المقالات

الموت امامكم والاستعباد خلفكم

799 14:24:00 2012-02-25

حميد الموسوي

كثيرا ما يلجأ المتحاورون والمتجادلون والمتناقشون وحتى المتشاتمون- عندنا- في جلساتهم الخاصة والعامة، ومقاهيهم ونواديهم ومحافلهم ومكاتبهم وأماكن عملهم وتسوقهم وحتى في سيارات النقل العام والخاص، خلال سجالاتهم التي تبدأ بساكن ولا تنتهي عند متحرك، وعند الحديث عن أمر من الأمور والأحداث اليومية المتوالية "العددية والهندسية والتصاعدية" وسلبيات مفرداتها.. وما أكثرها- يلجؤون مباشرة لمعزوفة النشاز المثيرة للقرف المؤججة للنزاع فيعقدون مقارنتهم المعهودة: "قبل أحسن لو هسه".. "فلان مو أحسن من فلتان؟!". وعندها يتفجر الموقف ويحتدم الشجار وتتعالى الاصوات وتتشنج الأعصاب ويرتفع دخان السجائر كثيفا لتبريد التوتر وتحلية حلبة النقاشات العقيمة التي لا تقدم ولا تؤخر ولا تأتِي بخير بل تزيد المتحاورين تشبثا بآرائهم واصرارا وعنادا على التمسك بمواقفهم حتى وإن برهن الطرف المقابل على خطئها.ولا أدري لماذا تحتم على العراقيين- من دون خلق الله- ان يوضعوا في دائرة اللاخيار ويرضو بخيار واحد فيحشرون بين فكي: السيء والأسوأ.. المر والأمر.. وبين الرمضاء والنار!:الإرهاب ومفخخاته أمامكم- والمقابر الجماعية والحروب وراءكم، الخطف والقتل والتهجير أمامكم- والكبت والحرمان والطغيان وراءكم، الفوضى والاضطراب امامكم- والتعسف والدكتاتورية وراءكم.تُرى من الذي تسبب في إخضاعهم لمعادلة "الغزال والأرنب" المجحفة والتي جعلت الارنب حصتهم على مر الدهور وتعاقب الممالك والعصور؟!.. حتى صارت حالة مألوفة وقانونا عرفيا وامرا مفروغا منه يمارسونها مقهورين ويتقبلونها على مضض؟!.. وحتى لا نذهب بعيدا في مسلسل اللاخيار المفروض نبدأ بأوسط الحلقات: العباسيون امامكم- والامويون وراءكم، العثمانيون أمامكم- المغول والفترات المظلمة وراءكم، الانكليز امامكم- وفرمانات السلاطين وخوازيقهم وراءكم، ملوك الانتداب امامكم- والمحتلون ومندوبهم السامي وراءكم، الجمهوريون العسكريون امامكم- والملوك المصونون وراءكم، الـ... امامكم- والـ... وراءكم،والفوضى الخلاقة امامكم- والدكتاتورية المستبدة وراءكم.لا شك ان قسوة وجور الحكام المتسلطين وأساليب زبانيتهم المتوحشة في التعامل مع العراقيين طيلة تلك القرون السود فعلت فعلها في نفوسهم الطيبة البسيطة وجذرت فيها مفاهيم مغلوطة تناقلتها الجينات وتوارثتها الأجيال المحرومة!. والذي يجعل من ظهره قنطرة فيجب عليه ان يتحمل "الدوس"!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2012-02-26
لحل هذه المشكلة على اتباع اهل البيت تشكيل دولة لهم في العراق
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك