حيدر محمد الوائلي
في حديث للنبي الأكرم محمد (ص): (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، ومن لم يمس ويصبح ناصحاً لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم فليس منهم).
في هذا اليوم رزقنا الله مطراً، فالمطر خير، ويستحب الدعاء تحت المطر فهو أحد موارد إستجابة الدعاء.كان (ابن الخايبة) نائماً حالماً تحت أنغام هطول الأمطار وسط ظلامٍ دامسٍ لإنقطاع التيار الكهربائي المستمر، فأستيقظ لأداء صلاة الصبح فعاجلته رائحة المجاري الطافحة برائحة كريهه دخلت من الشارع لوسط البيت...ربما مديرية مجاري ذي قار مشغولة بإنقطاع التيار الكهربائي أكثر من مشكلة طفح المجاري...!!
كانت زخة مطر لليلة واحدة فصار بها تبيان جدوى مشاريعكم بواحدة من مطرات الشتاء الشحيحة...!!زخة مطر واحدة...!! كانت كفيلة بتبيان الواقع المزري لمعيشة أحفاد مدينة مهد الحضارات سومر واور وأريدو والزقورة وبيت ابراهيم الخليل...!!كانت في سومر قبل حوالي (4500 سنة قبل الميلاد) (أضف لها 2012 سنة ما بعد الميلاد) لتصبح قبل (6512 سنة من الان) نظام مجاري وتصريف مياه ولقد اكتشف الاثاريون ذلك، قبل أن يكتشف المواطن في الناصرية وذي قار عموماً أن تلك المجاري ونظامها الأثري أفضل من مجارينا الحديثة اليوم بفضل العلم و(التنكة لوجيا) الخاصة بنا...!!
المطر من السماء بركة وخير، وعلى الأرض تغسل الذنوب وتكشف العيوب أيضاً...!!فضح الله مشاريع من يتفاخر ويمن على الشعب بها كل يوم بوسائل إعلامه وكأنها من جيبه الخاص...!!كانت زخة مطر تفضح الحقيقة وتفصح عنها بمطرة واحدة كانت أبابيل...!!مطرة واحدة كانت كفيلة بأن نتمشى للدوام كالتزحلق الفني على الرصيف...!!هذا على الشارع العام الذي فيه رصيف، وأما في الدرابين والفروع فلا مجاري ولا تبليط ولا رصيف فلا تزحلق فني ولا رصيف، وإنما رياضة القفز الطويل والعريض وفقاً لحجم (الخيسة) و(جيحة الماء)...!!كل ذلك التزحلق الفني على الرصيف، والقفز الطويل والعريض، هو للمحافظة على أناقة الملبس للمتوجهين به للدوام الرسمي.
تبنى البيوت وتشيد وعلى ساكني تلك المناطق أن ينفذوا بدل مديرية المجاري مجارياً لهم على حسابهم الشخصي...!!وبما أن مشاريع المجاري تقع ضمن مشاريع التخطيط العمراني والأستراتيجي للمدن، فلكم أن تتخيلوا ماذا يفعل من حظه العاثر ساكن في مناطق كغالبية مناطق المحافظة حيث مجاريها يشيدها ساكنيها، على حسابهم الشخصي...!!
لم يفد إستفار مديرية مجاري ذي قار لعجلاتها بتصريف المياه بشيء، وتصوروا أن مركز مدينة الناصرية وما حولها قد غرق بالمياه وإمتلأت الشوارع بالطين وبرك الوحل، فلا مجاري لتصريفها ولا أرصفة نظامية في الشوارع والفروع والمناطق السكنية لمنع تكوين الطين لأي زخة مطر بسيطة.
وإذا كان في مركز مدينة الناصرية يحصل ذلك، فلك أن تتخيل ماذا يحصل بما حولها من مناطق...؟!وإذا كان في مركز قضاء الناصرية يحصل ذلك فلك أن تتخيل ماذا يحصل بما حولها من نواحي وقرى...؟!وإذا كان في الناصرية مركز محافظة ذي قار يحصل ذلك فلك أن تتخيل ماذا يحصل بما حولها من أقضية تابعة لمحافظة ذي قار...؟!
لماذا لا يستغل المسؤولين في ذي قار الوضع الأمني المستقر في ذي قار والجنوب لتنفيذ مشاريع عملاقة كما حصل في كردستان العراق حيث تقدموا كثيراً في مجال الأعمار والخدمات بينما رجعنا للوراء كثيراً...
متى تصبح الأمطار عندنا لغسل الأرصفة والشوارع والمناطق السكنية، وبعد توقف الأمطار تخرج الناس للأستمتاع بجمال القوس قزح وخيوط الشمس المنبثقة من خلف الغيوم في شوارع ومناطق سكنية غسلتها الأمطار فجعلتها أجمل ما يكون، ويستنشقون هواءاً نقياً برائحة الأمطار الزكية...أخذني الحلم بعيداً ونسيت الواقع...؟! وبما أن أحد موارد إستجابة الدعاء هو تحت المطر، فتخيلوا عشرات الالاف الذين يدعون بتلك اللحظات، ماذا سيدعون وكيف ولمن وعلى من...؟!لكم أم عليكم سيكون الدعاء...؟!
https://telegram.me/buratha