حيدر عباس النداوي
مشعان الجبوري اسم مميز بكل ما هو خارج عن المألوف في عالم السياسة والإعلام لم تغيبه السنوات الماضية عن واجهة الأحداث التي يصنعها لنفسه او التي يجد نفسه مخيرا فيها لأنه من النماذج التي يسهل شرائها او امتطاء ظهرها دون عناء او جهد كبير".ومراجعة بسيطة للسيرة الذاتية لمشعان تقول انه مختلس ومرتشي ومحكوم عليه بالسجن الغيابي لمدة(15) سنة وبغرامة مالية ومطلوب من قبل الأنتربول مع مصادرة أمواله المنقولة وغير المنقولة".ومشعان مثل غيره من المختلسين والمجرمين خرج من العراق بكل إجلال وإكبار وتقدير".عمل إبتداءاًرئيساً لقناة الزوراء الماجنة الفاضحة البذيئة والتي تتوافق مع فكر وتوجه مشعان الجبوري لكن بعد فترة تحولت الزوراء من هز الوسط إلى مجاهدة ثائرة تتبنى الفكر الوهابي السلفي تمولها عصابات القاعدة ومنظمة الإرهابي حارث الضاري،ووجد مشعان في الأناشيد والدبكات فرصة للهز لكنّ بطريقة أخرى وهذا المهم بالنسبة له".انقلبت الزوراء على نفسها واختفى مشعان الجبوري فترة من الوقت عن الأنظار وعن ساحة المشاهير العرب وستار إرهاب، وعاد للظهور من جديد وهذه المرة بثوب وفكر وقناة جديدة ووجد في ملك ملوك العرب معمر القذافي فرصة لاستغلاله بعد انتخلى الجميع عنه فلم يبقى إلاّ معمر ومشعان والرأي وبس، رغم ان مشعان كان صريحاً هذه المرة واعترف انه تسلم هدية من القذافي وهي عبارة عن ملايين من الدولارات ولأنه كريم "أي مشعان"وصاحب مبادئ عالية فانه لا يرد الهدية ".وبعد أنّ انتهت صفحة القذافي في ليبيا وطويت صفحة الارهاب وانسحب الامريكان من العراق وأغلقت قناة الرأي أبوابها اخذ مشعان يفتش عن صيد جديد يبيع له شرف كلمته مقابل مبلغ من المال يكون قادراً فيه على مواصلة هوايته في الاعتداء والانحطاط والتسافل".ولان مشعان أفضل من يجيد بيع ضميره وكلمته وموقفه فانه يعرف أيضاً ان العالم العربي أفضل بيئة لازدهار بضاعته كونها بيئة مليئة بسماسرة المواقف المتقلبة ولم ينتظر مشعان كثيراً لأن العرض جاء هذه المرة من العراق ".
وما يميز صفقة بغداد هي أنّ مشعان الجبوري وجد من يشتري بضاعته الكاسدة بثمن وتنازلات كبيرة حيث وصل السعر إلى (15) مليون دولار وهو أغلى بكثير من سعر القذافي مع إسقاط التهم عنه وإعادة أمواله المسروقة وغير المسروقة في لمح البصر مقابل ان يقود مشعان قطعان الجحوش لمهاجمة الفدرالية وخاصة فدرالية صلاح الدين والنيل من الكرد من خلال فضائيته الجديدة "الشعب".إنّ تبرئة مشعان من التهم المنسوبة إليه وصمة عار في جبين القضاء وفي جبين المصالحة البعثية وفي جبين الذين يتمسكون بكرسي الحكم لأنهم تنازلوا عن حق ليس ملكا لهم بل هو ملك الشعب العراقي بأجمعه ".ان المفارقة العجيبة في الأمر ان الآلاف من الذين تضرروا من مشعان الجبوري ومن قناته الماجنة الزوراء بسبب فتاوى القتل والتهجير والتفخيخ والتفجير والتكفير لم يحصلوا على دينار واحد من الحكومة الوطنية بينما تم تعويض مشعان عن كل سنة سجن لم يقضها بمليون دولار ..والحمد لله ان مشعان لم يدخل السجن لان خزينة العراق بأجمعها سوف لن تكون كافيه لتعويضه عن سنوات سجنه".ان مشعان مومس لاتخجل من بيع عهرها بكل يسر وسهولة للباذلين والمانحين لكن العار كل العار للمنافقين والمزايدين على دماء ومعانات أبناء هذا الشعب وممن لديهم الاستعداد على معاشرة مومس من أمثال مشعان الجبوري".لن نستغرب بعد اليوم إذا تم تبرئة الهاشمي فالقضاء الذي برأ مشعان بإمكانه أنّ يجد السبيل إلى تبرئة الهاشمي، وان السلطة التي أعادة المطلك بعد ان شملته بالاجتثاث ليس بعيداً ان تعيد مشعان والدايني والجنابي والضاري وكل من تسبب بسفك الدم العراقي بحجة المصالحة الوطنية او بحجة قانون العفو العام ".
https://telegram.me/buratha