافر طيلة سنوات حكمة وتسلطه على العراق، و شكل العامل الرئيسي في إسقاطه في التاسع من نيسان سنة 2003، وهو اليوم الذي ارتكب فيه النظام الفاشي حماقة وجريمة قتله وأخته العلوية بنت الهدى رضوان الله عليهما ولما كان الشهيد يمثل هذا الثقل وكل هذا الإرث الذي يعتز به الجميع ويحاول ان ينتسب إليه وهو شرف وفخار فلابُدّ لنا ان نسلط الضوء أو نحاول أن نقترب من تلك الفترة ومن يراه الإمام كنفسه او يمثله و كيف عاش مع المرجعية العليا وزعيم الطائفة آية الله العظمى السيد محسن الحكيم (قد سره الشريف) وبوصفه احد أركان تلك المرجعيّة ومنظومتها فطيلة حياة الشهيد الصدر وتحركاته السياسيّة ودوره الريادي لم يخرج عن رأي أو توجه أو نهج الإمام الحكيم وكان يعمل في ذلك الإطار الواسع والعالم الرحب والذي وفر له أجواء العمل المناسب وحرية الحركة رغم الهمز واللمز وتصيد الكثيرين في الماء العكر ومحاولة خلق أجواء ضبابية ورسم صورة غير حقيقيّة عن طبيعة تلك العلاقة، وتعامل الإمام الحكيم مع شهيدنا الخالد فأقل ما يقال بأن السيرة العطرة والنهج المحمدي والطريقة العلوية والتي كان يتخذها الإمام الحكيم تجاهه كان نتاجها هذا التواصل والترابط بين الإمام الصدر وأبناء آل الحكيم وبدون استثناء وان كانت ظاهرة وعلامة فارقة مع شهيد المحراب السيّد محمّد باقر والسيّد عبد العزيز الحكيم رضوان الله عليهما أبناء الإمام الحكيم والذين كانت لهما أدوار مشرفة مع شهيدهم الصدر، ولست أتحدث عن مغامرات أو روايات من نسج الخيال بقدر ما تجسدت بمواقفهما فكل ما أراده الصدر تم على يديهما فتحقيق آماله تطلعاته وما دعى إليه، فالصدر الذي شهد لشهيد المحراب بوصفه عضده المفدى بقت كلماته خالدة مع آل الحكيم وبقت الأمة وهمومها وجروحها والدفاع عن الحقوق وتجاهل أنصاف العلماء ومن في قلوبهم مرض، والصبر الجميل والتسامي ونكران الذات بقى الصدر حاضرا بآل الحكيم وعاش آل الحكيم يحملون ثأر اسمه الصدر لم يغب يوماً عنهم فعرفوا بقضيته وكشفوا اللثام عن أسرار ومتاهات معاناته ليرثوا تلك الآلام والمعاناة والقسوة والنكران والجحود والحسد والغيرة العمياء فبقى نجم الصدر لامعا وفكره مؤثرا ونهجه بينا بابنه البار وعضده المفدى ورفيق دربه شهيد المحراب وبقى آل الحكيم عنوان ابرز في فكر وتاريخ وجهاد وشهيد اسمه محمد باقر الصدر اسم ومسمى روح واحدة وان تقسمت وتجسدت في شخوص فسلام عليهم أجمعين سلام على تلك الروح يوم ولدت ويوم قتلت وقطعت ويوم رفعت ويوم تبعث حية بكل شخوصها بصدرها وحكيمها وسلام على قوافل الشهداء التي سارت على هذا النهج ودافعت عن الإسلام والعراق وفهمت ما أراد وما نادى به الحكيم وماذا مثل لهم الصدر.
https://telegram.me/buratha