• بقلم: علي لطيف الدراجي.
يميل الكثير من المتابعين لمباريات كرة القدم الى رفع صوت التلفاز لغرض الاستمتاع بصوت المعلقين الذين يبرزون كل طاقاتهم وابداعاتهم في ادارة اللقاء بجملة من العبارات والجمل التي تجعل المشاهد يعيش اجواءاً ساحرة وشيقة فتضيف له متعة اخرى الى جانب العرض المثير الذي تقدمه العديد من الفرق التي سرقت قلوب المحبين في كل بقاع العالم ، وبات عدد من المعلقين العرب امثال عدنان حمد الحمادي واحمد الطيب ورؤوف خليف وحازم الكاديكي وايمن جادة ويوسف سيف وحفيظ دراجي وغيرهم ماركة مسجلة في اللقاءات الحاسمة التي تحتاج الى لمسة فنان وهمسة معلق يُضفي على سخونة المباراة لهيباً تستعر به اجواء الملعب عن بعد.وعمل المعلق الذي يتطلب منه صوت من نوع خاص بحاجة ايضاً الى خزين من المعلومات التي تجعل المتابع على مقربة من تاريخ الأندية والمنتخبات في البطولات المنصرمة اضافة الى كل صغيرة وكبيرة تدور في اروقة الفرق من اسرار وخفايا وارقام وكذلك بالنسبة للاعبين وعقودهم والمدربين وشؤونهم وهذا بمجمله يترك لدى المتابع احساس رائع يفضي الى قضاء وقت ممتع بزوايا مكتملة.المعلق الناجح هو الذي يستثمر وقت المباراة بتقديم كل التفاصيل بدون ملل مع الالتزام بالمهنية التي تجعله يقف عند معين دون وضع نفسه بمكان اللاعب او المدرب او الحكم ودون اعطاء رأياً ما او حكماً بديلاً وكأنه اللاعب والمدرب وحتى الحكم!! وعليه فالالتزام بهذه الخطوط البسيطة وضعت عدد من المعلقين في المقدمة وتركت اخرين على الهامش.في مباراة العراق وسنغافورة التي اعطت لمنتخبنا تذكرة التأهل الى الدور الحاسم لمونديال البرازيل 2014 كان معلق المباراة(رعد ناهي) يحاول ان يكتشف نفسه عبر 90 دقيقة مقسمة على شوطين من البؤس الذي ملأ اذاننا بعبارات خجولة ومحاولات يائسة لتبني(التعليق) التي لم تجد من يملأ فراغها في العراق بعد اعتزال ورحيل وغياب المعلقين الكبار الذين لازالت اسماؤهم واصواتهم محفورة في اذهاننا طالما ابدعوا في اعطاء صورة ناصعة البياض عن التعليق الكروي بألتزام وحرفنة كبيرتين.فمعلق المباراة(رعد ناهي) الذي علق على اكثر من مباراة لمنتحبنا الوطني نراه يبدأ المباراة وكأنه يعلق لأول مرة دون ان يغير من طريقته وادائه ودون ان يبحث عن اساليب تهيمن على سمع المشاهد ، فكلمة(ربما) ترددت على لسان(ناهي) وكأنه يتوقع حالة الطقس فتارة يقول ربما يقوم المدرب باستبدال احد اللاعبين وربما هذا القرار خاطئ وربما وربما واحياناً يترجم كلام المدرب الصربي وهو يخاطب لاعبيه ولكن(ناهي) نسي ان يقول.. ربما ... والله اعلم!!تحدث(ناهي) عن مجئ زيكو الى بغداد وابدى رأيه في موضوع لاناقة له فيه ولاجمل وقال بان بغداد تنعم بالأمن والسلام ولماذا لايأتي اليها زيكو بدلاً من تواجده في اربيل ، ولكنه لم يوضح الكيفية التي تجعل زيكو يأتي فيها الى بغداد وتضمن سلامته ، انا ارى ان زيكو من الممكن ان يعيش بسلام ولكن بشرط ان يصبح عضواً في البرلمان ويحظى بإحدى المصفحات التي ستوزع على اعضاء البرلمان المساكين الذين تعبوا من الركض وراء الكوسترات وسيارات السايبا في الشوارع!!ولم يكتفي(ناهي) بهذا الأمر بل اعطى رأيه في عدد من القرارات التي اتخذها الحكم في اغلب اوقات المباراة وقرأ فنجان الأحداث قبل انطلاقها في اذن المايك مراراً وتكراراً وقال بأننا مع(الهلالي) ويقصد حكم المباراة دائماً نفوز بـــ(الخمسات)!! نتيجة تطابق برجي المنتخب والحكم في نفس ليالي شهرزاد ، والغريب في امر(ناهي) انه يطلق تسمية(Viva) على الإتحاد الدولي لكرة القدم بدلاً من fifa)) وشتان ياناس ، ياعالم ، بين الــ(v) والــ(f)!!في لحظة تعيسة من زمن المباراة وبالتحديد في الدقيقة الــ(25) قال (ناهي) ان الحرس محمد كَاصد في اجازة وبعد دقيقة فقط سجلت سنغافورة هدفها الوحيد وفي الدقيقة(58) ، وقال ان قطر تتقدم على ايران(2_1) والنتيجة كانت العكس وتوقع بأن البحرين هي اقرب من قطر والمباراة لم تنتهي بعد!!والأكثر غرابة عندما قال ان هذا الجيل هو من حصل على لقب شباب اسيا 2000 وعلى بطولة غرب اسيا 2002 وغيرها ، ونحن نتساءل أي جيل هذا الذي لم يبقى منه سوى عدد قليل من اللاعبين.ومن المؤسف جداً ان يرتقي كل من هب ودب منصة التعليق ويجعل من نفسه معلقاً على مباراة دولية دون ان يمتلك احقية الولوج الى هذا المجال ، فليس من المعقول ان يُملأ هذا الفراغ الكبير الذي تركه العملاق مؤيد البدري وشدراك يوسف وغني الجبوري واخرين من اصحاب الشأن ممن تعالت اصواتهم بحرقة مع كل هدف يهز الشباك بأداء باهت من اشباه المعلقين ، فــ(ناهي) وغيره من معلقين ومقدمي برامج رياضية بعيدين جداً عن اصول العمل والتزاماته المهنية وباتوا اسماءاً تطير مع الريح وكأنها نسياً منسياً ونحن على اعتاب ختام الرحلة الى بلاد السامبا فمن الأجدر ان تنقل المباراة بدون صوت(رعدة ناهي) كي نستمتع بــ(90) دقيقة خالية من المنغصات.
https://telegram.me/buratha