بقلم الإعلامي....علي العزاوي
تكاد لا تمر بأي محفل من المحافل العامة والخاصة ألا وتجد الحديث فيها عن العراق ما بعد كل تلك الأزمات التي تعصف بالبلاد،واغلبها ومع الأسف مصطنع،وبسهولة تكتشف في خبايا كلام الناس ان هناك تخوف من المجهول تعدى الهواجس وأصبح شبة قناعة ان الأيام القادمة ستشهد تعقيدات وتغيرات لم تكن في الحسبان ،بعضها مرتبطا ارتباط وثيق بالمخططات الأمريكية،والبعض الأخر هو بدفع إقليمي عربي ،يهدف الى الانقضاض على كل ما تحقق ،وأشاطر الآخرين الرأي ان البلاد مرت بماسي وإخفاقات لا يمكن إخفائها والسكوت عنها،تتحملها القوى السياسية الماسكة بالسلطة اليوم ولكي لا يحتج علي احد بمطالبته لي بالتصريح ،أقول السلطة كانت وما زالت بيد حزب الدعوة وما نتج عنه باسم دولة القانون والآخرين ما هم ألا شركاء بالاسم فقط،ولتشخيص الخلل علينا معرفة السبب حتى يبطل العجب،فحزب الدعوة من الأحزاب التي لا تؤمن بوجود الشريك ويرى أعضاء الحزب بأنهم على مستويات عالية من غيرهم ،و لا يمكن تقاسم السلطة مع أي كان،وطريقة التفكير هذه هي من ولد أزمة الثقة الكبيرة داخل المكونات السياسية الواحدة من جهة والكيانات السياسية الأخرى من جهة أخرى،وهو ما سيقود البلاد الى المجهول وتقطيع أوصاله ونسف العملية السياسية من الأساس ..و يوم بعد يوم تستمر مخاوف المواطنين الى ان أصبحت المخاوف تلازم الجميع وعلى حد سواء،وأكثر ما يقلق ويخشاه المواطن اليوم هو الجانب السياسي وتداعياته الخطيرة فلطالما اعتبر الشعب ان أعظم ما تحقق هو بناء نظام ديمقراطي مبني على التداول السلمي للسلطة و الجميع يعمل للحفاظ عليه، وان لا نستيقظ في يوم من الأيام على انقلاب عسكري والبيان رقم واحد،أو احتلال يضاف الى أعداد المرات التي استبيحت فيها بغداد لكرامتها،والمواطن أصبح متيقن ان الحكومة التي ضحى من اجلها بالغالي والنفيس هي ملك للحزب الحاكم وليس له فيها شيء لا من قريب ولا من بعيد...فيا ترى هل غابت أرادة الشعب وسئم وزهد بكل شيء حتى حياته وكيف يحفظ كرامته فيها..! أم ان ثقافة العراقيين وتطلعاتهم تنسجم مع ما هم عليه ألان، ولا يسعون الى الأفضل أبدا..! وهو خلاف ما سجله تاريخهم وأيامه الخوالد والتي تتحدث عن شعب لا يعرف الخوف ولا يرضى بالظلم ويرى في نفسه ان الشموخ هو من صناعته وهو معلم العالم بأسره عشق الحرية والدفاع عنها وانه يستمد تلك العزيمة من حبه لوطنه ومستقبله،وحرصه المستمر ان يبقى وطننا مصيره بيد المواطن لا بيد المسئول والحكومة وان لا تعود تلك الذكريات الأليمة التي عاشها الشعب لعقود طوال..
https://telegram.me/buratha