المقالات

الحوار هو الحل

731 22:41:00 2012-03-21

احمد عبد الرحمن

  الحوار الهاديء والبناء، يعد احد ابرز الوسائل العملية والواقعية الحضارية لمعالجة وحل المشاكل والازمات بين الافراد والمجتمعات والاحزاب والامم والدول والشعوب.عانينا نحن العراقيون ربما اكثر من غيرنا ودفعنا ضريبة باهضة جراء غياب لغة الحوار والتفاهم، وهيمنة منطق القهر والقوة والاستبداد والاقصاء والتهميش لعدة عقود من الزمن، ولاشك ان الانظمة السياسية الحاكمة-وبالخصوص نظام البعث الصدامي المقبور-كان لها الدور الاكبر وتحملت المسؤولية الاعظم لتكريس تلك الثقافة الخاطئة على الصعيد الداخلي والخارجي.وطبيعي ان بعض المظاهر والممارسات في هذا الجانب قد تغيرت بعد التاسع من نيسان من عام 2003، حيث سقوط النظام الديكتاتوري الاستبدادي، لكن قدر غير قليل منها بقي عالقا، سواء في تعاملنا مع بعضنا البعض كأبناء بلد واحد ، او في تعاملنا مع الاخر، مع اهمية التأكيد ان الاخر-سواء كان طرفا اقليميا او دوليا-معني بالامر ولايخلو تعامله وتعاطيه معنا من اخطاء وسلبيات نتيجة تغييب او اهمال لغة الحوار الهاديء والبناء الذي يمكن ان يفضي الى نتائج طيبة ومحمودة العواقب على الجميع.ازماتنا ومشاكلنا مع بعضنا البعض يمكن ان تحل وتعالج ولاتستفحل ولاتمتد لوقت طويل لو احتكمنا الى لغة الحوار الهاديء والبناء، وابتعدنا عن الحروب الكلامية والصراعات العقيمة، والتزمنا بالثوابت الوطنية، وكذلك ازماتنا ومشاكلنا مع جيراننا واصدقائنا التي هي في الواقع اما مخلفات وتراكمات العهود السابقة، او نتيجة سوء فهم وربما سوء تقدير لبعض المواقف، يمكن ان تحل وتعالج بالحكمة والروية والهدوء، خصوصا وان نقاط الالتقاء والقواسم المشتركة والمصالح المتبادلة غالبا-او دائما-ما تكون اكبر بكثير من نقاط الالتقاء، مع اهمية الالتزام بمبدأ مهم واساسي للغاية ، الا وهو عدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام كل طرف لخصوصيات الطرف الاخر، وعدم السعي الى فرض املاءات من نوع ما، فهذا الاسلوب هو الذي يعقد الامور ويخلط الاوراق ويخلق الارضية المناسبة للمشاكل والازمات، والتجارب السابقة ابلغ دليل وبرهان على ذلك، والتي لم تجر علينا وعلى غيرنا سوى القتل والدمار والخراب المعنوي والنفسي والمادي، الذي مازالت اثاره ماثلة وشاخصة حتى وقتنا هذا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك