سليمان الخفاجي
القضية السورية في هذه الايام تاخذ كل اهتمام المجتمع الدولي والعالم العربي ويبدو الانقسام واضحا والتباين في وجهات النظر بين فريقي المواجهة الذين مع سوريا كدولة ونظام وشعب والذين مع سوريا كمعارضة للنظام السوري او بين الجيش السوري وبين الجيش الحر او بين النظام والمعارضة وكل يدعي الحرص على سوريا وشعب سوريا والضحية الوحيدة طبعا هو الشعب السوري ما يهمنا هو دور العراق وموقف العراق بكونه بلد ديمقراطي ونظامه برلماني ويخضع موقفه لدستور نص على عدم التدخل في شؤون الاخرين وخاصة دول الجوار وان تكون مواقفه الخارجية مبنية على اساس تحقيق المصلحة للعراق وعدم الدخول في الصراعات الدولية وعلى الحكومة ان تضمن امن العراق وحماية حدوده من اي تدخل خارجي او خطر يداهم امنه الوطني وسيادته سواء اكان هذا الخطر مباشر او محتمل ومنذ ان بدأت المشكلة السورية لم يخرج موقف العراق عن هذا الحد بل كان احرص الدول العربية على الشعب السوري بحفاظه علية وعدم ادخاله في متاهات الوصاية والحرب الاهلية والاقتتال بين ابناء الشعب الواحد ولم يرق هذا الموقف العراقي للدول العربية والتي تبنت موقف المواجهة مع النظام السوري واخذت مواقف متطرفة وبادرت لتدويل القضية السورية بعد ان كونت موقف عام داخل الجامعة العربية بانتظار ان تسفر القمة العربية عن قرار موحد باتجاه يرضي طموحات العرب ولكون هذه القمة تعقد في العراق وفي العاصمة بغداد فلا بد للعراق من موقف كونه يترأسها فتباينت المواقف وتعددت الاراء وبدات الضغوط بالحاق العراق بالمنظومة المواجهة لسوريا وادخاله في دائرة الاجماع العربي العراق وعبر الرئيس جلال طالباني وجه دعوة رسمية الى الحكومة السورية لحضور قمة بغداد وهذا ما تمليه الاعراف الدولية والعلاقات بين الدول اما مايدور الان ويتردد من احاديث عن دعوة المعارضة السورية فلا ادري في اي خانة يوضع او تحت اي بند وكيف سيكون موقف العراق او الجامعة العربية وما هو المراد من هكذا تصرف غير تعويم وتمييع مقررات هذه القمة وجعلها قمة خطابات وشراء مواقف قد لاتكون الا في اتجاه واحد ولتلبية غرض واحد والعراق قبل غيره عانا الامرين من تدخل الاخرين في شؤونه ومحاولة لعب دور الوصاية عليه وكل يدعي حرصه على التراب العراقي ووحدته وسيادة شعبه على هذه الارض وكان املنا بان تكون هذه القمة مختلفة عن سابقاتها وان يكون للعراق ومشاكله وهمومه الحصة الاكبر وان تكون قمة حلول لاقمة صفقات وتحالفات لاتلبي مصلحة العراق وان تكون القضية السورية قضية سورية داخليه وان تدخل العرب وقرارتهم في القمة العربية المرتقبة فيجب ان تكون في اطار وحدود وطموحات الشعب السوري لا لتنفيذ اجندات مشبوه او قرارات مسبقة وخطابات معدة سلفا واذا كان لابد من دعوة المعارضة السورية فانها ممثلة بصورتها الواقعية والاصيلة بحضور قطر والسعودية وباقي دول الربيع اما حكومة سوريا فمن حقها ان تمثل في قمة جامعة هي احد اعضائها دعوتي الى قادة العراق من يمثل العراق بان يجنبوا العراق التدخل وتعقيد القضية السورية اكثر من التعقيدات الحالية وان لايسمحوا بان يكون مؤتمر القمة مؤتمر اصدقاء سورية ثاني بعد الذي عقد في تونس وقد يطلب الاخرين بان تحضر روسيا لتكون مدافعا عن النظام السوري في قمة لاناصر له فيها ولاادري اين ستقف المطالبات بالحضور لهذه القمة لان اصدقاء سوريا كل من طلب المال والتمويل القطري والسعودي فهم بالنتيجة يراهنون على نجاح هذه القمة لتكون ممرا جديدا نحو دمشق من بوابة بغداد ما بعد المقبور صدام .
https://telegram.me/buratha