صفاء سامي الخاقاني
ان اروع أسباب الوحدة الاسلامية التي نتمتع بها واحسن أسوة لنا في عمل الخير والسير نحو الاصلاح الحقيقي هو الرسول الامين محمد (صلى الله عليه وآله وصحبه المنتجبين) فرسولنا الامين هو مظهر وحدتنا فهو من يوحدنا واقعا. لكن في المقابل فان الطائفية مصدر فرقتنا وتشتتنا ومن آثارها عدم الاعتصام بحبل الله تعالى، لأننا بسببها لم نأخذ بما آتانا الرسول ولم ننته عما نهانا عنه، وهي سبب لنكران نعمة الله علينا بأن ألف بين القلوب فصرنا إخوانا وكنا على شفا حفرة من نار فأنقذنا منها، فالطائفية تشعرنا بمرارة العداوة وتبعدنا عن حلاوة المحبة والألفة والأخوة.فالصادق الامين مصدر وحدتنا وعزتنا بينما الطائفية مصدر ضعفنا وذلتنا لأنها سبب للاختلاف والنزاع فيما بيننا وهذا ما يورث بالنتيجة الذل وضعف الإرادة وذهاب العزة و الدولة ويخل بالوحدة ويوهن القوة فنخضع لعجب النفس وخيلائها.بنبينا الامين نتوصل الى الوحدة الحقيقية لكن هذا ما يرفضه ساسة اليوم فيعملون على تفرقتنا ولا يهدأ لهم بال حتى يبثوا سموم الفرقة والتناحر بيننا لأن ذلك قوتهم وزادهم للبقاء في مناصبهم وكراسيهم الفانية.ان الالفة بيننا كشعب هي جوهر النجاح والراحة وسبب للشعور بالانسـجام نحو العمل من أجل الوطن العزيز ومن ابرز ما ينمي الفتنا ويقوي وحدتنا هو نبينا الخاتم ولكن بالمقابل فأن قادة اليوم يفرقوننا ويسعون لإبعاد اي جانب مشترك بيننا فيعملون على ابعادنا عن الالفة والانسجام.القتل والتعذيب على المزاج وكما يروق للبعض هذا الأمر فيه خراب البلاد وضياع العباد ويتسلط على الأمة أعداؤها عندما يرونها مفككة ممزقة يدب إليها الضعف، فصون الدماء من أهم ما جاء به رسول الانسانية فصان دمائنا وأموالنا وأعراضنا بينما قادتنا وساستنا وزعمائنا اليوم تهلكنا وصارت سببا لسفك الدماء وهتك الاعراض وانتهاك الحرمات.ان نبينا الكريم هو مصدر عزنا وجمعنا فهو من يملأ قلوبنا ونفوسنا إحساسا بالإباء والشموخ والاستعلاء والارتفاع والغلبة والقوة وعلو القدر والارتباط بالله تعالى والارتفاع بالنفس عن مواضع المهانة والتحرر من رِق الأهواء ومن ذل الطمع فيسمو بنا نحو الرفعة والفخر واحترام المثل العليا، فنبينا العظيم يصوننا ولكن زعاماتنا اليوم تسلمنا للذل والانكسار والتشاؤم، وهي سبب لهتكنا وذلنا وشتاتنا، فرسولنا الهادي الامين يحقن دمائنا وساسة اليوم يهتكون حرمنا.حبيبنا محمد هو الأسوة والقدوة، فهو اهل الاقتداء والاتباع وبه نتأسى في قوله وفعله، وهو من يجمعنا على المحبة والالفة بينما ساستنا وقادتنا يفرقوننا.بقدر ما نسعى لإصلاح المجتمع، وبقدر صدق توجهنا ووضوح الرؤيا والأهداف والغايات يكون الربح والفوز، ورسولنا النبي الامين هو مصدر صلاحنا ولكن ساستنا اليوم مصدر لنشر الفساد فينا.والنتيجة حتى لا اطيل عليكم فان الرسول الامين يصوننا والطائفية تقتلنا، نبي الهدى يصلحنا بينما ساستنا وقادتنا تفسدنا.ايها القارئ الكريم كل هذا في العراق حيث الارامل تأن والثكالى تلوع والايتام تعرى وتجوع والآباء يقبعون تحت ألم الفراق وآهات الجزع وسياط الوجع، خاصة بعد الاحتلال البغيض.فهل ننتبه الى انفسنا ونعي خطورة ما نعيشه اليوم ونفيق من سباتنا فنتوحد تحت لواء نبينا الكريم وننبذ ونرفض كل القادة الطائفيين ونصرخ بأعلى اصواتنا لا لقادة وطائفية تدمرنا؟!
صفاء سامي الخاقاني
https://telegram.me/buratha