سعيد البدري
اليس غريبا ان نرى حكام العرب ودعاتها يتهافتون واحدا بعد الاخر وتعلن الشعوب انتصاراتها عليهم في فترة حالكة الظلام من تاريخها مع التحفظ على محاولات دول الهيمنة العربية الصاعدة (قطر)التي تسعى لتكبيل ارادة الشعوب ومصادرة ثوراتها لصالح زمرة تنظيم القاعدة ، وللاسف هذا هو واقع البلدان التي تحررت بفعل ثوراتها الشعبية العارمة قبل عام واقل من هذا في بعض البلدان فيما يستذكر ابناء العراق الغيارى ممن رفضوا نظام البعث العفلقي مرور الذكرى الحادية والعشرون لانتفاضة شعبان المباركة التي اندلعت في اذار العام 1991 في اربع عشرة محافظة عراقية من اصل ثماني عشرة محافظة..انتفاضة تزلزل لها اركان النظام وجعلت الهستيريا تدب في جسد انظمة اخرى .. ترى في كسر ارادة الحاكم الغاشم خروجا على نص الحكم المقدس الذي تعتبره خطا احمر لاينبغي المساس به مهما كانت النتائج والاضرار خصوصا اذا كان الثوار مواطنين من الدرجات الدنيا بالنسبة لهذه الانظمة المتجبرة التي رات فيها ( شعاراتها ومتبنياتها الفكرية) خطرا داهما سيحرق بلدانها ويعيد للاذهان ضرورة الثورة على حكم الجور والتمييز وتغييب الارادة انتفاضة شعبان التي وصفها شهيد المحراب اية الله السيد محمد باقر الحكيم قدس سره الشريف بأنها (نقطة تحول في وعي الشعب العراقي) فقد كانت الانتفاضة ثورة رافضة لطبيعة نظام الحكم واساليبه وممارساته المتسمة بالعدوان والغش والخداع والاعتداء على كل شيء ومن عاش في بلاد الرافدين حتى من غير العراقيين يدرك ان كل شيء ممكن ان يتحول الى جحيم مستعر باقل من طرفة عين فجاءت هذه الثورة لتكسر نظرية الولاء المطلق للنظام والطاعة العمياء لاوامره ثورة كانت بحجم دماء الاحرار من المفكرين وعلماء الدين والشيوخ والشباب والنساء والعشائر العراقية الغيوره التى شاركت بها لقد اثبتت الانتفاضة والثورة بكل ما فيها واحدة انها نقطة تحول مسيرة الصراع بين السلطة الحاكمة المتمثلة بنظام الحكم الصدامي العفلقي من جهة، والشعب العراقي باغلب فعالياته من جهة ثانية. لتكشف عن الوجه الإجرامي الدموي لنظام البعث كان يغلف ممارساته باطار شرعي مستغلا سكوت انظمة المنطقة وتسافلها في عدم نصرة هذا الشعب المظلوم لاسباب باتت واضحة ومعروفة ومفضوحة في الوقت ذاته ومع كل ذلك لابد من العودة وطرح التساؤلات ليتسنى لنا معرفة الواقع اليوم مقارنة بالوقائع التي جرت وخلفت عشرات الالاف من الشهداء المغيبين والمهجرين فأين هم واين هي حقوقهم بعيدا عن شعارات الحاضر ووعود الماضي فلا مهجري رفحاء ممن لجئوا الى العربية السعودية بعد حملة التطهير الطائفي التي نفذها النظام في قمعه الثائرين نالوا حقا ولايوجد قانون كقوانين اعادة البعثيين الى وظائفهم ومنحهم رواتب وعلاوات تثمينا لجهودهم في اذى العراقيين ولا قانون شرع لانصاف الشعبانيين ممن تعرضوا للقتل والتشريد وحرموا من حقوق اساسية كالتعليم والسكن والعيش بسلام في ظل المطاردات التي طالتهم على طول الخط منذ انتهاء الانتفاضة حتى سقوط النظام في العام 2003 اسوة بمن هاجروا الى لندن وباريس وعموم اوربا وامريكا واستراليا والبلدان الاخرى (وهذا ليس انتقاصا من حجم التضحيات التي بذلها عدد كبير منهم ) لكن نقارن فقط من اجل ايضاح حجم معاناة الشعبانيين اصحاب الفضل في وضع حد لغطرسة نظام صدام المجرم فضلا عن المناطق التي كانت مسرحا لعمليات الجهاد والتي كانت حواضن شامخة بوجه الطاغوت بقيت على حالها من الخراب والدمار وانا اعرف شخصيا عائلة الشهيد الذي عرضته كل فضائيات العراق والعالم والذي تعرض للركل من قبل المجرم المقبور علي حسن المجيد (علي كيمياوي) وهي تعاني شظف العيش وظروف غاية في الحرمان فاين الانصاف ومتى تنتهي معاناة من ثار وانتصر لكرامته وكرامة العراق ليتغنى ببطولاته وامجاده الجميع بما فيهم حكام العراق الجديد الذين لازالوا غير منصفين في اعطاء الحقوق لمن يستحقها من المضحين الحقيقيين لا الحزبيين فقط ؟ في وقت يتسابقون في اعتبار انتفاضة شعبان المباركة بداية الربيع العربي وما فائدة الربيع ان لم يعد على اهله بالخير وينصفهم من جلاديهم وينتشلهم من واقعهم المرير!!
https://telegram.me/buratha