اسعد الناصر
تعرض تشريع مؤسسة الشهداء ومنذ بدايتها لأعنف الهزات ولاشك أنها جاءت بعد مخاض عسير وولادة قيصرية وتحديات وتداعيات وصيحات بعثية حاولت إفشالها للنيل من تاريخ شهداء العراق وضياع حقوقهم ومن قبل أوساط يحسبون على العملية السياسية ومباركة أصحاب القرار اليوم ولابد من الإشارة الى الوقفة المشرفة الى رجالات العراق واصحاب التأريخ الأضطهادي وفضل التأسيس لوضع اللبنات الاولى لهذه المؤسسة لشجاعة عزيز العراق المغفور له السيد عبد العزيز الحكيم ولهيبته من قبل كل الكتل السياسية التي تخشى صمته فضلا عن نطقه ويلوذ به العدو عند الاعتذار والصديق عند يقع في شدة ولصلابة موقفه الدائم والثابت ورعايته لذوي الشهداء واكرامهم وإنصافهم لما عانوه في الحقبة الماضية تم تشريع قانون مؤسسة الشهداء ..لاتختلف وزارة الشهداء والمؤتفلين في أقليم كردستان العراق عن مؤسسة الشهداء إلا بالعنوان فقط وقد يجد من يتابع هذه الوزارة وهي تكرم شهدائها وتقاتل من أجل حقوقهم فرقا كبيرا وكما قال رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم، الجمعةالماضية في زيارته للأقليم (إن إبتسامة شهداء حلبجة ستطارد الطغاة جيلا بعد جيل وستبقى وصمة عار في تاريخهم الأسود إلى الابد.) شعورا منه بالعطاء المستمر للمسؤولين في حكومة كردستان لضحاياهم خلافا لمؤسستنا التي كنا نأمل بها خيرا ولكنها أخفقت بسبب سياسة الحكومة الحالية والسابقة وأختيار الاشخاص للوزارات والمؤسسات الأخرى بعناوين المصالحة الوطنية والمحاصصة والتوافق الوطني ليشكل عقبة كؤود تقف في طريق كثير من التطبيقات التي شرعت لهذه المؤسسة .نريد أن نعرج وبإيجاز ومع بداية الدكتور خلف عبد الصمد صاحب المسيرة الطويلة في سجون الطاغية عمله رئيسا لهذه المؤسسة وهو يأنُّ لمعاناة الشهداء وذويهم لأنه يحمل سنخيتها ويحارب من أجل الحصول على مايستحقه هؤلاء من إمتيازات وبما أنه لم يتلوّن بمنهجية الحيّل السياسية وعدم معرفته بتماسيح المكر السياسي ممن يعمل معهم في الحزب الحاكم وقع في مرمى الخدش والتجريح ولم يوفق لكل مايصبو إليه لوجود بعض الهياكل العظمية والأشباح التي تقف بطريق هذه المؤسسة من الدعم البخس وإعادة البعثيين من قبل الحكومة إلى مواقع صنع القرار مما أصبح تواجد هؤلاء عائقا مخزيا لتحقيق بعض حقوقهم ووجود أصحاب القرار في الوزارات من البعثيين حال دون الوصول الى المبتغى.ماأثار حفيظتنا أن نرى الجمع في المسؤولية بين مؤسستين تضم الضحية من جهة والجلاد من جهة أخرى بأعتبار مؤسسة الشهداء هي الراعي لدماء الشهداء ومؤسسة أو مستشارية المصالحة الوطنية والتي تحمل إعادة من يحملون السلاح من البعثيين والقتلة الذين أراقوا وسفكوا الدماء لشهدائنا ولانعرف كيف يوفق المسؤول والجمع بين النقيضين فيما بينهما إيمانا منا لهذه الآية الكريمة (ماجعل الله لرجل من قلبين في جوفه ) ولعل التباهي بالمسؤولية والحفاظ على العروش الزائلة وزخرفها ولو على حساب الكرامة أصبح أسمى من الأهدف النبيلة الذي أعطينا من أجلها الدماء الطاهرة.في المفام الأول للدكتور خلف بإعتباره سجينا سياسيا ومضطهدا ومن ذوي الشهداء وفي المقام الثاني لما للدكتور عامر الخزاعي والذي لم يحمل صفة من هذه الصفات التي تؤهله أن يشعر بهذ الظلم الكبير لهذه العوائل التي عانت الأمرين في زمن النظام السابق والحالي .وعليه يفضل أن يكون رئيس المؤسسة من السنخ الأول ومن بين ذوي شهدائها .خلاصة لما مضى أعلاه ومقارنة في الأمتيازات أردت ان أطرحها بين مؤسسة الشهداء ومؤسسة المصالحة الوطنية وهي كالتالي:أ- أن ذوي الشهداء يحصلون على مرتبات شهرية بخسه فيما يحصل من وضع السلاح جانبا (نهارا؟)مرتبات مغرية.ب- أن الفئة الاولى لازال أغلبهم يبحث عن وظيفة ولو بأجر يومي من أجل لقمة العيش لسد رمقه فيما تحصل الفئة الثانية على وظائف وبدون عناء ويعجز حتى أصحاب الشهادات للحصول عليها .أن الاولى يسكن أغلبهم إما في الإيجار أو بيوت التجاوز وأما الثانية وبدون مشقة يحصلون على بيوت فارهة إما شراءً وإما إيجارا وبأسعار مغرية.ج- أن الشريحة الأولى لازال بعضهم يعيش في الخارج ولم يستطيع العودة الى العراق بسبب تردي الاوضاع ورؤية أقرانهم لما يعانوه من حيف وظلم بينما تجد الشريحة الثانية والذين يعيشون في الخارج ترسل لهم الوفود من أجل عودتهم ومنحهم الأمتيازات .د- والمصيبة الكبرى أن الاولى عندما تراجع المؤسسات الحكومية أو غيرها ليس لها أعتبار بينما الثانية لها مصدر المشاركة و القرار والقبول .فيما مضى ومن خلال ماأسردت أردت أن أقول أن خلف عبد الصمد لم يحظى بالعون من قبل أسياده بينما فتحت الميزانية على مصارعيها لعامر الخزاعي وهذا يضعنا في موقع الشك وربما اليقين أن هناك سلسلة طويلة تمتد جذورها الى النظام السابق تعتمد على حلفاء المستقبل .نريد ومن خلال مقالنا أن نوجه الاستشعار لاأصحاب الدم الطاهر والذي لازال يسفك في كل لحظة من لحظات العراق المظلوم ونخص ذوي الشهداء أن يضعوا نصب أعينهم شهدائهم وأختيار من يمثلهم في المراحل المقبلة وإلا ستدمج مؤسسة الشهداء ومستشارية المصالحة الوطنية ويحكمها من سفك الدماء والمقدمات بدأت تلوح بالأفق وشواهدها كثيرة ...
https://telegram.me/buratha