الكاتب والإعلامي قاسم العجرش
لم أستطع تخيل حال الزعماء العرب ساعة ألتقوا هنا في بغداد في قمتهم الأخيرة، فلقد فقدوا أحبة لهم من أمثالهم ،إذ رحل عدد" مهم" منهم رحيلا قسريا، ليس بأيادي أجنبية كما رحل صدام في العراق، ولكن شعوبهم دفعتهم الى الرحيل عنوة.. فبعضهم توجه الى مملكة الشر السعودية، ولكنه سيلاحق باللعنات ليعيش بقية عمره تحت رعب المثول في قفص الإتهام ولو على نقالة طبية، الأمر الذي لم ينفع "مبارك"!.. بعضهم الآخر قتل شر قتلة، وسحقته أحذية المحتجين وهم يصيحون "أرحل..أرحل..أرحل.."!.. بعضهم الآخر كالهرة طردوه من باب صنعاء فعاد يتلمض بلا حياء ولكن بلا لقب رئيس، الرابع في الهزيع الأخير من ليله، لا للحياة ولا للموت..! في البحرين سترغم الجماهير طاغيتها هو الآخر، وسيطأطيء رأسه للجماهير، وسيعمل ما بوسعه لإرضائها، ولكنها سترد عليه أن الوقت قد فات ولن تنفعك كل دروع الكرة الأرضية ومنها درع الجزيرة! الآخر سيحاول أن يجد له ملاذا في مكان ما في السعودية أيضا، ولكنه سيجدها تنور يغلي، فهي الآخرى سيعاني حكامها من وضع لا يحسدون عليه، وستمتنع عن إستقباله لإنشغال حكامها بحالهم!..بعضهم الآخر سيختفي مثل فص ملح وذاب في بحر كبير، ربما سيقوم بإجراء عملية تجميل لتغيير هيئته وتلك هي الفضيحة!..من سيد مطاع شاغل الدنيا ومالئها الى نكرة وقد إختفى أختفاءا كأثر بعد عين.. هنا في العراق الأمر مختلف نسبيا، فقد جعلنا الأحتلال الأمريكي يقتنع بأن لا جدوى من بقائه، فأنسحبوا بماء وجه قليل أفضل وصف له هو الهزيمة، وبهزيمتهم ستتسارع وتائر التغيير..ومن المؤكد أنه ستحدث تغيرات في الوجوه السياسية ولكن ببطء يتناسب مع بطء إتخاذ القرار هنا وفقا لآليات" الديمقراطية البطيئة"، وهو الوصف الذي نراه مناسبا لعمليتنا السياسية! وستتبدل المواقع في لعبة الكراسي، وستزول عناوين وستستحدث عناوين، وسيحصل صراع شرس على البقاء الذي لن يكون للأصلح..! وسنعقد مؤتمرا وطنيا سيستمر الى أن يحين موعد الأنتخابات القادمة، وربما بعد إعلان نتائجها سنحتاج الى مؤتمر وطني جديد وهكذا دواليك، وتلك هي لعبة السياسة، أو لعبة المؤتمرات..! لكن الأهم من ذلك كله، وتحت ضغط الإرادة الشعبية، وجهد البقية الصالحة الخيرة من الساسة، سنجد أن كثيرا من الفاسدين والمفسدين ولصوص المال العام من المسؤولين الحكوميين سيرحلون أما الى ملاذات خارجية رتبوا أمرهم فيها باكرا...أو أن يد العدالة ستطالهم وسيقبعون في السجون، ولكن من درجة خمس نجوم!..
كلام قبل السلام: قال لي أحدهم إبتعد قليلا عن السياسة فيما تكتب، قلت له أقول لك ما قاله أفلاطون:
" إحدى عقوبات رفضك المشاركة في السياسة أنك تنتهي محكوماً بمن هم أقل منك"، أليس كذلك؟..
سلام...
https://telegram.me/buratha