المقالات

جهاد آل الحكيم

796 16:01:00 2012-03-15

حميد سامي

لم يبقَ في العراق من احد يستطيع إشهار المعارضة أو رفع لوائها فينبه النائمين ، وكانت الحرب العراقية الإيرانية ما تزال تحصد الأرواح وتلقي بالأموال الطائلة في تنور واسع وقد غدا كُلّ شيء أداة من أدوات النظام الدكتاتوري في إدارته للمعركة، وقد أيقن الكثيرون بما كانت ماكنة الإعلام الكبرى قد روجته من أفكار بشأن دعاوي الحرب ومبرراتها فغدا الكلّ ماعدا ذلك ظالماً لنفسه وخارجاً عن القانون فلم تعد أفكار المعارضين أو أحاديثهم مقبولة وصار الناس ينظرون إليهم بعين الشكوك التي تعاظمت فتحول كل ذي موقف معادٍ لصدام مُعاد للشعب وللعراق، لقد احكم صدام المجرم السيطرة على الداخل فلم تكن ثمّة منطقة تصنع كقاعدة للمقاومة والنضال ضد الطاغية.إنّ الفجر آتٍ لا مُحال ومهما طال الليل وتباعدت أطرافه كان الدافع الأصيل وراء إصراره على التمسك بالنضال طريقاً إلى إسقاط الطغيان، وعلى الرغم من حالة اليأس التي أطبقت على الآخرين فقد كان الأمل يشع من عيونه (رض) وكانت المخابرات وراء التفاف المناضلين حول رايته التي سيدفعها باسم المجلس الأعلى للثورة الإسلاميّة في العراق، ويوماً بعد آخر والهمم تتصاعد والعزائم تشتعل بروح الإصرار، وكلما زاد النظام تصميماً على قهر معارضيه أزداد سماحته قوة وصبراً على طول المواجهة وعدم تكافؤ الكفتين.وحتّى ساعة الإعلان عن تشكيل المجلس الأعلى فقد كانت ثمّة جهود كبيرة قد بذلت وكانت هناك مغامرات خطيرة قد أقدم عليها المناضلون وهم يمهدون لإنشاء هذه الجبهة العريضة الواسعة التي ستنضوي تحت لوائها كل المجاهدين المخلصين.وفي الأهوار التي اتخذ منها بعض المجاهدين أوكاراً لهم، كانت الثورة قد بدأت من هناك حيث وقعت المصادمات الأولى مع أجهزة النظام الصدامي وقام بعض المجاهدين باختراقها وتنفيذ عمليات عسكريّة ضد مقرات الحزب الحاكم، وكان ذلك بتنامي الروح النضالية لدى الكثيرين وحتّى من قبل أفراد الجيش الذين التحقوا بالثورة معبرين عن إيمانهم بها وبقضية التصدي لاعتى دكتاتورية شهدها العصر الحديث.وقد كان لقيادة سماحة السيّد آيّة الله محمّد باقر الحكيم (قدس) لهذه الثورة ما اعتبره الجميع مظهراً أساسيّاً من مظاهر شرعيتها، وهو الأمر التي زادها قوة وضراوة وأدى بالمجاهدين إلى التمسك بها والقيام بكل ما كانوا يكلفون به من واجبات في معاقل الحكم وقواعده القوية ونتيجة لذلك فقد أصبح الناس في الداخل يتطلعون إلى الثورة ويستمعون إلى أخبارها ويتناقلون كل ما يرد عليها من معلومات. وعلى الرغم مما كان فقد حدث بعد انتهاء الحرب عام 1988، من زيادة قوى الاصطفاف الدّولي حول صدام وتراجع بعض المعارضين بل انسحابهم إلى مواقع خلفية حيث غادر بعضهم إلى دول أوربية رافعين راية الاستسلام فقد ظل آيّة الله الحكيم (قدس) ومعه سماحة المرحوم عزيز العراق (قدس) وبقية آل الحكيم الذين صبروا للمحنة مستقوين بالخالق تبارك وتعالى وقضائه وحكمه في ما كان من تراجع الإيمان في صدور البعض وسقوط البعض الآخر في شباك المكر والخدع الصدامية.وقد بقوا هم حيث لم يتأخروا ولم يضعفوا مصممين على أن يوصلوا الطريق إلى نهايته.وفي عام 1991عندما أوقد المجاهدون نار التصدي للحكم البعثي الجائر فقد كان للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية توقفه الصريح من الثورة التي سرت نارها في كل جزء من أرض العراق داعياً وراعياً ومشاركاً فيها مشاركة كبيرة كانت ستكون قاصمة لظهر الدكتاتورية في العراق، لولا ما كان من أمور وظروف معروفة للعراقيين في ذلك الوقت ومع إن نظام صدام الذي وجه جيشه لمقاتلة الثوار مستخدماً كل الأسلحة التي عنده وتمكنه من بسط نفوذه ثانية على البلاد بالحديد والنار، فأن ذلك لم يفت في عضد سماحة السيّد محمّد باقر الحكيم (رض)، أو يضعف من همم الثائرين في المجلس الأعلى الإسلامي فقد واصلوا الجهاد وقاموا العديد من الفعاليات القتالية التي استهدفت عناصر الحزب الحاكم وقواته في بغداد وسائر المحافظات وكان لهذا التواصل مع الثورة والنضال أهميته للأمل العراقي الكبير في تحقيق النصر الناجز على طغمة الظلم والطغيان كما كان لهذا التواصل أثره أيضاً في تعاظم الضغط الدولي على نظام صدام واستصدار القرارات الدولية التي حددت من مساحة تحركه وأثرت تأثيراً واضحاً ومباشراً على ما كان قد قرر بشان الأوضاع في العراق من تحرك دولي واسع النطاق انتهى بالنتائج التي نعرفها جميعاً، وبعد سقوط الطاغية الذي كان ثمرة من ثمار نضال المجلس الأعلى الإسلامي في العراق وتواصله مع هموم ومتاعب العراقيين في الداخل والخارج وتصديه لكل المهام التي عبرت عن رعاية العراقيين في التخلص من حكم البعث الجائر فقد كان للمجلس الأعلى دوره في قيادة العراق وتمكينه من توجيه الأمور نحو الغايات النبيلة.وقد لعب سماحة آيّة الله السيّد محمّد باقر الحكيم (قدس) دور الأب والراعي الحقيقي للعراقيين وهم يتطلعون إلى بناء دولتهم الجديدة بنورهم الحق وهدى الثورة التي قدمت التضحيات السخيّة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك