أبو طه الجساس
يدخل الدولار الأمريكي مصداق رئيسي في احد معاني هذه الآية (ويمنعون الماعون)ولا عجب فالأرض بخيراتها لله ووضع الإنسان خليفة له من اجل الاستثمار الأفضل,وفي عصرنا الحديث القيمومة للشعب وليس للقائد الأوحد أو لقوة مركزية منفردة ولكن الساسة العراقيون في الحكومة المركزية يلتفون على أصل المعنى ويراوغون في خدمة الشعب العراقي الجريح وخير مثال مشروع البترو دولار الذي طرحته كتلة شهيد المحراب فبعد جهود واضحة ومتابعة مستمرة تمت المصادقة على المشروع وتقرر أعطاء نسبة من إيرادات النفط للمحافظات المنتجة للنفط بسبب ما تتعرض له من تلوث للبيئة وإضرار صحية مباشرة على مواطن المحافظة من عملية الاحتراق وتكرير للنفط وعدم صرف هذه النسبة يولد شعور بالغبن ويؤثر سلب على معنويات العاملين وسكان المحافظة مما يجعلهم يلعنون هذه النعمة وبعد نجاح عملية التصويت على إعطاء النسبة أصبحت مسؤولية الحكومة في تنفيذ القرار وكان الخيار المطروح هو استقطاع نسبة5 دولار للبرميل الواحد إلا إن الحكومة ماطلت وسوفت من اجل تقليل الأثر الايجابي لفكرة المشروع لما تحمله من دوافع نفسية وطاعة عمياء (لانا) القاتلة التي لا تحب الخير إلا من خلالها ووضعت دولار واحد حيز التنفيذ وكان اقل الاحتمالات هو دولارين للبرميل الواحد وها قد مرت سنتين على المشروع ولم تقم الحكومة بزيادة النسبة بل في أخر الإخبار بأن الميزانية تتضمن قطع نسبة 50% من مقدار النسبة السنوية المقطوعة للمحافظات إلى مشاريع الكهرباء وهذا مخالف لما صوت عليه أعضاء الجمعية , فهنا يجب ممارسة ضغط شعبي ومن خلال مجالس المحافظات ومن الجمعية الوطنية والإعلام العراقي بالدفع إلى الاستثمار الأمثل لفكرة المشروع ومواجه الجهات التي تدفع بالضد من المشروع بشكل عجيب وخطير فالمحافظات المنتجة للنفط تمارس دور كدور الأم الولود التي تحتاج إلى الرعايا ففي عادات مجتمعنا العراقي عندما تولد الأم طفلها تأتي بعض النسوة ويعطونها مبلغ من المال (وصلة-واجب) تقديرا لما تحملته من أذى ومعاناة ويشاركونها الفرحة وعملية استحواذ الأب على ذلك المال قضية مخجلة وها هي حكومتنا تأخذ معظم المبلغ وتتخذ دور الأب القاسي البخيل الذي يمنع الخير للغير والمستغل لدور إلام المنتجة ونحن نشيد بدور المحافظات في عملية الإنتاج ونطالب بزيادة مبلغ الاستقطاع إلى دولارين كأقل تقدير ولا نرضى بأقل من ذلك فقد تكالبت سيطرة المركز وأحزاب معينة على المحافظات وقوضت صلاحيات مجالس المحافظات مما جعلها تشعر بالتبعية المذلة وهي اقدر على تشخيص ما ينفعها وما يضرها وأهل مكة أدرى بشعابها فلا بد من وقفة صريحة لدعم المحافظات المنتجة التي تمثل هيكل العراق الذي يقوى بقوتها ويضعف بضعفها وان لانجعل الجنوب اشبه بالجمال التي تحمل الذهب وتتغذى على (العاكول)!
https://telegram.me/buratha