سعيد البدري
جرت العادة على رعاية الاداب العامة والاعراف والبروتوكولات المتبعة في التحضير والاستعداد والاستقبال وتامين كافة المستلزمات والدعم اللازم لانجاح المؤتمرات والاجتماعات تتكفل بكل هذه الاستحضارات الدولة المضيفة واللجان التحضيرية فترصد في سبيل ذلك الميزانيات والاموال والكوادر وتحضر التشريفات وغير ذلك من تفاصيل مملة لايسع المجال لحصرها وبسبب طبيعة الاوضاع المعقدة التي يعيشها العراق من تهديد ارهابي قائم وتقاطعات ووضع سياسي ملتهب يعتبر عقد قمة بغداد ونجاحها الكبير امرا مميزا فوق العادة وتحديا من نوع خاص وبعيدا عن اعلان بغداد والميزانيات التي صرفت نجد الحديث في صحف عالمية كالواشنطن بوست والغارديان ونيويورك تايمز وغيرها يتناول قضية بروتوكولية اقل اهمية مما يجب الخوض فيه ودراسته وتحليله بشكل جدي للوصول الى الحقيقة الاصلية التي تقول ان العراق نجح نجاحا باهرا في عقد هذه القمة لتتسافل هذه الصحف المفترض انها مرموقة لتجعل القضية الاساسية التي تخوض وتغوص في تفاصيلها هو الترف الذي عاشه الزعماء والوفود العربية الذين شاركوا في قمة بغداد حيث ان الحكومة العراقية لم تترك شاردة ولا واردة فلم تجد بعض الاقلام بدا من غمز حكومة بغداد لتثير موضوعا لاطائل من البحث فيه ولو ان القصور او التقصير لاح في هذه الجوانب لسمعنا وقرأنا العجب ولقالت الوفود تسبقها وسائل الاعلام لماذا ولماذا و هل هذا الامر مقصود ام ان الخبرة وعدم اللياقة الدبلوماسية العراقية هي من تقف وراءه و... الخ فيما حاكت صحف عربية تصدر في لندن اجواء الحضور العربي وتحدثت صحيفة القدس العربي مثلا عن قمة بلا طعم لغياب افذاذ كالقذافي وصالح والهارب بن علي مشيرة الى عدم وجود اي جديد عدا انها كانت منتدى للتعارف بين الروساء القدامى والجدد من حكام الربيع العربي المؤقتين الذين لم يهمهم تعالي الروساء القدامى ممن صافحوا روساءهم المخلوعين والهاربين فيما عدا ذلك جاءت كلمة رئيس الحكومة العراقية السيد نوري المالكي مفيدة ومنتجة على غير العادة حيث اوضح الكثير من الامور من بينها التحدي الكبير وظروف عقد القمة ولعله تنزل قليلا وتكلم بواقعية عن الجهد الاسطوري الذي قامت به قوات الامن العراقية صاحبة الفضل الاكبر والدور المميز الذي نحييه ونبارك لكل فرد عمل مخلصا وتحمل ماتحمل في سبيل الوصول للنجاح كما انه لم ينسى شكر اهالي العاصمة على صبرهم وهذا اقل مايقال فقمة بغداد التي نفخر بنجاحها كانت جهدا جماعيا ساهمت فيه الحكومة بكل مفاصلها والكتل السياسية بكل مكوناتها والقوات الامنية بكل تضحياتها وجهودها الجبارة والشعب العراقي من اقصى شماله الى اقصى جنوبه تحمل وعمل ووصل للنجاح فهذا النجاح هو جهد فريق وشعب بكامله استحق اعجاب قادة وشعوب الدول العربية والعالم ومقياس النجاح هو ماذكرناه انفا حيث لم تجد صحف عالمية عريقة موضوعا للطعن سوى اجواء الترف وما اكل وشرب ضيوف بغداد مما يؤشر ان بغداد الكريمة بطبعها اجتازت كل الاختبارات بفاعلية وتصميم عاليين فشكرا لشعب العراق ولكل العراق على سعة الصدر والوعي العالي والتلاحم الوطني الذي قل ان نرى مثله لكن المؤكد ان العراق وشعبه حاضر على الدوام في الاوقات و الاختبارات الصعبة وهو دائما بالموعد ..!!
https://telegram.me/buratha