سعيد البدري
منذ ان تم الاعلان عن تغيير تسمية مؤتمر القوى السياسية المزمع عقده قريبا الى اللقاء الوطني.باتت اراء السياسيين منقسمة حول هذه التسمية اكثر من انقسامها تجاه القضايا الخلافية التي تكاد تهدر فرصة بناء المشروع السياسي الوطني العراقي والمضي قدما في تطويراليات البناء الديمقراطي واستكمال اسباب نجاح العملية السياسية ولاندري حقا لماذا تتعامل اغلب القوى السياسية العراقية ب(قشرية) مفرطة تجاه مصير الشعب وتحاول جاهدة القفز على مستويات وعيه العالية قياسا بغيره من شعوب المنطقة التي اتجهت نحو التغيير والحقيقة التي عميت عنها بعض قوانا الحالية وهي تحاول تبرير افعالها ازاء قضايا الخلاف المطروحة اليوم بدواعي الاستحقاقات الواجب تحققها لانعدام التوافق والاتفاق عليها (كطرح ورقة حكومة الاغلبية السياسية المرفوضة كردستانيا بدلا من حكومة الشراكة الوطنية التي تحولت بدورها الى حكومة تقاسم المغانم والمرفوضة بدورها في اوساط دولة القانون رغم استفادة قياداتها القصوى من الطريقة التي شكلت بها الحكومة تحت هذا العنوان تحديدا ), و الحقيقة التي نحن بصدد بيانها والتي اغفلت كما اسلفنا مفادها ان العراق بلد متعدد القوميات والاديان والمذاهب وحتى التوجهات السياسية العامة تتقاذفه اهواء دول اقليمية واخرى عظمى ترى في مصالحها الدافع والمحرك الاساس الذي يدفعها لتأييد هذا او رفض ذاك وتضعيفه وليس عيبا ان تسمى الاشياء بمسمياتها وتدار الامور بحكمة وحنكة تجنب البلاد والعباد اثار التقلبات الحالية والمستقبلية التي قد تنشأ جراء تشابك او اختلاف المصالح و الاوضاع وضرورات المناخ السياسي العام في المنطقة والعالم وبغض النظر عن بعض الملفات القضائية المرتبطة بمسائل جنائية كقضية الهاشمي مثلا او شكل العلاقة مع حكومة البحرين السنية الجائرة في تعاملها مع اخواننا هناك لابد للساسة العراقيين ان يكونوا بمستوى طموحات هذا الشعب مراعين اوضاعه الاقتصادية الصعبة رغم تبدل الاوضاع وانتعاش شرائح متعددة اقتصاديا بعد التغيير الذي شهدته البلاد منذ ما يقرب العقد من الزمان ان المطلوب من الساسة العراقيين حقا هو توفير العدالة الاجتماعية والسعي على تطبيقها ليجنبوا كثيرا من ابناءهم ويلات الانجرار وراء هذا او ذاك مع الحرص العالي على اشعارهم عبر التركيز على هذا الجانب الاساسي بأن هذا البلد محب لابناءه جاد في اسعادهم من خلال توفير فرص الرفاهية واجواء الاحترام الكامل للجميع دون تمييز وللامانة فأن كل ذلك لن يتحقق مالم تكن هناك قلوب مفتوحة ونوايا تقفز على الخلافات وتعمل فقط على تحقيق الامال العريضة لسكان منازل الصفيح ومرتادي مناطق الطمر الصحي وجيوش الارامل والايتام وغيرهم من طبقات هذا الشعب المسحوقة انها دعوة للعمل على بناء البلاد وفق استحقاقات وطنية طالما نادى بها المخلصون ممن لامسوا معاناة ابناء الشعب العراقي واجتهدوا في التعبير عن همومه ومعاناته لايمانهم بأن صناعة الفرص الحقيقة شأن انساني يقع ضمن الواجبات الشرعية والالتزامات الاخلاقية التي يجب على السياسي العمل على تحقيقها فالدور الذي يلعبه السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي بهذا الاتجاه دور كبير ومحوري لابد من تسليط الضوء عليه وقراءته بموضوعية من قبل القوى السياسية لا ان تمر عليه مرور الكرام منطلقة من حساسيات معينة او دوافع اخرى تدفع باتجاه التفرد وتعقيد المشهد العراقي واصلها نابع بكل تاكيد من عدم وجود ارضية مشتركة للتفاهم والتي نشئت بسببب فقدان الثقة المتبادل بين اطراف العملية السياسية بكل توجهاتهم ..اذن لابد من وجود نقاط تعززالثقة وتدفع الجميع للعمل بشكل ايجابي لخدمة المواطن العراقي وهي لن تتحقق ما لم يتنازل كل طرف عن بعض متبنياته المتنشنجة لمصلحة المشروع الوطني وهذا ما سيحقق المصلحة عبر حوار مفتوح حول الطاولة المستديرة والذي لازالت الدعوة الى تبنيه بشكل جدي قائمة وهو ضرورة قصوى لانه ان تحقق فسيأخذ مدياته ويعمل على تذويب الخلافات تدريجيا حول اغلب الملفات العالقة الداخلية والخارجية بشرط ان تكون النوايا صادقة !!!!
https://telegram.me/buratha