سلام محمد
المجلس الاعلى الاسلامي العراقي من الكيانات التي لاتزال لها دور فعّال في حفظ التوازنات السياسية للبلد بما يمتلكه من علاقات إيجابية وإستراتيجية مع جميع ألأطراف المشاركة في العملية السياسة على مختلف توجهاتها القومية والمذهبية والدينية وساعدت هذه العلاقة على حل معظم الخلافات والخروج من الازمات التي عصفت بالعراق بعد تغيير النظام عام 2003 .وتعرض المجلس الاعلى الى محاربة اطراف عديدة بسبب التنافس الغير مشروع الذي تتبعه بعض القوى السياسية الاساسية في البلد ومن هذه الاطراف اطراف شيعية كان المجلس الاعلى الى وقت قريب شريكها الاساس وحليفها الذي اوصلها الى دفة الحكم,وتعرض المجلس الاعلى الى حملات تشويش وتضليل للرأي العام ومحاولة لمصادرة الجهود من خلال وسائل اعلام مغرضة ومدعومة من اعداء العراق في الداخل والخارج من اجل الوقوف بوجه الامتداد والتأييد الجماهيري الكبير الذي يحضى به المجلس الاعلى وقيادته من قبل الشعب العراقي .ومن اشد الصدمات التي تعرض لها المجلس الاعلى فقدان قيادته الشرعية والسياسية المتمثلة بالشهيد السعيد السيد محمد باقر الحكيم (قدس) في تفجيرٍ ارهابيٍ راح ضحيته المئات من المصلّين في النجف الاشرف وفي حرم امير المؤمنين علي (ع),وفقد المجلس الاعلى ربان سفينة العملية السياسية وقائدها السيد عزيز العراق (رض) وتوقع اغلب المراقبين ان المجلس الاعلى افل نوره بعد هذه الصدمات وبعد التراجع الذي حصل في انتخابات مجالس المحافظات ومجلس النواب وعدم حصوله على المقاعد النيابية التي تناسب ثقله الجماهيري رغم كثرة اصوات ناخبيه وتوقعوا ايضاً حدوث خلاف على موقع رئاسة المجلس مع وجود قيادات مخضرمة ترى في نفسها اهلية التصدي بعد وفاة عزيز العراق,الا انهم فاجئوا الجميع عندما لم يحصل اي تصدع في علاقة هذه القيادات واختارت وبالاجتماع السيد عمّار الحكيم رئيسا للمجلس الاعلى خلفاً لوالده الذي اشار في وصيته الى اهلية السيد عمار الحكيم للقيادة .عمّار الحكيم رغم كل الظروف التي تعرض لها تيار شهيد المحراب استطاع ان يحدث نقلة نوعية في اداء مؤسساته وعلى مختلف المستويات وبقي المجلس الاعلى يلعب دوراً اساسياً في مجريات الاوضاع في العراق .ومن اهم التطورات التي حدثت في المجلس الاعلى الاليات التي اتبعها في التنظيم والتواصل الاجتماعي والمتابعة الحثيثة والمستمرة بين القيادة والقاعدة الجماهيرية عبر الاعتماد على دماءً جديدة من الشباب وأصحاب الشهادات العليا للتصدي لمسؤولية مكاتب المجلس الاعلى التنظيمية بثت فيه روح الحياة وهذه الدماء الجديدة تمثل القيادة الوسطية التي يسعى السيد عمّار الحكيم الى تربيتها وبنائها بناءاً ثقافياً وعقائدياً وسياسياً لتكون هي نواة لقيادة المجلس الاعلى في المستقبل .ان توجيه مؤسسات تيار شهيد المحراب وتوزيع المهام عليها ومتابعتها عبر قنوات متابعة متعددة خطوات يخطوها السيّد عمّار الحكيم بالاتجاه الصحيح,فكل مؤسسة تلعب دورها حسب المهمة التي انيطت بها,فمؤسسة شهيد الحراب تلعب دور التوعية الثقافية والإسلامية لإتباع تيار شهيد المحراب, والمؤسسة التنظيمية تلعب دور تعبئة وتنظيم الامة للوقوف خلف القيادة والحصول على اكبر عدد ممكن من المقاعد البرلمانية من اجل تحقيق الهدف وارساء قواعد دولة المواطن والقضاء على كل مظاهر الفساد الاداري والمالي في مؤسسات الدولة العراقية .ومن المشاريع الواعدة التي يسعى السيّد عمّار الحكيم الى رعايتها وتطويرها مشروع (تجمع فرسان الامل) لبناء تنظيم جماهيري ينفتح على جميع شرائح المجتمع العراقي على اساس وطني لا على اساس قومي او مذهبي او ديني لتحقيق الشراكة الوطنية الصادقة داخل الكيان السياسي الواحد ,ومشروع (تجمع فرسان الامل) يسعى الى صناعة قيادة وسطية من خلال التحرك على الطاقات الشابة وتأهيلها لتكون بمستوى المسؤولية واعدادها علمياً وثقافياً وسياسيأ .ان تجمع فرسان الامل يسير بخط متوازي مع حركة المجلس الاعلى على الارض لاحتواء القاعدة الجماهيرية وهو يتبنى نفس المبادئ التي يتبنّاها تيار شهيد المحراب ويسعى الى تحقيق ذات الاهداف التي تصب بمصلحة المواطن العراقي في جميع ارجاء الوطن الواحد .ان قيادة المجلس الاعلى تسير بخطى ثابتة وبثقة عالية بالنفس وبالاعتماد على الله وعلى ارادة الجماهير للوصول الى الهدف المنشود لينعم كل العراقيين بخيرات بلادهم ويستثمروا قدراتهم وطاقاتهم للعمل على ازدهار بلدهم الذي عانى من الظلم والجور على مدة اربعة وأربعون عاماً وكل الدلائل تشير الى امكانية نجاح مشروع المجلس الاعلى في بناء الاساس الصلب لدولة المواطن في عراق الخير .
https://telegram.me/buratha